الطيب صالح رفض الحصول على الجنسية المصرية والبريطانية

الثلاثاء، 23 فبراير 2010 06:55 م
الطيب صالح رفض الحصول على الجنسية المصرية والبريطانية الروائى السودانى الطيب صالح
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب الكبير محمود سالم، إن الروائى السودانى الراحل الطيب صالح، رفض الحصول على الجنسية المصرية، بعد أن قام سالم بمخاطبة رئاسة الجمهورية من أجل تسهيل دخول صالح إلى مصر، وذلك فى أعقاب تعنت بعض موظفى السفارة فى منحه تأشيرة دخول إلى مصر. وقال سالم إن الطيب رفض الحصول على جنسيات أخرى منها الجنسية البريطانية رغم اقترانه بزوجته الإنجليزية جوليا صالح، مشيرا إلى اعتزازه بجنسيته السودانية.

جاء ذلك خلال المائدة المستديرة التى ختمت أعمال ندوة الطيب صالح بالمجلس الأعلى للثقافة أمس الاثنين، والتى ضمت الكتاب بهاء طاهر، يوسف القعيد، فؤاد قنديل، محمود سالم، وشقيق الطيب محمود عثمان صالح، وزوجته جوليا صالح، وأدارها الروائى الكبير خيرى شلبى مقرر لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة.

وتناول محمود سالم فى حديثه عن الطيب ذكرياته معه، مشيرا إلى أنه أشترك مع الطيب فى أشياء كثيرة منها الولادة بنفس العام 1929، وكان يتمنى أن يرثيه الطيب صالح، وكان لقاؤه الأول به فى لندن من 42 عاما، ودعاه يومها للعشاء فى منزله وأكد سالم أنه أول من ساعد الطيب صالح فى نشر أعماله فى مجلة الإذاعة والتلفزيون عام 1968.

وقال سالم: الطيب صالح ويوسف إدريس كانا متحابين، وخاطب إدريس الطيب ذات مرة فى موضوع جائزة نوبل، وسأله أمامى: أنا جالى مندوب من نوبل وسألنى عنك، فقلت له: خذ الطيب صالح، فأجابه الطيب صالح ضاحكا: لا خذها أنت الأول يا إدريس وبعد كدا أبقى أخذها أنا، وعلق سالم على هذه القصة قائلا: وكنت أعلم أن هذه القصة "هجص" ولم يأت أى مندوب من جائزة نوبل ليوسف إدريس.

وهنا قاطعا يوسف القعيد وبهاء طاهر محمود سالم بالقول: لا هذه القصة ليست "هجص" ونحن نعرف من كان مندوب نوبل فى مصر فى هذه الأثناء، حيث عقب الروائى بهاء طاهر مؤكدا على أن القاص الكبير يوسف إدريس ظل على القائمة القصيرة لجائزة نوبل لمدة تزيد عن عشر سنوات، وأحد الصحفيين الأمريكيين كتب يهاجم اللجنة وينتقدها لوضعه على القائمة القصيرة، وقال طاهر إنه لا يعلم حقيقة ما دار بين إدريس والطيب صالح، لكن من المؤكد أن لجنة نوبل لا تصرح بترشيحاتها، وظلت علاقة الحب دائمة بين الطيب ويوسف إدريس، وكان يصف إدريس بالبوهيمى العظيم، وعلق محمود عثمان صالح على حديث ترشيح إدريس لنوبل، مؤكدا على غضب "إدريس" الشديد عند حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، وهو ما جعل الطيب يرد عليه قائلا: "أنت عاوز تتنطط وتنبسط وتأخذ نوبل، محفوظ يستحقها؛ لأنه أكثر منك انشغالا بالكتابة".

وتناول بهاء طاهر فى كلمته علاقته بالطيب صالح، التى بدأت فى لندن، بعد أن غادر مصر مجبرا على ترك عمله بالإذاعة، ودعاه الطيب صالح إلى العشاء فى أفخم مطعم فى لندن، فى الوقت الذى كان طاهر يمر بضائقة مالية ولم يستقر على عمل هناك، وختم طاهر حديثه بالإشارة إلى أن إذاعة الـB B C حاورته، وأغلب الظن أن ذلك الطيب رشحه لهم.

فيما أشار الروائى خيرى شلبى إلى أن صبرى حافظ كان مندوب جائزة نوبل فى مصر، وقال فى كلمته إن صدور رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" كنست فى طريقها العديد من الروايات الجيدة، وقال شلبى: تزامن صدور رواية "موسم الهجرة" مع رواية عبد الحكيم قاسم المتميزة "أيام الإنسان السبعة" فدفنتها سنوات طويلة، وغيبت فى مجدها الذى تحقق فجأة أعمال روائية كثيرة كانت جيدة، وختم شلبى كلمته عن الطيب صالح قائلا: أول مرة أشوف كاتب يتولد كبير.

فيما أكد يوسف القعيد، أن الطيب صالح كان يحفظ كل أبيات المتنبى ولم يكن مغرما بقصائده التى كتبها فى الحروب وما شابه، وإنما اهتم بحفظ قصائد الحب والغزل، وقال القعيد إن الطيب أرتبط بالسودان إرتباطا شديدا بالسودان رغم مصادرة الرواية هناك، وصرح ذات مرة قائلا: السودان أكبر ممن يحكمونه، وأشار القعيد إلى أنه كان بطئ الكلام، ويتذوقه قبل أن ينطقه، ودعا القعيد فى نهاية كلمته إلى توثيق أعماله القصصية وإعادة طبعها وحفظها من أعمال التغييرات الكثيرة التى جرت فيها، مؤكدا على أن بعض عناوين قصصه ورواياته قد تم تغييرها، وهو ما قد يعرضها للضياع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة