فى ظل دولة إسرائيلية آمنة

إمام مسجد بنيويورك: اليهود يسعون للعيش بسلام

السبت، 06 فبراير 2010 02:51 م
إمام مسجد بنيويورك: اليهود يسعون للعيش بسلام الشيخ فيصل عبد الرؤوف
كتبت نهى محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصف الإمام فيصل عبد الرؤوف، إمام أكبر المساجد الإسلامية فى الولايات المتحدة الأمريكية بنيويورك، نفسه بأنه صانع سلام، مضيفا أن السلام يؤدى إلى التطور الاقتصادى، وهو الأمر الذى تسعى إليه جميع الشعوب بما فى ذلك اليهود الذين يرغبون فى العيش فى دولة إسرائيلية آمنة.
جاءت تصريحات الإمام عبد الرؤوف فى إطار الندوة التى أقيمت أمس بساقية الصاوى، والتى ربط فيها عبد الرؤوف المسلمين بمجموعة من القضايا التى يعانى منها العالم فى وقتنا الحالى، مستهلا إياها بالدور الذى يقوم به الإعلام عند نقله لهذه القضايا واصفا إياه بالدور المزيف الذى ينتج عن النقل غير الصحيح لهذه القضايا.

وقد عول عبد الرؤوف على العملية التعليمية مسئولية كبيرة فى نهضة المجتمع الإسلامى، وذلك فضلا عن إقامة المشروعات التنموية التى يجب أن يشارك بها جميع الفئات الإسلامية النسوية منها والشبابية بشكل خاص، وهو الأمر الذى يراه إمام أكبر المساجد الإسلامية فى أمريكا غير مفعل لكونه ليس مرئيا أو دينامكيا، وذلك على العكس تماما من كرة القدم التى يلتف حولها كل شعب على حدة بحيث تكون أهدافهم موحدة.

واستكمل عبد الرؤوف "يجب أن تنظر جميع الشعوب الإسلامية إلى أهدافها بشىء من التوحد الذى يسعى إلى معرفة الآخر ليناقش معه الأفكار ويشاركه فى طرح الحلول بشىء من الابتكار والتفعالية والروح الجماعية وذلك دون النظر إلى وجهات النظر التى عادة ما تتميز بالأنانية، وذلك عملا بقوله تعالى "وتعاونوا".

سياسيا، تطرق عبد الرؤوف إلى الصراع الفلسطينى الداخلى ولكن دون أن يسمى أطراف النزاع، قائلا إن مفتاح السر فى حل هذه الخلافات التى عادة ما تحدث بين الحكومات أو المجتمعات يتمثل فى الاعتراف بالطرف الآخر سواء كان هذا الطرف سياسيا أو دينيا أو غير ذلك، وهو الأمر الذى يتيح نقطة مهمة يجب على النخب الحاكمة أن تدركها ألا وهى التعرف على ما يدور فى مجتمعاتهم.

وأضاف عبد الرؤوف أن الاية الكريمة التى تقول "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" تشرح هذه القضية الشائكة، وأن المشكلة الفلسطينية لا يمكن حلها إلا بمساعدة أمريكية، وهو ما يزيد الأمر صعوبة، نظرا لتأثير اللوبى اليهودى على الإدارة الامريكية، التى لم تتمكن حتى الآن من ترسيم الحدود بين فلسطين وإسرائيل.

وعن كتابه "رؤية إسلامية جديدة للغرب والمسلمين" والذى لاقى إقبالا شديدا من قبل القراء فى العالم، قال الإمام فيصل عبد الرؤوف إن كلا من المسلمين والغرب بحاجة إلى تغير صورتهما الذهنية لدى الآخر واستبدالها برؤية جديدة كانت مطلوبة منذ مضى زمن، وتتمثل هذه الرؤية فى الإجابة عن سؤال "كيف نغير العقول ونكسب السلام؟"، وهو ما حاول الرئيس الأمريكى باراك أوباما إرساءه فى خطابه الشهير الذى ألقاه فى جامعة القاهرة فى يونيو من العام السابق، إذ يجب على حكومة الولايات المتحدة أن تعمل على تصميم سلاح السلام الشامل، على حد قوله.

وأضاف عبد الرؤوف أنه يجب أن يتحول "المسلمون فى أمريكا" إلى "المسلميبن الأمريكيين" بحيث يتم تشكيل أجيال تالية من المواطنين المسلمين تحاول أن تضغط على اليهود حتى يقوموا بمضاعفة الجهود لتحقيق السلام فى الأرض المقدسة، وذلك فى نفس الوقت الذى لابد وأن يتواصل فيه حوار الأديان مع المسيحيين الأمريكيين.

وعلى الصعيد الاقتصادى أشار عبد الرؤوف إلى ضرورة أن يعمل رجال الأعمال على إحلال التطلع للمكسب الكبير محل التطلع للقتل، مؤكدا على أهمية الحوار بين الحضارات وإحلالها لما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب"، وهى المسئولية التى يرى فيصل أن الأئمة فى أمريكا مضطلعون بها ويقومون بتنفيذها حاليا بناء على مبادرة قرطبة التى أرسى عبد الرؤوف قواعدها.

جديرا بالذكر أن الإمام فيصل عبد الرؤوف قد ولد لعالم أزهرى، وتخرج فى جامعة كولومبيا فى الولايات المتحدة الأمريكية وكان له إسهام كبير فى إنشاء الجامعة الإسلامية بماليزيا، وحاليا يعمل من خلال مؤسسة "قرطبة"، التى يرأسها، على تبادل الفهم والمعرفة بين أتباع الأديان الإبراهمية، وبينهم وبين الآخرين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة