ناهد إمام

فائدة الفرح

الإثنين، 01 فبراير 2010 07:26 م


أفراح مليونية.. كلنا فرحانيين، كلنا بالملايين، فهكذا المصريين، يفرحون كما يألمون، ويألمون كما يفرحون، الآن أصبح البيت فى الشارع والشارع فى البيت، الكل يتشارك فى حالة واحدة.. هى .. حالة فرح.

من الجميل أن تمشى وسط الفرح، فنحن كثيرا ما نمشى على الأشواك، ووسط الأحزان.

من الجميل أن تشعر أن جينات جسمك تشعر بالفرح، تشعر بالـ "عزيز" لأجل وطن عزيز.

ومن الجميل أن تحمل أبناءك الثلاثة على الموتوسيكل الذى لا تملك من حطام الدنيا غيره وتنزل فى الجو البارد فتشعر بسخونة الفرح.. أنت وأولادك.. والناس.

من الجميل أن تشاهد عينيك أمرأة بسيطة ربما لا تجيد القراءة والكتابة فى عصر التكنولوجيا والإنترنت وهى تزغرد من شرفة منزلها بسبب الفوز، تلك التى كانت قبل دقائق تجلس إلى جوارك تشتكى قلة الحيلة أمام غلاء الأسعار، والبنت التى بلغت ما يزيد على الثلاثين ولم يطرق بابها عريس.

من الجميل أن تمشى وسط الفرح بين الناس، فتلمح معاقاً خرج على كرسيه .. لا لشئ سوى .. الفرح.

ومن الجميل أن تشاهد تجمعاً من الشباب يحملون علماً كبيرا فى حجم سجادة وفجأة ينحنون سجوداً عليه، ثم يقومون لتتشابك أيديهم رقصاً وفرحاً.

ومن الجميل أن تستقل تاكسى وسط الفرح لتصل إلى بيتك – وبالتأكيد لو فعلت لن تصل بسبب الزحام الغريب- فتجد سائق التاكسى قد اغتالته حالة الفرح، ولكنه فى لحظة تتغير ملامح وجهه ليخبرك متسائلا أو مندهشا أو مقترحا: تفتكر لو الناس دى كلها خرجت علشان السكر سعره ارتفع، ممكن يحصل إيه؟!

من الجميل أن أرفع سماعة التليفون لأهنئ زميلتى رانيا فزاع، فتذكرنى بأن اليوم يشبه البارحة، فنحن اليوم فى 2010 نحتفل كل هذا الفرح بعد أن كنا نعيش الحزن الأكبر ونحن نرى أهالينا قد أصبحوا عرايا وجوعى ومشردين بسبب نكبة السيول، ومن قبل فرحنا الفرح نفسه فى العام 2006 بعد أن كنا قبلها نبكى دما بدل الدموع ونحن نرى أهالينا غرقى، فى حادثة العبارة.

ومن الجميل أن أقول بعدها "سامحك الله يا رانيا"، لأننى لا أعرف الآن ما هو الذى "من الجميل" ؟!

ولكننى، أجدنى أقول ثانية أنه من الجميل أن تنتبه لتفرح، وتفرح لتنتبه، عندها سيكون للفرح معنى، وفائدة .


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة