هى الشغل الشاغل لكل الأمهات العاملات وغير العاملات، تبدأ مصروفاتها بمبالغ زهيدة لتصل أحياناً إلى آلاف الجنيهات، بعضها يكون فى شقة صغيرة والبعض الآخر قد يصل إلى مبنى من عدة طوابق مع الحديقة وحوض السباحة وجميع التجهيزات! سواء كانت مشروعا استثماريا أو تابعة لأحد الأندية الكبرى، وربما بعض المؤسسات أو الجمعيات... إنها دار الحضانة.
والحقيقة أن هذا الموضوع أصبح يشغل جميع الأمهات فى وقتنا الحالى فالأم تقلق بشأن مستقبل أبنائها وتفكر فى أفضل ما تفعله من أجلهم ربما من قبل ميلادهم. وقد شهدت السنوات الأخيرة تطورا كبيرا فى هذا المجال، فكل دور الحضانات تتنافس فى إخراج طفل عبقرى يتكلم عدة لغات، ويعرف الكثير عن العالم من حوله ومستعد لدخول الامتحانات التى تشترط المدارس الكبرى إجراءها قبل قبول الطفل كتلميذ بها! وذلك بالرغم أنه من أكثر من ثلاثين عاما لم نكن نعرف شيئا فى مجتمعاتنا عن دور الحضانات والمدارس الكبرى، ولم يلتحق أحمد زويل ولا نجيب محفوظ بدور للحضانة فى طفولتهما!
لسنا ضد الحضانات ولكننا مع اختيار الوقت والمكان المناسبين لإيداع الطفل فيها.
بين رأى الطب النفسى والخبراء والأمهات نفتح ملف (الحضانات).
نقطة البداية: السن المناسب للحضانة:
لم تعد دار الحضانة فى هذا الوقت ضرورة من أجل عودة المرأة إلى عملها، بل أصبحت ضرورة ملحة للطفل كتمهيد لالتحاقه بالمدرسة واحتكاكه بالعالم من حوله. واختلف الخبراء حول السن الملائم لإرسال الطفل لدار الحضانة، وهناك اتجاه يرفض إرساله إلى الحضانة قبل عيد ميلاده الثالث ويرى أن وجود الأم خلال هذه السنوات الثلاث حتمى للطفل، ومن المعارضين لإرسال الطفل لدار الحضانة قبل بلوغه ثلاثة أعوام د.حاتم محمد آدم مستشار الطب النفسى للأطفال ففى كتابه (الصحة النفسية للطفل من الميلاد وحتى 12 سنة) يرى أنه لا عذر للأم فى إهمال رعاية طفلها بحجة تحسين وتأمين الحياة، فهى ببقائها بالبيت مع صغيرها تؤمن لنفسها وللمجتمع إنسانا سويا، وتلبى نداء فطرتها وواجبها الرئيسى فى الحياة. أما من فقدت العائل ولم تجد قوتها وقوت أولادها، فهذه فقط من يحق لها البحث عن عمل.
كما تشير/كلير فهيم مديرة العيادة النفسية للصحة المدرسية إلى أن من أهم أسباب اضطرابات الأطفال هو قضاء المرأة فترة أثناء عملها كانت تقضيها من قبل مع أسرتها مما قد يهدد الترابط الأسرى، وقد يؤدى إلى بعض الاضطرابات النفسية بين الأطفال، وتبرر د.رواء زين العابدين فى كتابها (فن التعامل مع الأبناء) رفضها للاعتماد على دور الحضانة فى سن مبكرة، أن الأبحاث الحديثة أكدت أن هؤلاء الأطفال الذين يربون فى الحضانات لفترة من الوقت يشعرون بأن الحياة ليست دافئة بل يتولد لديهم شهور بأن البيئة المحيطة بهم بيئة عدوانية، وبالتالى يعانون من اضطرابات نفسية وهى الحالة نفسها التى تحدث عند استبدال الأم بمربية، كما يرى بعض الأطباء أن إرسال الطفل لدور الحضانة فى عمر مبكر قد يؤدى إلى بعض المشاكل الصحية منها أمراض الجهاز التنفسى.
أما Steve Chalke رئيس جمعية (Parent Talk) لدعم الآباء بإنجلترا فيؤكد أن "الوقت" هو أهم ما يمكن أن يمنحه الآباء لأطفالهم، فلا يجب إهمال الطفل بحجة تأمينه ماديا وتعويض ذلك مستقبلا بإعطاء المزيد من الوقت حينما تسمح الظروف، فعندما يأتى هذا الوقت تكون أجمل سنوات الطفولة قد ولت بلا رجعة، والطفل لا يحتاج للمال كحاجته للوقت من والديه وذلك لغرز الأمان العاطفى والثقة بالنفس.
وفى الوقت الذى أصبح من المعتاد لدينا فى مجتمعاتنا إرسال الطفل الرضيع إلى الحضانة قبل إكمال عامه الأول، يتزايد الاتجاه فى الدول الغربية للعودة إلى الاهتمام بالطفولة، فتمنع القوانين فى بعض الدول الأوروبية التحاق الطفل بدار للحضانة قبل بلوغه الثلاثة أعوام ماعدا فى حالة وجود الأم معه.
وقد توصل الخبراء الغربيون إلى أن الطفل تحت الثلاثة أعوام لا يحتاج ليتعلم بشكل منظم، فيكفيه اللعب والاستكشاف فى بيئته الصغيرة مع مجهود من الأم لتنبيه حواسه للأشياء وتوفير الفرصة للعب والترتيب ودمجه فى الحياة الاجتماعية للاختلاط بأقرانه من خلال التسوق أو زيارة الأماكن العامة والحدائق أو فى محيط العائلة، ولكن بلا التزام بحضانة معينة، ويكون بديلا لها عقد لقاءات أو زيارات تجتمع فيها الأمهات وأطفالهن مما يفيد جميع الأطراف، أما دور الحضانة فيأتى فى وقت لاحق لتعلم أشياء مثل التعاون والنظام والتفاعل الاجتماعى واحترام قواعد المجموعة والقدرة على اتخاذ القرار وتبادل الأدوار.
الرأى الآخر:
أما د.مى الرخاوى الحاصلة على درجة الدكتوراه فى علم نفس الأطفال فترى أن هذه الدراسات تمثل العودة للكلاسيكية وهى المدرسة التى يتبعها البعض الآن فى غذاء الطفل وتربيته بشكل عام، وبالرغم من أن هذه الدراسات تمثل وجهة نظر صحيحة إلى أن رأيها يأتى مخالفا لذلك، حيث تقول (إذا ما دعت الضرورة لأن يذهب الطفل إلى دار الحضانة عند بلوغه ستة أشهر فقط فلا مانع بشرط أن يكون ذلك لساعات محدودة تتراوح ما بين ثلاث إلى خمس ساعات يوميا، فمن غير الطبيعى أن تصبح ساعات الحضانة عبئا على الطفل أو بديلا عن الأمومة.فعند عودة الطفل من الحضانة يجب أن يقضى وقتا كافيا لا يقل عن 3 ساعات مع أمه بشرط أن يكون وقتا فعالا، أى وقتا حقيقيا به حنان واحتضان وحوار ولعب واهتمام وليس مجرد تركه مع الشغالة.
أما إذا اختارت الأم أن تترك طفلها حتى ثلاثة أعوام بلا حضانة فلابد أن يختلط بأطفال آخرين داخل أو خارج إطار العائلة.
أما عن المواصفات المطلوبة فى دار الحضانة فترى د/مى الرخاوى أن يكون اللعب هو الأساس وعدم اتباع النظم الصارمة، فمهمة الطفل فى الحياة هى اللعب والتعلم بطريقة غير مباشرة عن طريق اللعب وليس التلقين وأن يتخلل ذلك كله فترات مناسبة للراحة.
ماذا يقول أصحاب الحضانات؟؟
يبدو أن الأمر ليس بهذه البساطة التى نتحدث عنها، فالقضية لم تعد فقط تتعلق باختيار الوقت المناسب لإرسال الطفل لدار الحضانة لكن توفير ميزانية لإرسال الطفل إليها!
فالسؤال هو هل يشترط البحث عن أعلى الحضانات سعرا لضمان جودة الخدمة المقدمة لرعاية الطفل؟ وهل أصبحت مشروعا استثماريا؟ وهل الأمر برمته أصبح نوعا من أنواع الموضة والمحافظة على الشكل الاجتماعى؟
تقول فريال محمد مرسى المديرة السابقة لإحدى الحضانات الراقية بمنطقة الدقى إن الحضانة كمشروع تعد استثماراً جيداً، ومن الممكن أن يأتى بالأرباح خاصة إذا كان صاحب المشروع هو صاحب المكان، فإيجار المكان يستنزف كثيرا من الأموال وقد يهدر نحو ثلاثة أرباع الربح.
والشرط الآخر لنجاح هذا المشروع هو جود إدارة مُلمة بأبعاد الموضوع وعلى وعى كاف به، وقد أثبتت التجربة فشل الرجل فى إدارة مثل هذا المشروع، حيث إن المدير يجب أن يكون همزة وصل بين المدرسات والأمهات والأطفال ويجب بالتالى عن من يتولى هذا الدور أن يكون لديه خبرة واهتمام أساسا بتربية الطفل.
مواصفات الحضانة الجيدة
وتتحدث السيدة فريال مرسى حول مواصفات الحضانة الجيدة فتقول إن الحضانات التى يمكن أن نطلق عليها (حضانات الدرجة الأولى) عادة ما يكون بها مدرسات أجنبيات لضمان تعلم الطفل اللغة بطلاقة فبعض الحضانات تدرس كتب أمريكية أو إنجليزية وأحيانا فرنسية أو ألمانية (وطبعاً الجانب التعليمى لا يكون لأطفال ما قبل الثالثة). ويجب أن يتوافر فى الحضانة مكان واسع خاصة لو حديقة مفتوحة تستوعب ألعاب مختلفة وقد يكون بها حوض للسباحة.
وقد تقدم الحضانة وجبات أو يكون بها أتوبيس لنقل الأطفال وغيرها من التسهيلات وقد لا يكون بها. وعلى الأم الموازنة فقد تجد حضانة مثالية ولكنها بدون وسيلة مواصلات أو غير مرنة فى مواعيدها من حيث قلة عدد ساعات العمل أو غلق الأبواب صيفا، ولكنها تفضلها، فالأم هى أدرى الناس باحتياجاتها واحتياجات الطفل.
أما عن الشروط التى تضعها وزارة الشئون الاجتماعية أمام الراغبين فى فتح دار الحضانة فلا يُشترط أن تكون المديرة حاصلة على مؤهل تربوى بل يكتفى بالمؤهل العالى، كما يجب أن يكون للحضانة مدخل خاص بها فى حالة وجودها فى مبنى سكنى وأن تكون جيدة التهوية، والحقيقة أن شروط الشئون الاجتماعية ليست معقدة بل ميسرة بشكل عام.
الأسعار نار!
أما عن المبالغة فى أسعار الحضانات فترى فريال مرسى أن ذلك له أحيانا ما يبرره، ولا ترى فى ذلك مجرد موضة خاصة، إذا كانت هذه الحضانة الغالية متسعة ومبهجة ومكيفة وبها مطبخ نظيف والمكان بشكل عام يتسم بالاتساع والهدوء، ويعكس إحساسا السعادة على وجوه الجميع بالإضافة إلى الإدارة الواعية والمدرسات ذوات الخبرة.
والحقيقة أن نظرة الأم هامة للغاية فقبل الانبهار بالمنظر الخارجى لدار الحضانة، الأهم هو الإحساس بالمكان وبحرص الإدارة على الطفل، فعندما تعرف المديرة الكثير عن كل طفل... مواهبه وعيوبه وظروفه الأسرية، وعندما تكون الإدارة محبة ومثقفة وتتواصل مع أسرة الطفل بشكل اجتماعى متكامل فهذه علامة جيدة، أما الإدارة المتفرغة لجمع المال والمنفصلة عما يحدث للأطفال فهى تأخذ الموضوع من الجانب الاستثمارى المحض. كذلك فإحساس الطفل مهم، فالطفل ذكى ولماح، فبكاؤه أول أيام الحضانة يعد شيئا طبيعيا أما لو استمر لمدة طويلة قد تصل إلى شهر كامل بكاء يوميا وعدم الرغبة فى الذهاب للحضانة فبالتأكيد (هناك حاجة غلط!).
أما عن المدرسات العاملات بالحضانة، فالتخصص ليس شرطا بل الأهم هى الخبرة وحب الأطفال والتعامل بصبر وهدوء، كذلك الرغبة فى النجاح فى هذه المهنة، وهذا يتحقق أيضا إذا كان المرتب مجزيا والإدارة متمكنة من الإمساك بزمام الأمور.
أما عن الدور التى تقوم به الحضانة فتقول فريال مرسى إنه دور هام للغاية فقبل العامين يكون الدور هو توفير اللعب وتمرين الطفل على الكلام، أما بعد بلوغ الطفل ثلاثة أعوام وتمكنه من اللغة العربية، هنا يبدأ التعليم من خلال اللعب ومن خلال الفصول أيضاً، فعقل الطفل فى هذا السن يكون مثل (الكمبيوتر) أى سريع التعلم فى التقاط اللغات والحضانة الجيدة هى التى تكون قادرة على تعديل سلوك الطفل بطرق بعيدة عن العنف والعصبية (مع العلم أن دور البيت هام للغاية بجانب دور الحضانة فى النمو العقلى واللغوى للطفل).
أما عن المقابلات التى تجريها بعض الحضانات الراقية هذه الأيام لقبول الطفل، فكما تقول فريال مرسى فإن أهميتها ترجع إلى الرغبة فى تقييم الأم والأب ومستوى الأسرة ككل، حيث تحرص الإدارة فى بعض الحضانات على مستوى الأبناء وألا يلتحق بالحضانة إلا أبناء الأسر من مستوى اجتماعى أو تعليمى معين.
أما عن الطفل نفسه فغالبا ما يتم قبول جميع الأطفال وحتى الطفل الصعب أو العصبى أو المتأخر فى الكلام، فيمكن قبوله طالما ليس حالة مرضية تحتاج إلى متابعة الطبيب.
بل وأحيانا حتى الإعاقات الذهنية البسيطة يمكن تداركها بالاهتمام والرعاية طالما لم يصل الأمر إلى الحالات المرضية الخطيرة.
أما الطفل العصبى أو الصعب فيمكن ترويضه وامتصاص طاقته فى ألعاب وأنشطة إيجابية لتفريغ طاقة العنف، وبشكل عام لا يُطلب تحاليل طبية للأطفال إلا فى حالة وجود حوض للسباحة داخل دار الحضانة وهو الأمر الذى أصبح متوفرا بالفعل لدى بعض الحضانات الكبيرة.
نوع آخر من الحضانات:
أما دنيا الخضرى المدرسة بإحدى المدارس الكبرى بمدينة السادس من أكتوبر فتقول إن الحضانة الملحقة بالمدرسة التى تعمل بها مكونة من عدد من الفصول ،
وأغلب الآباء الذين يشتركون لأطفالهم الصغار يكون هدفهم هو حجز مكان لهم فى المدرسة بعد ذلك عند بلوغهم أربعة أعوام، والفارق من وجهة نظرى بين الحضانات المستقلة وبين تلك الحضانة التابعة لإحدى المدارس أن الأخيرة تركز أكثر على الجانب التعليمى ويكون الوقت الذى يقضيه الطفل داخل الفصل أكبر، فالطفل يمكث داخل الحضانة نحو ست ساعات يتخللها فترتين للراحة والغذاء.
وبالرغم من ذلك فهناك أنشطة مماثلة لما يحدث فى الحضانات الأخرى من تعلم بعض الأرقام والحروف والرسم والتلوين. وفيما يلى عدة نصائح يقدمها الخبراء والمتخصصون للبحث عن حضانة ذات مواصفات جيدة:
1- الاطلاع على ترخيص وزارة الشئون الاجتماعية.
2- من الأفضل أن تكون المديرة على درجة علمية متخصصة فى التربية.
3- التأكد من أن المدرسات لديهن خبرة وحب للأطفال ويمكن التأكد من ذلك عن طريق معرفة شخصية المدرسة، فالأفضل هى المحبوبة والتى تحظى باحترام وقدرة على السيطرة فى الوقت نفسه، كما أن زيادة معدل ترك المدرسات للعمل يعد مؤشراً سلبياً.
4- وجود عدد كاف من المدرسات، فوفق الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال، فإنه من الأفضل وجود مشرف لكل ثلاثة أطفال أقل من سنة، ومشرف لكل سبعة فى حالة الأطفال الذى تتعدى أعمارهم الثلاثة أعوام.
5- وجود كشف صحى على المدرسات.
6- تدريب المدرسات على الإسعافات الأولية مع توافر مواد الإسعافات داخل الحضانة.
7- يجب أن يكون الموقع بعيداً عن الضوضاء والمناطق الصناعية.
8- وجود مساحة حركة لكل طفل تتراوح ما بين 10 إلى 15 مترا، وأفضل الحضانات هى ذات المساحة المتوسطة، فالمساحة الضيقة لا تعطى فرصة للعب والحركة، أما تلك الواسعة بشكل مبالغ فيه فقد يصعب السيطرة عليها ومراقبتها من قبل الإدارة، كما أن زيادة عدد الأطفال قد يعنى فرصة أكبر لانتشار الأمراض.
9- وجود ملاعب أو حديقة خارجية أو غرف للنشاط متسعة وجيدة التهوية ومطبخ به ثلاجة وغرفة للكشف الصحى مع إمكانية وجود غرفة بها كاميرات لملاحظة سلوك الطفل.
10- مراعاة عوامل الأمان التى تحرصين عليها فى بيتك مثل تغطية مفاتيح الكهرباء وتأمين السلالم والاحتراس من وجود لعب صغيرة قد تشكل خطورة حال بلعها، مع تجنب وجود أثاث قابل للكسر أو ذى نهايات حادة مع إبعاد الأشياء الساخنة والأدوية والمنظفات فى مكان مغلق وعال، وتأمين الأبواب والشبابيك، كما أنه يفضل وجود إنذار للحريق ومخرج للطوارئ.
11- الفحص الدورى على الألعاب للتأكد من سلامتها وأنها بحالة جيدة.
12- فصل الأطفال عن الكبار عن الرضع أو الأصغر سناً، كذلك إبعاد ألعاب الكبار عن الصغار (مثل الألوان والصلصال والمقص) ومهما كانت موهبة وحماس الطفل ذى الثلاثة أعوام فلا يجب ضمه لجماعة لعب تسبقه سناً.
13- المتابعة الطبية للطفل وعدم السماح بحضور الأطفال وقت مرضهم، أو على الأقل فصل المريض فى مكان خاص داخل الحضانة، ومتابعة جداول تطعيمات الأطفال لإعطائها فى المواعيد المحددة لها.
15- توافر فرصة للنوم والراحة بمكان نظيف فى أى وقت يرغبه الطفل وليس بمواعيد محددة (خاصة للأطفال الأقل من عامين) وتوافر بيئة صحية من حيث النظافة ومستوى الضوضاء.
16- توافر البيئة المحفزة للعقل والتفاعل اللفظى والحركى من خلال القراءة واللعب، مع عدم شحن يوم الطفل بأنشطة عديدة ومرهقة، بل أحياناً يجب أن يتمتع الطفل بوقت حر للعب كما يحلو له، مع عدم الضغط على الطفل لتدريبه على أنشطة بعينها بحيث تصبح عبئاً عليه، فالأفضل التنوع فى الأنشطة وتوفير المتعة للطفل، مع تناسب النشاط مع عمر الطفل أما دفعة لنشاط بعينه وبإلحاح (سواء رياضة أو موسيقى … الخ) قد يجعله يفقد اهتمامه الطبيعى بهذا النشاط.
18- عدم ممارسة ضغوط على الطفل من أجل التقدم العلمي، والحرص أن تكون الأنشطة التى يقوم بها الأطفال غير تنافسية، ومن الأفضل ألا يجلس الطفل للاستماع للشرح أكثر من عشر دقائق، والتعليم يجب أن يكون من خلال اللعب والاكتشاف وتحفيز الابتكار.
19- إمكانية مشاهدة بعض أفلام فيديو الأطفال الهادفة بشرط ألا يكون ذلك ضمن الروتين اليومى لإلهاء الأطفال، وأن يكون ذلك من خلال متابعة المدرسات ومناقشة ما يراه الأطفال معهم لمعرفة آراء الطفل فى شخصيات الفيلم.
20- انتشار جو من السعادة والحب داخل الحضانة (وتعرف الأم ذلك عند زيارتها للحضانة فى منتصف اليوم أو نهايته حيث يكون الإجهاد قد بلغ ذروته لكلاً من الطفل والمدرسات).
21- توافق السياسة السائدة فى الحضانة مع توجهات المنزل (دينياً واجتماعياً وتعليمياً)، وأن تكون ظروف الحضانة ملائمة لظروف عملك وبيتك سواء من حيث وجود مواصلات أو وجود ساعات إضافية أو فصول صيفية للأطفال الأكبر سناً.
23- التأكد من أن جميع المصروفات مذكورة مسبقاً فلا تنخدعى ببعض الحضانات التى قد تضع سعراً معقولاً وسرعان ما تكتشفين التكاليف الإضافية (مثل شراء أدوات أو ملابس أو ألوان … الخ).
24- كذلك اسألى بعض الأمهات ممن لديهم أطفال فى نفس الحضانة فهم الأكثر دراية بمميزاتها وعيوبها ويمكن الالتقاء بهم عند موعد استلام الأطفال أو طلب أرقامهم من الحضانة، كما أن سؤال صديقاتك (وكذلك طبيب الطفل) من أهم مصادر الخبرة الجيدة فى اختيار حضانة طفلك.
25- وأخيراً قارنى البرنامج التى تقدمه الحضانة بشخصية طفلك فالطفل زائد النشاط يكون فى حاجة إلى مكان واسع وقواعد محددة بدقة، أما الهادئ فيحتاج إلى المزيد من الاهتمام والتشجيع على اللعب من خلال مجموعات صغيرة.
أما الطفل الحساس الذى قد ينزعج من الضوضاء فهو فى حاجة إلى بيئة هادئة بعيداً عن الألوان والأشكال والإثارة الزائدة.
أما إذا كنت أم لطفل يجد صعوبة فى التأقلم فيجب أن تكون الحضانة مرنة بحيث تسمع بحضورك معه فى البداية لعدة أيام حتى يتأقلم.
وعند اختيار الأم لدار الحضانة يجب أن تسأل عدة أسئلة تعد إجاباتها مؤشرات لجودة الحضانة من عدمه وهي:
1- هل تتعاون المدرسات والمشرفات مع الأمهات لمتابعة الطفل يومياً من خلال الاتصال الشخصى المباشر أو عبر الهاتف؟
2- هل الزيارة المفاجئة مسموحة للأم خلال اليوم؟ فهذا يعد هاما لملاحظة كيفية تعامل المدرسات مع النزاعات والبكاء أو حالات ملل الأطفال ونشاطهم الزائد مع التزام الأم بعدم التعليق أو قطع بنشاط الأطفال خلال الزيارة، وإذا لم تكن مسموحة فاعرفى سبب هذه السياسة، فإن لم تكن الإجابة مقنعة فلا تترددى فى البحث عن حضانة أخرى لا يكون" لديها ما تخفيه".
3- ما هى طرق العقاب المتبعة؟ فالعقاب البدنى واللفظى مرفوضان وكذلك عقاب الطفل بعزله فى مكان بلا إشراف فكلها مرفوضة، وأفضل سياسة هى الحوار الإيجابي، وتعليم الطفل السيطرة على نفسه وليس مجرد الخضوع للسلطة بلا تفكير.
4- هل توجد رسومات أو أعمال يدوية قام بها أطفال آخرون؟ فهذا دليل إيجابى على اهتمام الحضانة بتنمية مهارات الطفل.
5- هل مسموح لك بدخول المطبخ؟! فمن الأفضل الاطمئنان على اتباع الطرق الصحية فى الطهي، مع الحرص على النظافة والتنوع فى الأصناف المقدمة ولا تتردى فى أن تتذوقيها!
كلمة للأمهات: يجب ألا تبحثى عن الحضانة التى تصبح مخزناً لإيواء الطفل حتى حضور والديه، فالحضانة هى مكان لنمو الطفل انفعالياً وسلوكياً واجتماعياً وتعلم مهارات وسلوكيات من خلال اللعب والتلوين والأناشيد وتعلم القرآن.
وليس من المفترض أن يعود الطفل هادئاً ونظيفاً بلا أدنى نشاط أو تفاعل، بل عودته متسخ الثياب قد تكون مؤشراً على قيامه بالنشاط المفيد لنموه الفكرى والجسدى. وتذكرى أن دورك لا ينتهى عند اختيار الحضانة بل يجب تقييمها ما بين فترة أخرى فإذا وجدتى مشاكل لدى طفلك فى طعامه أو نومه مع عدم سعادة بشكل دائم، ووجود نوع من الخوف أو تكرار الكوابيس لفترة طويلة فقومى بزيارة الحضانة فى منتصف اليوم وناقشى المدرسات لمعرفة السبب فإذا لم تجدى تواصل أو احترام لطفلك ولتوقعاتك، أو وجدت المدرسات دائمات الغياب أو متقلبات المزاج فاشرحى مخاوفك للإدارة، فإن لم تجدى استجابة فورية فقد يكون القرار الصائب هو تغيير الحضانة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نجوان صادق
مقال ممتاااااااااااااااز