مثقفون مستقلون: أمريكا ليست مستعدة أن يرأس اليونسكو "عربى أو مسلم"

الأحد، 05 ديسمبر 2010 10:53 م
مثقفون مستقلون: أمريكا ليست مستعدة أن يرأس اليونسكو "عربى أو مسلم" فاروق حسنى وزير الثقافة
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجمع عدد من المثقفين المستقلين على أن أمريكا لم تكن لتسمح بتولى فاروق حسنى منصب مدير عام اليونسكو، وأنها غير مستعدة أن يتولى عربى أو مسلم لهذا المنصب الدولى الرفيع، وأن هناك لوبيا صهيونيا يقف أمام مثل هذه الأهداف، جاء ذك تعقيبا على ما كشفته وثيقة ويكيليكس من أن السفيرة الأمريكية فى مصر مارجريت سكوبى طلبت من بلدها عدم دعم فاروق حسنى للحصول على منصب مدير مقعد اليونيسكو، فيما رأى فريق آخر أن الولايات المتحدة تعتبر مصر سمسارا إقليميا لا ينبغى لرموزه أن تصل لأى مناصب دولية، إلا حينما يعبرون عن ولائهم الكامل لأمريكا وإسرائيل.

الكاتب أحمد الخميسى أشار إلى أن حسنى فتح بابا للتفاهم معهم، لكنهم لا يقبلون بغير الولاء الكامل، وهو أيضا لا يستطيع أن يبدى هذا الولاء الكامل، فأمريكا تريد من مدير اليونسكو أن ينصاع إلى رغباتها وتطلعاتها هى وإسرائيل وأن يقدم ما يرضيهما قبل ترشحه وبعده وهذا بالطبع ما لا يقدر عليه فاروق حسني، وحتى لو كان فعل هذا فلم يكن ليتحمل مواجهة جمهور المثقفين الرافض للتطبيع، وكذلك النقابات المهنية الرافضة له، ومنها اتحاد الكتاب.

أشار الخميسى إلى أن فاروق حسنى يعلن كثيرا عن التزامه بموقف المثقفين الرافض للتطبيع، لكنه قبل جولة اليونيسكو التى انتهت بخروجه منها، قطع عدة خطوات فى طريق استرضاء إسرائيل، ومنها ترميم المعبد اليهودى.

وقال الخميسى، موقف فاروق حسنى الرافض للتطبيع كان إعلانيا، ودعائيا، وهو قام بسحبها، وأطلق عدة تصريحات أكد فيها أنه ليس معاديا لهم، وأنه مع الترجمة عن الكتب العبرية، بعد أن قال فى تصريح سابق إنه سيحرقها، لكن هذا كله بالطبع لم يكن ليرضى إسرائيل وأمريكا ولذا تعمدت إسقاطه.

فيما قال الدكتور عبد الخالق فاروق الباحث السياسى والمحلل الاقتصادى إن هناك "فيتو أمريكى" ضد أى شخص له علاقة بالثقافة العربية الإسلامية حينما يترشح لأى موقع دولى له ثقله، كما أن تقدير الإدارة الأمريكية لترشيح فاروق حسنى يختلف عن تقديرنا، فمصر من وجهة نظر أمريكا ما هى إلا "سمسار إقليمى" يؤدى أدوارا بمقابل، وهو ما يفقدها ثقلها فى نظرهم، لذا فمن الطبيعى أن تعارض أمريكا ترشح فاروق حسنى لأنه يمثل ثقافة هى محل شك فى نظرهم وهى الثقافة العربية والإسلامية.

وأكد فاروق أن حسنى أدلى بتصريحات انفعالية واستفزازية، مثلت للوبى الصهيونى مؤشرات لا يمكن التغاضى عنها، تراجع عنها لم يتقبلوا تراجعه، لأنه من وجهة نظرهم أساء إليهم بهذه التصريحات، وهذا ما جعلهم يقفون أمامه بشدة.

وأشار الفنان التشكيلى عز الدين نجيب، رئيس جمعية محبى الفنون الجميلة، إلى أن إسقاط أمريكا لفاروق حسنى فى انتخابات اليونيسكو هو تصرف غير ذكى بالمرة، مؤكدا على أن حسنى هو أقرب المثقفين المصريين قبولا للتطبيع الثقافى مع إسرائيل، ودلل نجيب على ما يقوله بالحوار الصحفى الذى أجراه حسنى مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه أبدى استعداده فى هذا الحوار لزيارة إسرائيل، ولقاء مثقفيها وفنانيها، فى حالة وصوله لرئاسة المنظمة.

وقال نجيب، هذا الموقف يدل على شىء مهم، وهو أن حسنى لا يعارض عنصرية إسرائيل، ولا سياساتها القمعية، بل يوافق على التطبيع الثقافى معها فقط من أجل وصوله لرئاسة اليونيسكو، وكان من المنتظر أن تتصرف أمريكا بذكاء، وتلتقط هذا الخيط، وألا تتصدى لترشيحه نزولا عن رغبة إسرائيل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة