ليزا أندرسون رئيس الجامعة الأمريكية: مسؤولون بالحكومة المصرية أخبرونى بعدم رضاهم عن نتائج الانتخابات

الخميس، 30 ديسمبر 2010 11:29 م
ليزا أندرسون رئيس الجامعة الأمريكية: مسؤولون بالحكومة  المصرية أخبرونى بعدم رضاهم عن نتائج الانتخابات أندرسون فى حوارها مع «اليوم السابع»
حوار - ميريت إبراهيم - محمد البديوى - تصوير : أحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ لا نمانع فى استضافة البرادعى للحديث عن آرائه السياسية.. ولكننا لن نسمح له بحشد الطلاب لتأييده
بعد أيام قليلة بحلول الأول من يناير المقبل، تتولى الدكتورة ليزا أندرسون الباحثة الشهيرة والمعروفة دوليا بأبحاثها عن السياسة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رئاسة الجامعة الأمريكية خلفاً للدكتور ديفيد أرنولد، وذلك كأول سيدة تتولى هذا المنصب بعد عدد من المناصب المهمة، من بينها العميد الأسبق لكلية الشؤون العامة والدولية بجامعة كولومبيا، والرئيس الأسبق لمعهد كولومبيا للشرق الأوسط، والمدير الأكاديمى للجامعة الأمريكية بالقاهرة منذ 2008.

فى حوارها مع «اليوم السابع» طرحت أندرسون خطتها لتطوير الجامعة، كما تناولت الوضع السياسى فى مصر، والانتخابات البرلمانية الأخيرة، وفيما يلى نص الحوار:

◄◄ شهدت الجامعة فى الفترة الماضية جهودا كبيرة لإتمام انتقالها من «وسط البلد» إلى القاهرة الجديدة.. ما هى خططك لارتقاء بالجامعة؟
- لدينا خطة لاستكمال الجهود المبذولة من الجامعة سواء بتطوير نظم التعليم داخل الجامعة، أو عن طريق المشاركة المجتمعية، ولدينا نية للعمل مع عدد من المدارس بالمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، وأيضاً مع الجامعات الحكومية، ونريد أن ننقل للناس التساؤل حول كيفية التعلم، حيث إن الطريقة التى ندرّس بها لطلابنا، ونؤمن أن الآخرين أيضاً عليهم استخدامها، هى التعليم من منظور يعتمد مركزيا على المتعلم نفسه لذلك قمنا بنقلها فى إطار خطتنا لتعليم الأساتذة فى المدارس.

◄◄ ما هى الميزانية المحددة للبحث العلمى فى الجامعة.. وكيف تنفق؟
- لا نحدد ميزانية الجامعة بهذه الطريقة، ولا نقول إن هذا مخصص للتدريس وهذا مخصص للبحث العلمى، لأن كل الكليات بالجامعة من المتوقع منها أن تقوم بالأمرين، لذا ندعمهم فى عملية التدريس ونوفر لهم الفصول «الذكية»، حيث تتضمن الفصول إمكانية تقديم عرض باور بوينت بها وغيرها، على سبيل المثال فإن كلية العلوم والهندسة تضم 160 معملا أغلبها معامل لإجراء الأبحاث والباقى للتدريس، ولكننا نتوقع من الطلاب أن يستخدموا تلك المعامل فى الدراسة والأبحاث.

◄◄ ما تقييمك لأوضاع التعليم فى مصر؟
- أتفق مع الإحصاءات التى تقول إن النظام التعليمى المصرى ليس بالشكل الذى ينبغى أن يكون عليه، وأن هذا التصحيح يجب أن يكون بالنسبة للمدارس الابتدائية والثانوية والجامعات، ونؤمن أنه يمكن تقديم خدمة أفضل للطلاب، من خلال تعليم بكفاءة أعلى، مما أدى لانتشار ظاهرة كثرة المدارس الخاصة فى مصر، لأن الناس بدأوا فى الاعتقاد أن أفضل وسيلة لتحقيق إصلاح هى تطوير القطاع الخاص فى مجال التعليم أكثر من القطاع العام، ولكننى لا أتفق مع ذلك لأنه إذا لم يكن القطاع العام يتم تدعيمه وإصلاحه فذلك سيؤدى إلى وجود نظامين للتعليم، وكلاهما ليس فعالاً أو صحيحاً.

◄◄ قد يتعرض طلاب الجامعات الحكومية المصرية للفصل أو للحرمان من الامتحان بسبب مشاركتهم فى مظاهرات، هل من الممكن أن يحدث ذلك فى الجامعة الأمريكية؟
- هناك حدّان لسلوك أى فرد داخل الحرم الجامعى: الأول ألا يقوم بأمر خطير، والثانى ألا يقوم بأمر غير قانونى، ولكن التعبير عن الرأى سواء فى مظاهرة أو صحيفة طلابية أمر مسموح كلياً، ونحن نتوقع من طلابنا دوما أن يكونوا فاعلين وأن يهتموا بما يحدث حولهم.

◄◄ ولكن هل تعد المظاهرات أمراً خطيراً أو غير قانونى؟
- شهدنا مظاهرات منذ وقت قريب بخصوص أمر يتعلق بالعمال ضد إدارة الجامعة، وقلنا وقتها «هذا من حق الطلبة والعمال»، ولكن غير مسموح بإقامة تجمع سياسى داخل الحرم الجامعى يؤيد أى مرشح من المرشحين أثناء إجراء انتخابات، وأنا كأستاذة علوم سياسية أرغب أن يكون الطلاب على علم بما يحدث حولهم بما ذلك السياسات الحالية فى مصر.

◄◄ إذن.. هل من الممكن أن توجه الجامعة دعوة للدكتور محمد البرادعى المعارض للتحدث عن الأوضاع السياسية فى مصر؟
- الدكتور البرادعى أحد أعضاء مجلس الأمناء بالجامعة الأمريكية، ونحن ندعو جميع الأعضاء للتحدث بالفصول، ولذا يمكنه أن يأتى لفصل ما وأن يتحدث عن آرائه فيما يتعلق بالسياسة المصرية أو عن الانتشار النووى أو عن خبراته، وسيكون أمراً طبيعياً جداً، ولكننا لن نوافق على أن يخطب داخل الحرم الجامعى من أجل حشد من الطلاب لتأييده.

◄◄ نظمت الجامعة مؤخراً مؤتمراً حول النزاهة والحرية الأكاديمية، كيف يمكن تفعيلهما بشكل أكبر؟
- نحن نتوقع من طلابنا أن يكونوا نزيهين فى استخدام أعمال الغير فى أبحاثهم، رغم أن المناخ التعليمى يتم فيه مكافأة الطلبة لأنهم أعادوا إنتاج ما قاله مدرسوهم بالفعل، ولكن نحن لا نريد ذلك ونقول للطلبة إننا نريدهم أن يكتبوا أفكارهم الخاصة، وفى حالة اعتمادهم على فكرة تخص شخصاً آخر نطلب منهم أن يخبرونا بمصدرها، وفيما يتعلق بالحريات الأكاديمية، لا يمكن للمرء أن يستخدم أفكاره الخاصة إذا لم يكن متاحاً له التعبير عنها، فالأفكار هى حجر الزاوية بالنسبة للعملية التعليمية ولابد أن نتعامل معهم باحترام وتقدير.

◄◄ كيف تصنفين النظام السياسى المصرى؟
- إذا نظرنا فيما يكتب عن مصر فسنجد أن أغلبه يتحدث عن طول فترة حكم النظام المصرى، لدرجة أن الجميع يتحدث عن ذلك، بحيث أصبح هذا الأمر أهم الكليشيهات الشائعة عن مصر، ولكن ما أراه مثيراً للاهتمام بالفعل هو الديناميكية المدهشة الموجودة تحت السطح فيما يتعلق بالمشهد العام فى مصر، وتجد خلف المشهد المعتاد، الكثير من التغييرات بطريقة مثمرة وفعالة، وبشكل إيجابى على الناحيتين الاقتصادية والثقافية، ولكننى أرى أن الكثير من التغيرات تحدث وأعتبرها أمراً واعداً وتبعث على التفاؤل، وأنا متفائلة حيال تقدم مصر بخلاف عدد من أستاذة العلوم السياسية أصدقائى الذين يرون النظام «هش» لأنه موجود منذ فترة، ولا أعتقد أن هذا صحيح فهناك الكثير الذى يجرى، سواء يحدث ذلك كثمار لسياسات حكومية أو لأشياء أخرى.

◄◄ هل مازلت متفائلة رغم ما حدث فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟
- كل من تحدثت معهم بشأن هذه الانتخابات من بينهم مسؤولون فى الحكومة المصرية يرون أنها لم تكن ناجحة، وكلهم يقولون نتمنى أن ما حدث لم يحدث، وأنه لو كان هناك تدخل أقل فى نتائج العملية الانتخابية، وأحد الأمور التى أجدها مطمئنة هو اتفاق الجميع على ذلك حتى من فازوا بالانتخابات وبنتائج السياسات المصرية، ففى رأيى كأستاذة علوم سياسية أن إجراء انتخابات أكثر نمطية سيكون أمراً أفضل.

◄◄ ما الذى يمكن عمله للوصول لذلك؟
- إذا أتيحت لى الفرصة للتقرير فسأقول إن ما تحتاجه مصر هو اتباع منهج لا مركزية السلطة، بمعنى أن يكون هناك انتخابات محلية وأن يدفع المواطنون ضرائب محلية وأن يحاسب المواطنون المسؤولين، فالولايات المتحدة تعلمت السياسة وكيفية المشاركة بها، من خلال المدن والمشاركات المحلية، لذلك من الأفضل أن تكون هناك انتخابات محلية تمكن المصريين من متابعة ما إذا كان المرشح قد أوفى بما وعد أم لا، لأنه لا يمكن التحقق من وفاء المرشحين على المستوى القومى بالتزاماتهم، فمثلاً لو نظرنا إلى حملة أوباما الانتخابية فهو وعد المواطنين بـ«لا شىء» تقريباً، وما حققه حتى الآن أيضا:ً لا شىء.
أقول ذلك لأنه إذا لم يتم محاسبة المسؤول المحلى عن إصلاح خطوط المواصلات بالتجمع الخامس، فلا يجب أن نتهم وزير النقل أو الإسكان، وإنما هو أولاً وأخيراً ذلك المسؤول المحلى.
فيجب ألا يتعامل الناس مع الانتخابات على المستويات القومية على أنها تمثل الحل لكل شىء لأنها ليست كذلك.

◄◄ منذ أكثر من عامين ثار جدل كبير بين أساتذة الجامعة حول استضافة أساتذة إسرائيليين بمؤتمرات الجامعة.. بعد رئاستك للجامعة هل من الممكن استضافتهم؟
- نحن لا نستضيف مؤتمرات على أسس الجنسيات وإنما على أسس البرامج البحثية، فلا نية لدينا فى عقد مؤتمر حول جنسية بعينها.. الأرمينيين على سبيل المثال، أو الإسرائيليين، وغيرهم، ولكن يمكن أن نستضيف علماء باحثين فى مجالات بعينها، للمشاركة فى المؤتمرات بغض النظر عن جنسياتهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة