طاهر: غياب القومية سبب أحداث مصر والجزائر

"ما حدث بين الشعبين المصرى والجزائرى يدل على غياب مفهوم القومية العربية لدى الشعبين، بعد أن كان لهم عدد من المواقف السياسية الناجحة فى عدد من الأزمات".

بهذه الكلمات بدأ الأديب بهاء طاهر كلماته أمس، فى الندوة التى نظمها قصر ثقافة الطفل بمناسبة ذكرى مرور 50 عاما على بنائه، وفى نفس السياق أوضح صلاح الراوى أن هذا يدل على حالة من الفراغ السياسى الذى تعيشه مصر وعجز النظام فى التعامل مع هذه القضايا".

كما أكد طاهر أن الحالة التى كان يعيشها الشعب المصرى وقتها شجعتهم على العمل والبناء، فكان الهدف الأساسى للدولة وقتها بناء مشروع قومى حقيقى، وعاب على ما حدث للمصريين الآن واقتصار اهتماماتهم على كرة القدم، وأضاف طاهر أنه كان شاهدا على بناء السد، حيث كان يعمل مذيعا وقتها وذهب لتسجيل برنامج ورأى العمل الحقيقى أثناء قيامه.

كما اعتبر طاهر السد من أعظم معجزات القرن العشرين التى بنيت بدماء المصريين من أفراد غرقوا وقت البناء وآخرين ضحوا بحياتهم التى تحولت كلها فى السد وبنائه.

فى حين أضاف عبد الله السناوى رئيس تحرير جريدة العربى الناصرى، أن السد العالى هو أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين وسبقها قناة السويس التى تم بنائها فى القرن التاسع عشر، فبالرغم من كل الصعوبات التى كانت تعيشها مصر وقتها إلا أنهم استطاعوا بناء هذه الصروح العظيمة، وعن غياب المشروعات القومية الآن أكد السناوى أن السبب الرئيسى هو غياب الديمقراطية وخلل المنظومة التعليمية والاعتماد على الخبرات الأجنبية فى كل شىء والابتعاد عن المصرية.

وعن الضغوط التى قابلت مصر وقت بناء السد، أضاف السناوى أنهم كانوا يقابلون بضغوط يومية داخلية وخارجية تبلورت فى حرب 1967 والتى تسببت فى وقف الاتجاه للتنمية واقتصارها على الحرب.

واعتبر رئيس تحرير العربى الناصرى أن السد العالى بالرغم من مرور 50 عاما على بنائه الآن إلا أنه مازال يحتفظ بمجده فأعتبره مثل الأهرامات.

على الجانب الآخر، لم ينس الراوى قيمة السد العالى فى تنشئته الشخصية، حيث كان يعمل فى بيع الشاى للمهندسين العاملين فى بناء السد "خرجت من أكاديمية السد العالى وتعلمت كيف أصير قائدا"، وأوضح أن السد كان الملهم للعديد فى الإبداع وتقديم قصص كفاح مختلفة حول السد.

فيما أكد سعد نصار رئيس جمعية بناة السد العالى أن ما ينقص المصريين الآن هو حاجتهم لقدوة حقيقية لمشروعاتهم التنموية، كما أوضح دور السد فى الحماية من الفيضانات وتخزين المياه وقت الحاجة.