محمد إبراهيم الدسوقى

الجمعية الوطنية للعلماء

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010 07:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استهل الرئيس حسنى مبارك، رئاسته بدعوة صفوة وخيرة العقول الاقتصادية فى البلاد، للمشاركة فى مؤتمر نوقش فيه بلا خجل وبدون مجاملات وضع اقتصادنا آنذاك.

حينئذ استشعر مبارك أن الوطن يمر بلحظة فارقة تتطلب توحد وتكتل الجميع، ونظر إليهم كمواطنين مصريين، ولم يكن اللون والتوجه السياسى المعيار المتحكم فى الاختيار والتصنيف، سعيا لإبراء جسد الوطن من علله وأوجاعه، ومن أسف أن تلك النظرة لم يكتب لها الاستمرارية، وكان مصيرها الوأد المبكر.

وإن تأملنا حالنا الراهن بكل ما فيه من تفاصيل صغيرة وكبيرة، فلن نعثر إلا على انقسام وتشرذم وطغيان لمشاعر الحزن والهم، وتضاؤل الأمل فى استقبال غد أفضل لا يحمل معه المزيد من الحنق والغضب، وأن من يسكنون فى الأدوار العليا لا يكترثون ولا ينشغلون بما يعانيه سكان الدور السفلى من مشقة لا تترك لهم مساحة ولو ضئيلة للابتهاج والسرور. وفى اعتقادى أن علماءنا فى الداخل والخارج باستطاعتهم الإسهام فى التخفيف من حدة الوجع العام بتأسيسهم "الجمعية الوطنية للعلماء"، وأن تحدد من اللحظة الأولى لولادتها هدفها النبيل بأن تصبح بوتقة تتجمع داخلها مقترحات وأفكار الأعضاء للنهوض بمصر اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وعلميا.

ويعود فضل اقتراح تكوين هذه الجمعية لقارئ كان يعلق على حوار نشرته صحيفة "المصرى اليوم" مع العالم الجليل الدكتور فاروق الباز، واستعرض فيه فكرته المتعلقة بممر التنمية فى مصر. وأدرك سلفا أن بعضنا سوف يتمتم بعبارات تفيد بأنه لا توجد فائدة، وأن نفرا من العلماء ـ الدكتوران الباز وأحمد زويل نموذجين ـ تحدثوا عن اقتراحات ومشروعات تخدم التنمية والتطور والتقدم العلمى والتكنولوجى، لكن كان نصيبها التجاهل من قبل الحكومة.
وبصريح العبارة إن فكرنا بهذا المنطق اليأس البائس فلن ننجز شيئا، وسنظل رهائن أبد الآبدين لإحساس لا يتوقف بالقنوط والضآلة وضيق ذات اليد، أقول هذا مع يقينى أن الجهات الرسمية قد لا تحبذ التئام شمل العلماء المصريين على كلمة سواء، لكن حتى لو كان الحال هكذا، فإن هؤلاء العلماء بما حباهم الله به من فضائل وذكاء بمقدورهم التشبث بمسعى تكوين جمعيتهم الوطنية غير الهادفة والساعية إلا للصالح العام وليس لها أجندة سياسية خبيثة، حسبما ستروج بعض الأصوات الخائفة من كل مؤسسة وجبهة تتشكل من أقطاب المجتمع المدنى الذى تتعلق فى رقبته مهمة إحداث تغيير يدفعنا للأمام، بعيدا عن حديث التخوين والعمالة للخارج، وأنه لا يوجد أحسن مما هو قائم ومتوفر لنا، وأنه لا يتوافر بديل يملك مقومات وخصائص الجالسين على مقاعد السلطة فى الهيئات والأجهزة الرسمية، وينعت كل من يطالب بالتغيير بالحاقد والخائن الذى تنقصه الخبرة والكاريزما إلى آخره من الأوصاف المخجلة والشتائم والتجريح الذى ينال دعاة التغيير والإصلاح.

وما يؤسف له أننا نغفل معظم الأوقات عن أن الله حبانا ومن علينا بثروة كبيرة متمثلة فى علمائنا المنتشرين فى قارات العالم الست، وأن كل واحد منهم يشعر برغبة فى رد العرفان والجميل لوطنه الذى وإن لفظه أو تخلى عنه أو لم يعطه فرصته المستحقة فإنه لا ينكره ولا يكرهه. وعندنا المثال الرائع للطبيب الحاذق مجدى يعقوب، الذى آل على نفسه أن يفيد بلده بإنشائه مركزا لأمراض القلب فى أسوان بجهده الذاتى، ولم يتحجج بأن الوطن كان قاسيا عليه وحرمه من العطاء، عندما كان شابا يافعا. وتلك ليست دعوة موجهة للعلماء المصريين وحدهم للعمل، وإنما للحكومة لتدعهم يعملون بجهد واقتدار لرسم خريطة مستقبلنا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة