حلقة أقل ما يقال عنها إنها رائعة، حيث نجح برنامج "العاشرة مساء" فى استضافة د.أحمد زويل العالم المصرى الحاصل على جائزة نوبل، فى حلقة تاريخية جمعت الإعلاميين الكبيرين محمود سعد ومنى الشاذلى، واستمرت أكثر من ثلاث ساعات، مرت كالبرق الخاطف فى وجبة إعلامية دسمة.
أكد زويل أنه يفتخر بكونه مسلما عربيا، وأنه متابع جيد لما يحدث فى مصر وليس بعيدا عما يدور من أحداث، وأنه يلتقى غالبا بالعديد من الشخصيات المصرية العظيمة عبر الخارجية المصرية، مؤكدا أن مصر تمتلك العديد من الأسماء اللامعة فى كافة المجالات، إلا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الترتيب، حيث إن الشىء غير المرتب لابد وأن ينتهى بفوضى.
وأضاف زويل: لكى ترقى الأمة لابد أن تمتلك ثلاثة أشياء لا غنى عن أحدها، أولها الدستور، ثم الثقافة، وأخيرا التعليم الجيد، مشيرا إلى أن السياسة لا تغرد منفردة، بل يمكن للعلم الفيزيائى أن يحكم العالم.
وشدد زويل فى حواره مع الإعلاميين الكبيرين على ضرورة العودة إلى أصول اللغة العربية والتمسك بقواعدها، معبرا عن استيائه لهؤلاء الهاجرين للغتهم العربية..
ثم تطرق زويل للحديث عن الجينات، مؤكدا أن الإنسان يمتلك حوالى 30 ألف جين، إلا أن هذه الجينات قد تتأثر بالعوامل الخارجية، مثل التلوث وأشعة الشمس وغيرها من العوامل. وقال زويل إنه تعلم بين ربوع مصر وداخل جدران جامعاتها العريقة، مؤكدا أن التعليم الحكومى هو أفضل أنواع التعليم على الإطلاق، وأنه أثناء عمله معيدا بالجامعات المصرية كان شديد الحرص على شرح الدروس للطلبة، وكان المألوف فى أسئلة الامتحان يومئذ هى أسئلة "اكتب ما تعرفه عن ... "، إلا أنه عندما سافر إلى أمريكا فوجئ بأن أسئلة الامتحانات تختلف عن ذلك تماما، حيث تكون غالبا اختياراً من متعدد ..
وعن جمال عبد الناصر، أكد زويل أنه كان فخرا للعرب، وكان زعيما نزيها والتعليم فى عهده كان جيدا جدا، وكان يوجد فى ذلك الوقت حلم وعلم، وإذا اجتمع الاثنان معا يمكننا أن نبنى الأهرامات. وأوضح زويل أنه تقدم بفكرة إنشاء مشروع علمى بمدينة 6 أكتوبر، إلا أن المسئولين لم ينفذوه وما زال الحلم حبيس الأدراج، مؤكدا أن الشعب المصرى قادر على توفير الدعم المالى له عن طريق التبرعات، كما فعل أثناء السيول وغيرها من مواقفه العظيمة فى الأعمال الخيرية.
وعن رؤيته للعالم العربى، قال فى صوت "مخنوق": "للأسف الوطن العربى فى موقف صعب، حيث عانى قديما من الاستعمار بمختلف أشكاله، والآن يتألم من الوضع السياسى المتردى فى البلدان العربية، خاصة فى ظل العديد من المشاكل بين الدول العربية الشقيقة، ناهيك عن الاقتصاد السيىء، حيث بات العرب يستوردون كل شىء، فلا تجد فى الأسواق العالمية منتجا واحدا عربيا"، وعلل هذا الوضع المتردى بسبب الطاقات العربية المهدرة التى لابد وأن يتم استغلالها بصورة سليمة.
ثم تطرق للحديث عن جائزة نوبل، لافتا الانتباه إلى أن هذه الجائزة تخضع لشروط وملابسات معينة، وأن الفائز بها لا يكون عنده علم بها إلا عند الاتصال به، حيث يتم ذلك فى سرية بالغة، فيما أشار إلى أن جائزة نوبل فى العلوم أصعب الجوائز قاطبة.
وبسؤاله عن نظريته العلمية عن الزمن، أشار إلى أن هناك بعض النظريات التى ترى أنه من الممكن الرجوع بالزمن إلى الوراء، فى حين أنه نفسه أكد أن هذا مستحيل، وتساءل زويل: ما هو الوقت؟ ثم أكد أن هذا السؤال صعب الإجابة عليه، وأنه شخصيا ليس لديه إجابة له.
وعن محاولة الأطفال محاكاة العالم المصرى الكبير أحمد زويل، أشار إلى أنه يتلقى خطابات عديدة من أطفال مصر، الذين يريدون السير على منواله، الأمر الذى يثلج قلبه، لافتا الانتباه إلى أنه تلقى خطابا من طفل يدعى "محمود وائل"، والذى حرك قلبه وجعله لا يتردد فى زيارة أسرته، ووضع له الخطوط العريضة التى يجب السير عليها حتى يصبح عالما جديدا لمصر.
وعن مباراة مصر والجزائر، أعرب زويل عن مدى استيائه لما فعله إعلام وجمهور البلدين من أجل مباراة كرة قدم. وتساءل زويل: كيف فعلتا البلدين هذا وهما صاحبتا حضارة عريقة؟ وأضاف أن مصر هى أم العرب، فمهما استفزها الابن يجب أن تصبر لأن الكبير لابد أن يتحمل باستمرار.
ومع ظهور الدكتور زويل على شاشة التلفزيون تزاحم الجمهور فى الاتصال وإجراء المداخلات الهاتفية، كان أبرز هؤلاء المتصلين الدكتورة مشيرة خطاب، التى طالبت زويل بضرورة الاهتمام بأطفال مصر حتى يتسنى لنا صنع جيل جديد على طراز زويل، الأمر الذى دفعه للإعلان عن تبنيه حملة لرعاية أطفال مصر، والتى ترعاها مكتبة الإسكندرية عبر جميع محافظات مصر المحروسة.
وأكد الكاتب بلال فضل أن زويل يعد أحد معالم مصر الحقيقية، مثله مثل أبو الهول، وطالبه بضرورة أخذ خطوات جادة فى مشروعه العلمى بمحافظة السادس من أكتوبر، مؤكدا أنه ليس من مصلحة أحد أن يمنع هذا المشروع، خاصة أن زويل هدفه علمى وليس الهدف السلطة، كما ردد البعض، وأضاف فضل أن زويل يجب عليه تجسيد كتابه "عصر العلم" من خلال فيلم روائى.
ثم أهدى الإعلامى محمود سعد علم مصر من الذهب الخالص إلى الدكتور أحمد زويل باعتباره رمزا من رموز مصر. واختتمت منى الشاذلى الحلقة بكلمات جميلة مأخوذة من رسالة البيت الأبيض إلى زويل، حيث قالت منى الشاذلى عن العالم المصرى بصحبة صوت خافت للسيدة أم كلثوم: "إنه مصرى أمريكى الجنسية واسع الاحترام، ليس فقط لعلمه ولكن أيضا لكونه صوتا للعقل".
موضوعات متعلقة..
بالصور.. كواليس حلقة زويل على "دريم"
زويل فى "العاشرة مساء" : أعتز بأنى مسلم.. العلم والحلم يبنيان الأهرامات..عبد الناصر زعيم الكرامة..الوطن العربى فى موقف صعب ومصر أم الجزائر
الأربعاء، 03 فبراير 2010 04:19 م