من المدهش أن تعرف أن النائب الذى تقدم بطلب الإحاطة لمصادرة رواية «لهو الأبالسة» لسهير المصادفة أستاذ جامعى، يدرس العلوم فى جامعة بنى سويف، تخصص «ميكروبات» كما أنه درس فى جامعات إنجلترا وفنلندا وإسبانيا وأقام بالخارج سنوات عديدة، ثم استقر ببلدته ببنى سويف، حول أسباب تقديمه طلب الإحاطة ورؤيته للإبداع، كان لـ«اليوم السابع» معه هذا الحوار.
ما أسباب تقديمك طلب الإحاطة؟
- الناس فى الدائرة أتوا لى بالرواية وقالوا: مش أنت نائب فى مجلس الشعب إزاى يسمحوا بنشر الروايات دى؟ فقرأتها ووجدت بها ألفاظا نابية وجملا خادشة للحياء، فقلت كيف لمكتبة الأسرة التى يتابعها الناس بشغف أن تنشر هذه الروايات، وبصراحة الراوية بها ألفاظ خارجة ومحرجة، أخشى أن أرددها أمام ابنتى.
وهل تعامل المجتمع كله مثل ابنتك؟
- لا طبعاً.. لكنى أخجل من إدخال هذه الرواية إلى بيتى، ويطلع عليها أبنائى، وأنا أعلم أنكم ستقولون إن النواب يهاجمون الإبداع، لكن هذا ليس إبداعا، الإبداع زى الميكروبات فيها النافع وفيها الضار وممكن نستخدمه فى الحرب والدمار وممكن نستخدمه فى العلاج، بحكم موقعى كنائب فى البرلمان أنا أنوب عن الشعب فى تلبية رغباته، وهذا واجبى بحكم الدستور والقانون.
ألست معى فى أن الإنابة عن الشعب تختلف كثيراً عن الوصاية عليه؟
- أنا لست وصياً على أحد.
مادمت لست وصياً على أحد لماذا تحاول التحكم فى الناس كما تتحكم فى ابنتك؟
- لأن الناس هم الذين أتوا بالرواية لى واشتكوا منها وأنت تعرف فى القرى والأحياء كلما يحدث شىء تذهب الناس إلى النائب، إذا انقطعت المياه أو الكهرباء.
هل تتابع الأعمال الروائية والإبداعية بانتظام؟
- فى الحقيقية لا أتابعها بانتظام لكن كلما سمحت الظروف أقرأ، لكن فى الحقيقية قراءاتى المتخصصة أكثر، فأنا أستاذ جامعى ومتخصص فى علم الميكروبات، وأشرف على رسائل دكتوراة وماجستير ولا أجد وقتاً للقراءة الأدبية.
وما هى آخر رواية قرأتها خلاف «لهو الأبالسة»؟
- لا أذكر تحديداً.
منذ متى وأنت لا تقرأ روايات؟
- منذ زمن طويل.
متى تحديداً؟
- لا أذكر.
نقول 30 سنة؟
- مقدرش أقولك بالظبط.. أنا مش قاعد أقرا روايات أنا مشغول بالأبحاث والجامعة.
لا تجد وقتا للقراءة الأدبية ووجدت وقت لقراءة تلك الرواية؟
- فى الحقيقة لم أقرأ هذه الرواية بمفردى، فأنا وبعض الإخوة فى المكتب قرأناها، وجلسنا لنحصى عدد الألفاظ والجمل الخادشة للحياء، وجمعنا 69 موضعا بالرواية فى عشر صفحات فلوسكاب يدعو للرذيلة.
كيف تدعو الرواية للرذيلة؟ هل تأمر الناس بالزنى مثلاً أو السرقة مثلاً؟
- لا طبعاً هى لا تفعل هذا، لكنها تأتى بمشاهد وألفاظا لا يجب أن يتفوه بها الناس المثقفون المتعلمون وهذه المشاهد من شأنها أن تثير الغرائز والشهوات.
لكن «الإثارة الجنسية» متفاوتة من شخص لآخر فما يثيرك قد لا يثيرنى، فكيف تعرف أن هذه المشاهد تثير الناس أجمعين؟
- يجب علينا أن نأخذ بما تعارف عليه الناس فى هذه المواضع، ومن المتعارف عليه أن هذه المشاهد تثير الغرائز، كما أن الأخلاق العامة ترفض التفوه بألفاظ خارجة.
أنت تقول الآن إن الحكم هو الأخلاق العامة والأعراف والتقاليد فى حين أنك فى طلب الإحاطة قلت إن الرواية تسىء للشريعة الإسلامية كيف؟
- ما يسىء إلى الأخلاق العامة ويخدش الحياء يسىء للشريعة الإسلامية.
وهل هناك نص قرآنى أو حديث نبوى يأمرنا بعدم خدش الحياء؟
- فى الحقيقة لا أذكر، وليس ضروريا أن يكون هناك نص، فأى كلمة يتفوه بها الإنسان يحاسب عليها والحياء شعبة من الإيمان.
لكن تداول الألفاظ يتغير من بلد لآخر ومن قرية ولأخرى ومن بيت لآخر.. فكيف تريد أن تعمم ألفاظا معينة يجب الالتزام بها؟
- هناك خمس أو ست ألفاظ مسموح بها وبتداولها فيما يتعلق بالأمور الجنسية وهذه الألفاظ هى التى ذكرها القرآن والسنة وهى «الجماع والنكاح والمعاشرة والمباشرة والإتيان».
أفهم من كلام أنه مسموح بأن نتكلم فى الأمور الجنسية بالألفاظ الخمس فقط؟
- نعم ولا أعرف كيف يتجرأ الأدباء ويصفون المشاهد الجنسية بالألفاظ المباشرة، ده حتى فى محاضر الشرطة لا يذكرون هذه الألفاظ ويقولون عنها «المناطق الحساسة».
وهل تريد أن يكتب المبدعون رواياتهم كما تكتب محاضر الشرطة؟
- لمَ لا؟ مادامت لا تجرح المشاعر ولا يخجل من ذكرها أحد، والقرآن نفسه تحدث عن هذه المناطق الحساسة لكن بأدب.
القرآن ذكر هذه المناطق الحساسة لكن بلغة العصر المعروفة آنذاك، فمثلاً حينما يصف الله نساء الجنة يقول إنهن: كواعب أترابا.. والكاعب المرأة المشدودة الثدى الذى لم يترهل وحينما يذكر القرآن هذه المفردة من المؤكد سيتجلى هذا المظهر فى عقول السامعين أليس كذلك؟
- نعم ولا مانع لدى من أن أقول هذه المفردة.
بلفظ عصرك أم بلفظ عصر نزول القرآن؟
- بأى لفظ لا مانع.
وهل توافقنى مثلاً إذا كتبت رواية وقلت فيها إن البطل أمسك البطلة من صدرها أم ستطلب مصادرة روايتى؟
- إذا قلتها مرة أو مرتين لا مانع.. لكن أنا قلت لك إنى جمعت أكثر من عشر صفحات أنا والإخوة فى المكتب بها ألفاظ خارجة.
ألم تلاحظ أن الرواية خيالية؟
- بيتهيألى كده.
إذن لماذا تحاكمها بهذه الصرامة؟ هل أنت ضد الخيال؟
- لا طبعاً الخيال هو الذى ينتج الاختراعات والاكتشافات لكن يعنى «هو الروائية ملقتش غير الحتة دى اللى تتخيل فيها»؟
هل تذكر شكل غلاف الرواية؟
- بصراحة مركزتش.