أسماء صباح تكتب: أشياء ولدت معنا وأخرى ابتدعناها

الثلاثاء، 23 فبراير 2010 01:49 م
أسماء صباح تكتب: أشياء ولدت معنا وأخرى ابتدعناها

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثير من الأشياء تحدث فى حياتنا ولا نكاد نفهمها، أشياء قد تكون ولدت معنا، أخرى تعرضنا لها، وثالثة قيلت لنا ولربما صدقنا، وأشياء ابتدعها خيالنا ولأننا نرتاح لفكرة وجودها صدقناها، قد يكون الحب مثالا، الألم مثال آخر.

هلا تقول لى بما شعرت عندما قال لك أحدهم بأنه يحبك؟ أو هلا تقولين لى بم شعرت عندما أخبرك أحدهم أيضا بأنه يحبك؟ صدقت، أمنت، فرحت، شعرت بالنشوة، قلت اجتذبته وأحبنى وبهذا قد أجذب آخرين، أو لنلعب هذه اللعبة تبدو جميلة؟
وأنت قلت فتاة جميلة؟ طبعا بعدما أخبرتك بأنها تبادلك الحب، شعرت بالفرح، بالنصر، بالسرور الغامر، بقلبك يخفق كثيرا، بجريان الدم فى عروقك نحو كل خلية من خلايا جسمك، بم شعرت؟ هل قلت أحب هذه القصة التى ستجعل من حياتى مثيرة؟ تخيلت مستقبلك؟

لست أدرى ماذا يمكن أن نتخيل بعد ولكن هى مجرد خيالات وقد تكون مشاعر ولكن هل تمثلنا؟ هل نحن هنا؟ هل هذا ما نريده فحسب؟ هل هذا ما خلقنا لأجله؟ هل هذا ما نتنفس الهواء لأجله أيضا؟ اسئلة لا تنتهى.

ماذا لو خرج هذا من حياة ذاك؟ أستوقف؟ ماذا لو جربا بإرادتهما لنخرج من حياة بعضنا البعض؟ هل سنجد آخر نعيش معه ذات الإحساس بذات الوقت وبنفس اللذة؟ أم أن لكل حب لون وطعم ورائحة تشبه صاحبه؟

هل هى مجرد مرة يخفق فيها القلب وبعدها يتوقف عن الخفقان؟ أممكن هذا؟ هل نحب شخصا واحدا فى لحظة ما وبعدها تتوقف هذه اللحظة؟ أو بالأحرى تتوقف حياتنا عند هذه اللحظة التى كان فيها القلب مستعدا للحب؟ وهل هناك فعلا لحظات معينة يكون فيها القلب مستعدا للحب ولحظات يكون فيها مغلقا تماما عن استقبال إشارات الحب حتى لو كانت واضحة جلية كالشمس؟

لماذا نحب فى لحظة؟ ولماذا قد نكره ذات اللحظة التى أحببنا بها؟ هل هى الإحاسيس تتغير ولون الدم وقوته المتدفق إلى القلب يحرك شحنات سالبة نحو ذاك الشخص؟ ذاك الذى كان من لحظات الحبيب والصديق والقريب وأكثر من ذلك بكثير؟
ماذا يحدث فى عالم القلوب؟ لست أدرى أصلا إن كان لها عالم تعيش فيه أم أنها تعيش من خلالنا أو أننا نعيش من خلالها فلا شىء لا شىء مؤكد على الإطلاق، كل الأمور تبقى معلقة بين سؤال وجواب وجواب وسؤال، وهكذا قد نضيع وتضيع الأفكار ومن بعدها أو قبلها العقول والقلوب أيضا، فكل الحياة لحظات..مجرد لحظات...لحظات فرح أو حزن أو سعادة أو ألم ....
ينتهى كل شىء ويبقى القلب يخفق رغما عن الألم.. رغم الحب.. ورغم ما مر عليه وما لم يمر.. قد يكون هذا هذيان قلب وقد يكون هذا حديث عقل يريد فهم القلب.. أما أننى أعرف ما أكتب عنه فهذا غير صحيح.

تتوارد الأفكار إلى رؤسنا من مكان لا نعرف إذا كان العقل أم القلب أم كتاب قرأناه أو حتى تجربة لحظية مررنا بها...حتى التجارب لسنا نعرف تحديدا مصدرها.. آخرين..عقولهم ..قلوبهم..أجسادهم...ثقافتهم...

ما الفرق يا ترى بين من أحب وبين من لم يحب إطلاقا.. أهى التجربة بحد ذاتها؟ أهو قلب هذا الذى استطاع أن يخفق وقلب ذاك الذى لم يخفق أبدا؟ أم هى اللحظات؟ أم أن هذا سعيد بحبه وذاك سعيد بانشغاله عن الحب مثلا؟ كلاهما سعيد؟ أمأ أن الأول تعيس لأن حبه لم يكن مثاليا،لأنه شعر فى لحظة ما بأن التى اختارها أو الذى اختارته لم يكن ذاك الذى كان عليه أن يحبه والثالى حزين لأنه لم يجد الفرصة ليحب بحلوه ومره الحب جميل هذا ما يعتقده.. لا أحد يعرف الأفضل وبالأحرى فإننا نعتقد دوما أن الشىء الذى لم يحدث فى حياتنا بعد هو الأفضل( فأجمل القصائد هى التى لم تكتب بعد) وأحلى الكلام فى الحب الذى لم يقل بعد وهكذا... يعنى أننا أحببنا وفشلنا اعتقدنا بأن الذى لم يحب إطلاقا كان شخصا محظوظا فعلى الأقل لم يشعر بالألم... وإذا لم نحب سنعتقد بأن كل من أحب هو رجل أو امرأة محظوظة لأنه أحب ولو تعذب فلدينا الاعتقاد القائل بأن عذاب الحب جميل ومميز وله طعم آخر.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة