فى ندوة النبات والطاقة..

مدنى: البقوليات حافظت على مصر من المجاعات

الجمعة، 19 فبراير 2010 09:38 م
مدنى: البقوليات حافظت على مصر من المجاعات ندوة النبات والطاقة
كتبت آية نبيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد د.محمود مدنى، خبير بمركز البحوث الزراعية بالقاهرة، أن البروتين النباتى يعطى طاقة أكبر من البروتين الحيوانى، موضحا أن الحضارة المصرية القديمة التى قامت على البقوليات جعلت مصر لا تعرف المجاعات التى عرفتها أوروبا، وقال "من العار على المزارعين أن يتركوا شعاعا واحدا من الشمس يسقط على الأرض دون أن يوفروا له ورقة نبات تحوله إلى حياة"، جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها ساقية الصاوى مساء أمس، الخميس، ضمن سلسلة من ندوات العلمية التى تأتى هذا العام تحت عنون "عام النور"، حاوره دكتور سامر المفتى نائب رئيس جمعية محبى المحميات الطبيعية.

شرح دكتور محمود فى بداية الندوة النظام الحيوى قائلا "خلق الله الكرة الأرضية بنظام متزن متكامل كل عناصره وتفاعلاته محسوبة بدقة، ولو كان فى أى كوكب آخر الاتزان نفسه الذى يتمتع به الغلاف الجوى الأرضى لاستطعت أن أؤكد أننا يمكننا الحياة على كوكب آخر غير الأرض مثلما يبحث العلماء، وتعتمد الحياة فى الأرض على الطاقة التى تعد الشمس هى المصدر الوحيد لها، ولأن النبات هو أول من يحصل على أشعة الشمس فهو أكثر المصادر التى يكون فيها طاقة التى تقل تدريجيا بنسبة 90 % كلما انتقل إلى مصدر آخر مثل آكلات العشب ثم آكلات اللحوم، حتى إذا وصلت إلى الإنسان تصبح نسبة الطاقة 1 %".

وأضاف "تعتبر عملية التمثيل الضوئى التى تحدث فى النبات تجسيدا لإبداع الله، فبمجرد أن تسقط أشعة الشمس على البلاستيدات الخضراء تبدأ عملية التفاعلية التى تحتاج إلى ثانى أكسيد الكربون ومياه، لتبدأ فى إنتاج السكر والكربوهيدرات والنشا، وفى دليل على حكمة الله فى اتزان النظام الحيوى هى النباتات الصحراوية مثل الصبار التى لا تظل بلاستيداتها مغلقة طول النهار، وتقوم بعملية التفاعل الظلامى، كما أطلقوا عليها فى الليل، الأمر الذى يحمى هذه النباتات من الذبول والانقراض.

حيث إنه أثناء فترة فتح البلاستيدة لاستقبال ثانى أكسيد الكربون والضوء تحدث عملية النتح "تبخر الماء"، ولأن المنطقة الصحراوية تعانى أصلا من نقص فى المياه حافظ حدوث العملية أثناء الليل على عدم استهلاك كميات مياه كبيرة بدرجة تقضى على هذه النباتات".

أوضح دكتور مدنى أن الأرض تستقبل من الشمس يوميا 342 واط لكل متر مربع والنظام المتزن هو الذى يعكس هذه الأشعة مرة أخرى خارج الغلاف الأرض، لكن فى السنوات الأخيرة وجد العلماء أن نسبة الأشعة المنعكسة أقل من الأشعة المستقبلة، وبذلك بدءوا يلتفتون إلى أن الأرض تحتفظ بجزء من الحرارة التى أصبحت تتزايد نسبتها وهو ما يعرف بالاحتباس الحرارى.

ثم تحدث عن تأثير مشكلة الاحتباس على النبات قائلا "سيزيد عدد سكان الأرض عام 2050 نص عدد سكانه حاليا، فى حين أن المساحة غير المنزعة المتبقية من الأرض 20% فقط، فالتهديد الذى نواجهه هو كيف سنكفى هذه الزيادة السكانية فى ظل مساحة أرض محدودة للزراعة؟، لذا هناك اتجاه الأكثر منطقية هو أننا لا نتعامل مع الغذاء بالكيلو، وإنما بكمية الطاقة التى نحصل عليها منها "بالكالورى"، وبهذه الطريقة سنستطيع بالاعتماد على النبات أن نحتاج إلى 10 % فقط مساحة إضافية ونكفى هذه الزيادة السكانية، أما فى مصر فالمشكلة هى الموارد المائية التى تذهب 85 % منها إلى الزراعة، وفى ظل الزيادة السكانية ستزداد استهلاكها للمياه، ولهذا فنحن نحتاج لتعديل سياستنا فى التعامل مع مياه الصرف الصحى ومعالجتها ومع الأنواع التى تستهلك كميات مياه كبيرة".

وعلقت دكتوره وفاء عامر، الأستاذ بكلية العلوم ومدير مركز التراث العلمى بجامعة القاهرة، أن العلماء غيروا لفظ جينات الهندسة الوراثية إلى المحورة وراثيا، لأنهم اعتبروا أن الهندسة شىء سليم دقيق لا يتناسب مع ما تقوم به نقل الجينات التى تمثل خطورة كبيرة وإخلال بالتوازن الطبيعى، وقال "كل جين له وظيفة معينة يقوم بها فى ظل مجاورته لجينات معينة، فإذا نقلنا جينا ووضعناه الى جانب جين مختلف فسيحتفظ بدوره الفردى، لكننا لا نستطيع أن نتوقع ما قد يقوم به فى ظل ظروفه الجديدة، وتأثير ذلك على بقية الجينات".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة