يده ملطخة بالألوان، ووجهه مرتكز على شىء واحد فقط الرسامات التى يقوم بها، وعيناه تتنقل بين رسومات لباتمان أو وجه الأسد، فوسط زحام يسود معرض القاهرة للكتاب وتوافد الكثيرون على شراء الكتب كان أحمد يجلس فى الصالة الخاصة بقاعة نهضة مصر، ويرسم على وجوه الأطفال الذين تزدادا مشترياتهم عن 30 جنيها.
أحمد سعيد طالب فى الصف الثانى الثانوى واعتاد العمل منذ أن كان عمره 13 عاما ليساعد والده فى توفير نفقاته، حيث يعمل والده حدادا ولا يستطيع أن يفى بكل احتياجات العائلة.
وحده أحمد الذى يسكن فى الأميرية بدأ العمل صغيرا مما أتاح له التنقل فى العديد من المهن ويقول "اشتعلت فى حاجات كتير مطاعم ومحلات وكل حاجة وبشتغل فى الإجازة والدراسة علشان أوفر مصاريف الدراسة "ولى ثلاث أخوات غيرى وكلنا بنشتغل".
وبالرغم من عمله إلا أنه يضع خطة للمذاكرة فيعرف متى يذاكر ومتى يلهو حيث يعمل ثلاث ساعات فقط فى اليوم ثم يذهب للدروس الخصوصية ويذاكر ليلا.
ويضيف "الشغل علمنى حاجات كتير كفاية انه لمنى من الشارع كنت فى الوقت دا بروح النت كافيه مع صحابى أو نلعب أى حاجة".
"أيضا تعلمت فى العمل مهارات جديدة وتعرفت على كيفية التعامل مع كل فرد وفى كل مكان مما سيساعدنى كثيرا بعد ذلك".
كما أنه لا يذهب للمدرسة ويعتمد على الدروس الخصوصية ويقول "باخد دروس فى ثلاث مواد الفرنساوى والرياضة والكيمياء".
وعن بداية عمله واختياره للرسم على الوجوه خصيصا "أنا ابتديت اشتغل مع مكتب عندنا فى الأميرية، الأول كنت بروح الحفلات ارقص مع الأطفال والبس ميكى أو بطوط ولقيت الر سم على الأوجه أسهل، وحبى للرسم وموهبتى شجعنى.
أحمد يتمنى أن يلتحق بكلية الهندسة قسم بترول ليضمن فرصة عمل جيدة بعد تخرجه تبعده عن مشاق العمل التى رآها كما يشعر أنه لن يجد صعوبة فى الحصول على فرصة عمل "أنا عرفت السكة منين وكل شغل محتاج إيه وعرفت مهارات كتير من عملى ومش هتعب كتير أما اجى اشتعل". وينهى أحمد كلماته وينتظر طفلا جديدا يقول له "عمو عمو هو الرسم بكام وآخر يقول عايز أرسم باتمان".
أحمد فى معرض الكتاب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة