عبده قاسم: نحن أمة تنتحر وجوائز الدولة ليست حكومية

الخميس، 11 فبراير 2010 09:07 ص
عبده قاسم: نحن أمة تنتحر وجوائز الدولة ليست حكومية الدكتور "قاسم عبده قاسم" أستاذ فلسفة التاريخ بجامعة الزقازيق
حاورته سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هو خلطة سحرية ما بين التاريخ والترجمة والتأليف، حصل على جائزة الدولة فى العلوم الاجتماعية هذا العام بعد مشوار طويل من دراسة التاريخ، الدكتور "قاسم عبده قاسم" أستاذ فلسفة التاريخ بجامعة الزقازيق كرمه معرض الكتاب هذا العام، حول الماضى والحاضر والمستقبل كان "لليوم السابع" معه هذا الحوار:

هل يمكن أن نضع تعريفا لعلم التاريخ؟
من الصعب أن نضع تعريفا لعلم التاريخ، فعلم التاريخ موضوعه الإنسان، ومن الصعب أن أختزل الإنسان فى صفة أو صفتين أو عبارة جامعة مانعة، كما يقول الفلاسفة، فالتاريخ يعنى بالإنسان وماضيه وحاضره ومن أجل مستقبله، ومحاولة تحديد التاريخ وتعليبه فى عبارة جاهزة مضرة.

ولماذا كان التاريخ مادة خصبة دائما للشائعات والأقاويل، فتتعدد الرواية التاريخية فى الحادثة نفسها لدى أكثر من مؤرخ؟
الأمر يرجع إلى مصادر البحث التاريخى، فكل مؤرخ له منطق ومصلحة فى المصادر التى يرجع إليها، وأتصور أن أهم مصادر البحث التاريخى هى تلك المصادر التى لم نتصور أننا سنعتمد عليها، مثل النكتة والأدب الشعبى والحدوتة والنقود والعملات، والملابس التى أستطيع أن أحكم من خلالها على ثراء المجتمع أو فقره.

وماذا عن الوثائق؟
المؤرخ الذى يكتفى بالاعتماد على الوثائق فقط يقدم علما منقوصا، فالوثائق تعكس وجهة نظر الحكام وتتجاهل وجهات نظر الشعب والطبقات الأخرى، فوثيقة مثل قانون المرور المعمول به حاليا إذا اطلعنا عليها بعد مئة عام سنتصور أن شوارع القاهرة كانت منظمة، والدليل أن هناك قانونا كفل ذلك إلا أن ذلك يتناقض مع الواقع.

ذكرت فى حديث من قبل أن "العلم نقيض الأيدولوجيا"، فكيف ذلك؟
الأيدولوجيا موقف مسبق من الحياة ومن العالم وانحياز عاطفى ووجدانى لفكر ما، أما العلم فهو قفزة لاكتشاف المجهول أيديولوجيا معينة، لاكتشاف شيئا ما، مما يحتاج إثارة عقلية وشجاعة وخيال، وأنا فى شبابى كنت متعاطفا مع الفكر الماركسى، إلا أننى اكتشفت أن ذلك يقف ضد طبيعة عملى كمؤرخ، وسيجعلنى أميل إلى الحكام اليساريين وأكره الرأسماليين، مما يؤثر على أبحاثى، فتحررت من ذلك، فمحاولة وضع التاريخ فى قالب إيدولوجى مستحيلة، وكل النظريات التى تفسر حركة الإنسان فى الكون لم تستطع أن تجارى التاريخ.

وماذا تعنى بـ"المؤرخ لا بد وأن يتحلى بالخيال الواسع"؟
لا أعنى بالخيال أن يسرد المؤلف من خياله أحداثا لم تقع، ولكن أعنى بذلك أن يكون لديه قدرة على تخيل الوقائع كما حدث، فيطلق خياله ليرى كيف كانت القلاع والحصون والقصور إبان الفترة التى يؤرخ لها مثلا، وإلا لن يتمكن من الكتابة والوصف والتأريخ.

عملت بالترجمة إلى جانب عملك كمؤرخ، هل ترى أن الترجمة أضافت إليك؟
قطعا، فمعظم ما ترجمته هو دراسات وبحوث تاريخية فى الفكر التاريخى وفلسفة التاريخ لأعرف كيف ينظر إلينا مفكرو الغرب، فالترجمة والتاريخ كل منهما أفاد الآخر.

وكيف ترى القادم بعيون المؤرخ؟
أكاد أرى أننا أمة تنتحر، ومن المستحيل أن تستمر الأوضاع السياسية والاجتماعية على ما هى عليه الآن، فنحن فى حاجة إلى لحظة تغيير وتنوير، متى ستأتى وكيف؟ الله أعلم..

وما رأيك فيمن يردد أن جوائز الدولة تمنح لمثقفى السلطة والمؤسسة الرسمية أو كمحاولة لاستمالة المعارضين؟
الكاتب الكبير "بهاء طاهر" خير دليل على أن جوائز الدولة لا تمنح للموالين للسلطة، وجوائز الدولة ليست جوائز حكومية، فمن يمنح الجوائز مجموعة من المثقفين يعرفون قيمة أندادهم من العلماء، وأنا شخصيا لم يسترضنى أحد، ولا أعمل مع الحكومة، فأنا مخلص للعلم وللعلم فقط، ولدى مؤسسة مستقلة هى "عين للدراسات والبحوث" تضمن لى استقلاليتى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة