أكد دكتور حسن محمد سلامة أستاذ طب الأطفال بالمركز القومى للبحوث أن التوترات العادية التى يمر بها الأطفال شىء عادى وإيجابى وتساعدهم على تطوير المهارات التى يحتاجون إليها لمواكبة صعوبات الحياة المختلفة والتكيف معها، خاصة إذا توافرت الرعاية والدعم من الأسرة والمدرسة لهم، لمساعدته على تعلم فن التغلب على توتره، مما سيضمن لهم نموا جسديا وعقليا وعاطفيا سليما، لكن إذا زادت حدة التوتر بمقدار يفوق قدرة الطفل ولم يجد دعم أهله أو مدرسته سيؤدى إلى أثار صحية سلبية، بل قد يؤثر على وظائف المخ مبكرا.
ويقول "يعتقد الآباء والأمهات إن حياة الأطفال سعيدة وتمر بلا مشاكل لكن حقيقة الأمر أن الأطفال وحتى الصغار جدا منهم يشعرون بالقلق والإجهاد، لدرجة تصل إلى أن الإنسان قد يشعر بالتوتر قبل ولادته".
يقسم دكتور حسن التوتر إلى إيجابى ومحتمل وسمى، ويقول "دعم الأسرة أثناء التوتر الإيجابى يزيد من إبداع الطفل وخلق ثقته فى نفسه، أما التوترات المحتملة والسمية فهى شديدة وطويلة المدى ومتكررة وإذا لم تجد الرعاية الاجتماعية قد تصيب الطفل بمشاكل صحية وسلوكية".
ويضيف "قد يكون سبب التوتر تغير المنزل أو مدرسة الطفل بعد انتقاله إلى مرحلة دراسية جديدة أو مشاكله مع أصدقائه والمواقف التى تحدث بينهم، أيضا قد يحدث التوتر ببعد فقدان الطفل لشىء قيم بالنسبة له أو نتيجة لجرح أو مرض مزمن أو مشاكل تتعرض لها الأسرة مثل الفقر الذى يترتب عليه نقص فى الغذاء والكساء واحتياجات الطفل، أيضا يتأثر الطفل بالطلاق والعنف الأسرى ووفاة الأحباب كالجدود، كما أننا لا يجب أن نتغافل أن التعب الشديد وعدم حصول الطفل على راحة كافية أيضا يؤدى إلى التوتر".
يوضح دكتور حسن كيف يكتشف الأم والأب تعرض ابنهما للتوتر قائلا "نجده ينسحب من الأنشطة والألعاب التى يحبها ويستمتع بها، يبدأ يقوم بعادات غريبة مص الأصابع أو قضم الأظافر واضطرابات النوم، انعدام الثقة بالنفس وعدم احترام الذات وشعوره بالاضطهاد وعدم حب الآخرين، قد يحدث أيضا اضطرابات فى الأكل والغذاء فيفقد الشهية أو يحدث أكل مفرط والقىء بعدها".
ويضيف "يجب أن نلاحظ التغيرات السلوكية التى تحدث للطفل من خوف مفرط أو اكتئاب، أما السلوكيات شديدة الخطورة تصل إلى حد الإدمان واستخدام العقاقير".
وشرح دكتور حسن أن الأمراض الصحية التى يتسبب فيها التوتر الحاد، وقال "تبدأ من أول الصداع المتكرر أو آلام البطن والحوض وأسفل الظهر والرقبة بلا سبب عضوى ومظاهر الحساسية المختلفة مثل بثور الجلد والربو الشعبى والإكزيما الجلدية أو ظهور البثور على البشرة، أيضا الأمراض المعوية مثل عسر الهضم والإسهال والإمساك، وإذا لم تلحق الأسرة الطفل فى علاجه من التوتر سيصل إلى التوتر المزمن الذى يسبب الأمراض النفسية والجسدية مع تقدم العمر من قلق وسمنة وارتفاع ضغط الدم والسكر وتصلب الشرايين التاجية بالقلب وتسريع هشاشة العظام وحتى التهاب المفاصل".
شدد دكتور حسن على ضرورة أن يكون للأب والأم ثقافة التعامل مع توتر الطفل وعدم الاستهانة بأى مشكلة يمر بها مهما كانت، ويقول "الأساليب العقابية لا تفيد الطفل ولا تجعله يتغلب على توتره ولا مشاكله، لذا يجب أن يستبدلها الأب والأم بالاستماع إليه وإفساح المجال أمامه ليعبر عن مشاعره.
وهذا سيساعدنا على الاكتشاف المبكر للمشكلة قبل أن تصيبه بالتوتر، ويجب أن نشعره بالحب والعطف عن طريق الأفعال وليس الكلام فقط، فمثلا نقبله ونحضنه ولا نبخل على قضاء وقتنا معه، ونحرص على أن يكون الضحك والترفيه من الممارسات اليومية للطفل، نشجعه باستمرار ونثنى عليه لكى تزيد ثقته بنفسه، نطمئنه أمام الضغوط والمخاوف ونعلمه كيف يدير غضبه وأنه ليس وحده، والأهم أن نوفر له الجو الأسرى الذى يأخذ منه قيمه ومبادئه خاصة الدينية، ونساعده على تكوين الصداقات لأنها وسيلة هامة فى توفير الأمن الاجتماعى له".
كيف تتعامل مع توتر ابنك؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة