د.حمزة زوبع

مفاجأة البروفيسور سعيد!

الأحد، 05 ديسمبر 2010 07:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتحفنى شخصيا الدكتور عبد المنعم سعيد كبير المخططين الإستراتيجيين للحزب الحاكم، فى مقاله الأخير "المفاجأة الكبرى" المنشور بالأهرام السبت الماضى، وهو عنوان يوحى بالكثير من المفاجآت المتوقعة فى المقال لكنه للأسف ليس كذلك.

فالبروفيسور عبد المنعم سعيد لا يرى فى كل ما تناولته وسائل الإعلام المحلية والعالمية حول نزاهة الانتخابات التى وصفتها بعض الوسائل العالمية بأنها "انتخابات بلا انتخابات"، ولا يرى فى انتقادات المنظمات الدولية المعنية بالديقمراطية وحقوق الإنسان إلا أنها تكرار لما سبق من انتقادات لمصر عند إجراء كل انتخابات، بمعنى أن العيب ليس فى تزوير الانتخابات ولكن فيمن ينتقدون مصر على تزويرها.. وهكذا فالمفاجأة الكبرى فى المقال هى أن البروفيسور لم يقل شيئا ذا بال سوى تكرار أسطوانة الحزب المشروخة بخصوص الإخوان المسلمين وتراجعهم بسبب سيطرة التيار الرجعى الراديكالى الحلزونى الهيامونى على الإخوان بعد انتخاب الدكتور بديع مرشدا عاما للإخوان.

لا جديد إذن فطالما بقيت نفس العقول التى تفكر للحزب تكتب وتعبر عن نفسها بهذه الطريقة المكررة فسوف لن نذهل أو تأخذنا المفاجأة حين يفوز الحزب الوطنى بأغلبية المقاعد فى برلمان عام 2022 وهو بالمناسبة نفس العام التى ستكون قطر تحتفل ويحتفل العالم معها بمتعة مشاهدة كأس العالم من فوق أرض عربية لأول مرة فى التاريخ، وبنفس الدرجة من المتعة سنتابع الانتخابات المزورة على أرض مصر فى مشهد مكرر ومعاد وربما نكون على قيد الحياة لنقرأ للبروفيسور عبد المنعم أو غيره مقالا شبيها لنفس المقال "المفاجأة الكبرى" حول مفاجأة الحزب الحاكم المتمثلة فى فوزه بنسبة 98 % من المقاعد بعد أن كان قد حصل على 30 % فى الانتخابات التى جرت قبلها بأربع سنوات وهكذا تتوالى المفاجآت.

كل هذا الكم من الغضب الشعبى والغضب القضائى والفضيحة الاعلامية لا يشكل مفاجأة لمفكر بحجم عبد المنعم سعيد بحيث يتمكن من كتابة مقال متوازن يطالب فيه ولو بقليل من الموضوعية فى التزوير والعقلانية عند التزييف ولكنه يعيد الفضل لأهله مشيدا كغيره بدور التنظيم وشباب الحزب ونسى أن يشيد بجهود رجال الأمن الذين اتهمهم بعض القضاة علانية بأنهم أداروا عملية التزييف بدم بارد وبطريقة مبتكرة.

لقد استثار البروفيسور سعيد بمقاله "المفاجأة الكبرى"، حتى من يحترموه ويقدروا له تاريخه الفكرى السياسى حتى أن أحد القراء علق قائلا تحت عنوان خيبة أمل "د.عبد المنعم سعيد أحترمك كثيرا ولا أصدق ما قرأته لأنى أعلم أنك تحترم قلمك وقارئك كثيرا.. يبدو أنك واقع تحت ضغط كبير أو أنك ترى مالا نراه" والتعليق رقمه 36 حتى لا يقوم أحد بحذفه ثم يتهمنا بأننا افترينا على الرجل الكذب!.

كنت أتوقع أن يخرج البروفيسور سعيد عن صمته ويطلقها صريحة "كفاية حرام" مش عايزين ديمقراطية بهذا الشكل أو كما عبر الكاتب الكبير فهمى هويدى عن النزاهة بطريقته فى مقال(كفانا نزاهة) الذى نشرته الشروق تعليقا على موضوع نزاهة الانتخابات.

بعد مقال البروفيسور سعيد أيقنت أن مصر أمامها ليل طويل مليء بالخطوب ومعبأ بدخان الفساد الفكرى قبل أن يكون فسادا إداريا وصل إلى الركب كما عبر ذات يوم الدكتور زكريا عزمى ورغم ما قاله لا يزال هنا من يريد منا أن ننسى وجود الفساد أو أن نضع عصابات سوداء حتى لا نراه ونكتب عنه بدلا من أن يدعو إلى إصلاحه.

المعضلة التى تواجه مصر لم تكن متمثلة فى وجود أفكار وآراء وخطط كما يحاول البعض أن يوهمنا بل فى وجود رجال مخلصين لهذا البلد.. الله يرحمك يا مصر.

آخر السطر
فازت قطر الشقيقة بتنظيم كأس العالم التى ستقام فى 2022! مبروك علينا الانتخابات!.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة