يسأل قارئ: أعرف أن تقدم سن المرأة يزيد من احتمالية إنجاب طفل غير سليم, فهل تقدم عمر الرجل أيضاً يبقى على هذه الاحتمالية أم لا؟
يجيب على السؤال الدكتور خالد المنباوى أستاذ صحة الطفل واستشارى أعصاب الأطفال، قائلاً: المعروف أن سن الرجل لا يلعب دوراً رئيسياًَ فى هذه العملية، إلا أنه ثبت أن لعمر الرجل دور, صحيح أقل من دور عمر المرأة إلا أنه يكون مؤثراً أيضاً، إلا أن التقدم فى عمر المرأة هو اللاعب الرئيسى فى موضوع الخصوبة بين الزوجين.
ولعل السبب الرئيسى لقلة الخصوبة عند المرأة يتركز فى شيخوخة البويضات والكروموزومات وليس بسبب تقدم العمر وتأثيره على الرحم أو لأى سبب آخر، كما أن عدة دراسات أظهرت أن الحمل فى سن متقدمة إذا استمر ولم يحدث فقدان له فإن أنجاب طفل بمتلازمة داوون يكون الأكثر شيوعاً.
وسيظهر من يهاجم ما سبق من أسانيد ويقول إن هناك حالات عديدة لمن تعدين سن السادسة والأربعين وتم الحمل لديهن وحصلوا على أطفال أصحاء وليس بهم متلازمات، ولهؤلاء أقول أن لكل شخص حالتة الخاصة فليس كل السيدات سيفقدن حملهن لمجرد أن أعمارهن تتعدى الأربعين أو أنهن سيحصلن على أطفال معيبين، بل نحن نتحدث عن الغالبية وأن حصول هؤلاء الأمهات على أطفال أصحاء يمكن أن يحدث حينما يكون عدد البويضات المعيبة أو التى بها كروموزومات معيبة تكون قليلة أو أن يحدث الأخصاب لبويضة لا تعانى من أى عيوب فى هذه الحالة سيتم الحمل وسيولد طفل سليم بإذن الله لذلك كانت أهمية فحوصات ما قبل الحمل أو أهمية متابعة الحمل الدورية لملاحظة كل هذه المتغيرات.
أما بالنسبة لتقدم سن الرجل فيشير الدكتور المنباوى إلى أن بعض الدراسات الحديثة وجدت أن تقدم سن الأب يرفع من معدلات إحتمالية ولادة طفل بمتلازمة داوون بحوالى 50%، خاصة لو كان عمر الأم يتعدى الـ40 عاماًَ.
ولعل هذه الدراسة غيرت الكثير من المفاهيم، لأنها أثارت أهمية عمر الرجل فى ولادة طفل بة بعض العيوب أو الخلل، مما يؤكد أن لعمر الرجل دور هام فى حالة الطفل الوليد الصحية بالرغم من أن العديد من الأبحاث الأخرى تنفى هذا إلا أنه فى الولايات المتحدة الأمريكية أكدت دراسة إحصائية هناك أن معدلات زيادة الأطفال الذين يولدون بعيوب جينية بالكروموزومات أو يعانون من متلازمات وراثية يكونون لأمهات تعدين سن الخامسة والثلاثين إلا أن هذة المعدلات تزايدت مع تقدم سن الوالدين وليس الأم فقط.
ليس هذا فقط بل هناك دراسات أكدت على أن معدلات المواليد بمتلازمة داوون لوالدين تعدت أعمارهم الأربعون عاماً تكون 60 طفل لكل 10000 مولود وهذا يعنى أن معدلات ولادة طفل بمتلازمة داوون يكون 6 مرات أكثر من الأزواج تحت سن الخامسة والثلاثين، كما أن تقدم سن الأب عن الأربعين عاماً يرفع هذه المعدلات إلى الضعف بالمقارنة بالآباء عند سن الرابعة والعشرون والمتزوجون بسيدات أعمارهم فوق الخامسة والثلاثين.
إلا أن جميع الدراسات خلصت الى حقيقة هامة تتلخص فيما يلى:
- عمر الأب ليس لة تأثير على ولادة طفل يعانى من متلازمة داوون ولكن سن الأم فوق الخامسة والثلاثين يعتبر عاملاً هاماً ومؤثراً.
- فى السيدات صغيرات السن والذى لا يكون عمر الأم عاملاً مؤثراً فى حدوث متلازمة داوون لا يكون هناك تأثير لعمر الأب على حدوث هذة المتلازمة.
- فى حالة الأمهات فوق الأربعين عاماً ترتفع نسبة ومعدلات حدوث متلازمة داوون لمواليدهن فى حالة ما كان عمر الأب فوق الأربعين.
- ليس هناك فوارق كبيرة بين معدلات ولادة طفل بمتلازمة داوون وبين عمر الأم فى المراحل العمرية 30 – 35 والمراحل العمرية 35 – 39 إلا أن قد تظهر فوارق واضحة فى هذه المعدلات فى حالة تقدم عمر الأب أى أن عمر الأب يلعب دوراً فى هذه المرحلة العمرية للأم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة