يُذ كر للأخ خالد الجندى أنه أدخل القضايا الدينية إلى حلبة "التوك شو" الفضائى فجعل الدين موضوعاً ينافس فى جاذبيته قضايا السياسة والفن والحوادث والرياضة، ثم أفرد له قناة فضائية خاصة باسم (أزهرى) رغبة منه- والله مطلع على النوايا– فى إعادة الاعتبار للأزهر كمرجعية فقهية لعموم أهل السنة والجماعة فى العالم.
وقد نشأ الأخ خالد وترعرع فى سياق ظاهرة ما يسمى بالدعاة الجدد والتى قامت فلسفتها على أن الدعوة ليست قرينة العبوس والتجهم، والتكشير، وخطابات الوعيد والترهيب، بل هى موعظة حسنة وتودد وخطاب عقل، وبصيرة مؤمن، وابتسامة واثق من أن الله غالبٌ على أمره.. وبرغم صحة هذه الفلسفة باعتبارها الأصل فى الدعوة إلا أنها نشأت فى مواجهة بعض المتطرفين الجهلاء من دعاة العنف ولم تنشأ- بالتأكيد– ضد منهج الأزاهرة الكبار، فقد كانوا الأقدر بعلمهم وطريقتهم فى الدعوة من توصيل الرسالة للكافة، وقد عاصرنا الشيوخ الأجلاء من الإمام شلتوت لأبى زهرة للفحام للغزالى والباقورى لسيد الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى، ولم نر فى وجوههم عبوساً ولا قمطريراً، أما البعض من مدعى التطرف السلفى أو التكفيرى الجهادى، فقد ثاب معظمهم إلى رشده وقام بالمراجعة طائعاً أو مضطراً، لكن البعض منهم مازال يتبنى خطاباً ومنهجاً مزدوجًا، فيصدّ ر لنا العذاب والوعيد، بينما يمارس فضيلتهم كل المتع، وينهلون من فيض النعيم المنان، ولن أزيد على هذا من باب التأدب فى الإسلام، والغريب أن الموضة فى التكفير الآن أنه أصبح تكفيراً بغير هجرة أى أن هؤلاء يكفرّون الناس وهم قاعدون على قلبهم.
كل هذا مفهوم وربما مردود عليه باعتباره وجهة نظر تقبل الصحة والخطأ لكن غير المفهوم هو دخول الأخ خالد الجندى- سامحه الله– دائرة التكفيريين، رغم كونه أحد أبرز الدعاة المحسوبين على منهج الحكمة والموعظة الحسنة، فقد كفّر سيادته كل من لا يكفر الشيعة والبهائيين فى مصر، قائلاً بالحرف فى ندوة نقابة الصحفيين: (لن أسمح بوجود الشيعة فى مصر.. الذى لا يكفرهم هو نفسه كافر) بينما قال عن اليهود أنهم (قوم لهم حضارة وثقافة ويصح الزواج منهم فهم أقرب إلينا فى بعض الأمور من المسيحيين). وبالمرة طالب الأخ خالد بالمساواة بين المسلمين والمسيحيين على اعتبار أن المسلم مضطهد من المسيحى فى مصر، وحينما سأله سائل عن الجدار الفولاذى الذى يسجن غزة، أكد الداعية (النجم) أن أمر الجدار لا يخضع للفتوى لأنه يعبر عن قرار سيادى!! وفى سؤال آخر عن اعتقال الأزهرى الدكتور عبد الرحمن البر، أبدى استياءه من الاعتقال، لكنه اعتبر أن انضمام الدكتور البر لجماعة الإخوان المسلمين مصيبة كبرى..
وأخيراً هل من المفيد أن نذكّر الأخ خالد بآيات الذكر الحكيم: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين).. (ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين).. (قل لست عليكم بوكيل).. ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء).. (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).. وأرجو من القارئ الكريم أن يعيد قراءة تصريحات الأخ خالد، لأنه سيكتشف أنها تعبير عن أجندة النظام السياسى فيما يتعلق بالموقف من إيران وحِزب الله والإخوان، والطبطبة على الأشقاء اليهود.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة