الأزمة المثارة حاليا بين الزمالك والاتحاد السكندرى واتحاد الكرة بشأن محمد ناجى جدو مهاجم زعيم الثغر، أبرزت المشكلة الأزلية فى منظومة كرة القدم المصرية، ألا وهى الجهل باللوائح، تلك المشكلة التى طالما سببت أزمات فى كل موسم انتقالات سواء شتوية أو صيفية.
فاللاعب الذى أصبح بين عشية وضحاها نجم أفريقيا الأول غير ملم بقواعد ولوائح اتحاد الكرة والاتحاد الدولى الخاصة بانتقالات اللاعبين بين الأندية، لهذا وقع فى الفخ الذى طالما وقع فيه العديد من النجوم خاصة إذا دخل اللاعب حلبة صراع قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك لضمه إلى صفوف أحدهما.
ولو كان جدو خبيرا فى اللوائح مثلما هو خبير فى إحراز الأهداف، لما سقط فى هذا الخطأ لكن غير مطلوب منه أن يكون خبيرا، لكن المطلوب أن يصبح لدى كل جدو وكيل أعمال محترف يدرك معنى التوقيع، فإن وجد ما وقع للزمالك قبل انطلاق بطولة الأمم الافريقية الاخيرة بأنجولا وبعد البطولة تراجع فى اتفاقه، مشكلة وكيل الأعمال ليست عند جدو فقط، وإنما لدى أغلب لاعبى الدورى المصرى بمختلف أقسامه ودرجاته.
المشكلة أن اللاعب المصرى يختار وكيل أعماله على أساس «العاطفة» وليس مدى قدرة الوكيل على حماية اللاعب من أى خطر قد يهدد مستقبله ويعرضه للإيقاف، لهذا نرى أن اللاعب فلان وكيل أعماله هو شقيقه وآخر وكيل أعماله هو جاره، وغيرها من الأمثلة التى تملأ الكرة المصرية، وهو ما حدث مع جدو الذى لم يجد أحدا يخبره باللوائح الدقيقة ومدى خطورتها عليه.
أما الجانب الآخر فى الأزمة الشهيرة فهو أن جدو ظلم عندما وجد نفسه بين يوم وليلة أشهر لاعب فى العالم رغم أنه قبل البطولة بلحظات كان لاعبا مغمورا، لا يضمن هل سيشارك فى مباريات أمم أنجولا أم أنه سيكون » كمالة عدد»، وحاصرته الأضواء بقوة وبدلا من أن تصبح أضواء الشهرة منبعا لتدفئته وبعث الطمأنينة له ولأسرته وتأمين مستقبله، أصبحت هذه الأضواء هى مصدر القلق الأول والأخير الذى يهدده بين لحظة وأخرى بالإيقاف، لدرجة أنها أصبحت مثل النار التى تهدده بالاحتراق بسبب عدم الدراية باللوائح من لاعب المفترض أنه دولى.
فاصل أخير
جدو ظالم.. أم مظلوم.. أم الاثنان.. الحقيقة من وجهة نظرى هما الاثنان فهو ظلم نفسه عندما تعجل بالتوقيع للزمالك فور التفاوض معه بجدية، ولم يتمهل حتى لما ستسفر عنه مباريات أنجولا، ومظلوم لأن مثله مثل معظم اللاعبين المصريين لا يعلم أى شئ عن اللوائح التى تحكم عملية الانتقال بين الاندية،
والمظلمة فى هذه المسألة هى المنظومة غير الصالحة للاستهلاك الكروى التى لا يوجد بها مكان لمحاضرات توعية تلقى على اللاعبين لكى تجنبهم وتجنب اتحاد الكرة الوقوع فى مشاكل فور بداية كل فترة انتقالات، وهى الفترة التى أصبح الجمهور المصرى يترقب اسم اللاعب الذى سيدخل حلبة للصراع بين الأندية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة