شعرت بوجوب التحية للـ 334 مستشارا الذين شعروا بأن سلك القضاء "مرهق"، و"غير ملائم" للمرأة، وكان تصويتهم هو الرفض عند الإجابة عن السؤال "هل توافق على تعيين المرأة قاضيا أم لا".
وجب الامتنان للحنو على النساء، والمغرضون وحدهم يقولون إن الرفض نابع عن غيرة وحقد من أن تتولى بعض النساء مراكز مرموقة، المغرضون وحدهم هم من لا يعرفون إجماع جمهور الفقهاء، ربما لأنهم يعرفون عمر بن الخطاب، أو الإمام مالك، فكانوا أكثر حنوا من عمر وأكثر فهما من مالك.
المغرضون فقط هم من يقولون بأن الملاءمة ظنية، المغرضون فقط هم الذين لا يؤمنون بأن سد الذرائع مقدم على جلب المنافع، وأية منفعة تعود على المرأة التى رغم الكفاءة والتفوق، ينبغى ألا تنسى أنها امرأة لابد أن تتخرج لتجلس إلى جوار الحائط فى انتظار الرجل، لكى ينتشلها من العنوسة والفقر وتسلط الأخ، والأب.
المغرضون فقط هم من يؤمنون بأنه ضل القضاء ولا ضل حيطة، فالقضاء هو الرجل، والرجل هو القضاء، لا فرق. والمغرضون أيضا هم من يرفضون أن ينصب الرجال أنفسهم أوصياء على النساء، وأن يجبن بالنيابة عنهن فيقررون أن هذا مرهق، وهذا غير مناسب، وهذا يستلزم استئذان ولى الأمر، وهذا.. وهذا..
وهناك حفنة مليونية من النساء المغرضات أيضا يزعمن أنهن يعولن أسراً، وعائلات، ويعملن كوافيرات من 11 ظهراً إلى 11 مساء، وممرضات وطبيبات نساء وتوليد يتم استدعاؤهن فى أى وقت من ليل أو نهار، مغرضات أخريات من العاملات فى المصانع والبيوت أيضاً يقلن الكلام نفسه، وعاملات فى البناء فى بعض المحافظات يستنجدن بالقضاء، لكى يقرر أن أعمالهن مرهقة وغير ملائمة.
المغرضون فقط هم من يرون أن بالمجتمع السعودى الآن حراك، وأنه يتمصر ويسمح للمرأة السعودية بالتنفس، أما المجتمع المصرى فقد أصبح حوينى الهوى، وهو الآن يدفع ضريبة تبنى النخب لأفكار قناة الناس والرحمة وأخواتها. التحية للـ 334 مستشارا الذين جعلوا سلك القضاء شائكا أمام النساء، ورصدوا لمن تسلكه الويل والثبور وعظائم الأمور، التحية لمن جعلوه "سلكاً" لشنقها فقط لا غير. التحية للجميع فنحن فى حاجة لقاسم أمين جديد، ربما يكون من جماعة الـ الاثنين وأربعين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة