ولا فى المنام ولا فى الأحلام ما فعله الساحر الصغير "والماجيك" الجديد للكرة المصرية محمد ناجى، لاعب نادى الاتحاد السكندرى والشهير بـ"جدو"، فمن غير المتوقع أن يستطيع هذا النجم وتلك الجوهرة التى كشف عنها المدرب المخضرم حسن شحاتة أن يحرز 5 أهداف فى 5 مباريات متفرقة بمجموع دقائق أقل من150 دقيقة، حتى أننى أجزم ومعى كل المصريين أنه لو تم تغييره فى آخر دقيقة فإنه سوف يحرز هدفا فى الوقت الضائع وهذا ما كنت أراهن عليه..
والآن ليس بكثير أو بمستغرب أن يسطر هذا الجدو سطور أجمل "حدوتة "مصرية فى تاريخ الساحرة المستديرة على مستوى القارة فى قارة النجوم السمراء.
الكلام لم ولن ينتهى عن الأسطورة التى أبهرت أنظار كل المتابعين على المستوى المحلى والقارى والعالمى، لأنه لو غاب قديس الكرة المصرية وتاجر السعادة أبو تريكة فقبل أن تفكر فى أن تطمع فى منتخب الساجدين كن على ثقة تامة بأن هناك مليون تريكة، وربما هناك من هو أكثر نفعا وتأثيرا مثل جدو الذى بعث الحيرة والدهشة لزملائه قبل النقاد والمحللين والرياضيين.
أنا وبكل تأكيد مع فرحة جموع وحشود المصريين التى انطلقت فى الشوارع والميادين والمدن بالمحافظات والعواصم العربية والعالمية، ولكن ما فعله المصريون فى البارحة كان شيئا خارقا للعادة وأكبر من أنه مجرد احتفال، لاسيما وأننا لا نرى مثل تلك التجمعات الرهيبة فى الكوارث أو فى المناسبات الأخرى سواء كانت سعيدة أو حزينة، الأهم من هذا كله أن لعبة كرة القدم أصبحت بمثابة الهم الأكبر لدى المصريين بعد أن تركوا كل الهموم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وخرج ما لا يقل عن 15 مليون مصرى يجوبون شوارع المحروسة، ليعيثوا فى الأرض فسادا بحثا عن نجاحات أو إخفاقات فى اللعبة المجنونة.
ومن غير المعقول أن تكون كرة القدم هى أول اهتمامات الشعب المصرى، وإن كانت فعليك أن تتأكد تماما من "سطحية" هذا الشعب خاصة بعد أن فرغت كل العقول حتى المثقفين والساسة والمسئولين تفرغوا تماما للحدث الأكبر، وكم من كارثة وقعت على عاتق البسطاء فى مناطق وأنحاء مختلفة وتخص قطاعات عريضة من الشعب دون أن يتحرك أحد وكأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال فى أعينهم.
أحمد الفصيح يكتب.. معجزة"جدو" وسطحية المصريين
الأربعاء، 03 فبراير 2010 04:40 م