رفض الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الانتقادات الموجهة إلى الجامعة العربية بأنها تركز فقط على الملف الفلسطينى، وتترك الملف السودانى والملفات الأخرى.
وقال موسى، فى المؤتمر الصحفى السنوى بمقر الجامعة العربية اليوم الاثنين حول "حصاد العام 2010"، إن الجامعة العربية سارت هذا العام وما قبله فى مسارات متوازية لعلاج مشاكل السودان والعراق ولبنان، جنبا إلى جنب مع قضية الصراع العربى الإسرائيلى، لأن الجامعة العربية منظمة سياسية إقليمية، لديها كوادر وخبرات مختلفة تعمل على كل هذه المسارات.
وأضاف أن الجامعة العربية كانت أحد المفاوضين الرئيسيين فى مفاوضات أبوجا بنيجيريا، وأحد الموقعين على اتفاق نيفاشا للسلام، وكانت أحد اللاعبين الأساسيين فى حل الأزمة اللبنانية على مدى عام ونصف العام، وهو ما يؤكد سير الجامعة فى علاج هذه الملفات فى صعيد واحد.
وأكد الأمين العام أن هذا المؤتمر هو حساب لعمل الجامعة خلال العام المنصرم 2010، الذى وصفه بأنه عاما شهد الكثير من التوتر والاضطراب، وربما عدم الانجاز فى بعض الأمور، إلا أن أهم الإنجازات التى تحققت هو انعقاد أربع قمم عربية خلال العام 2010، وسيعقد مثلها العام المقبل، بجانب انعقاد 35 اجتماعا وزاريا، و758
اجتماعا نوعيا على مدار 348 يوما، تغطى مختلف مجالات العمل العربى المشترك السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية.
وأضاف أن أهم الانجازات التى تحققت على صعيد العمل الاقتصادى هى إنشاء الصندوق العربى لدعم المشروعات الصغيرة والمتوطسة برأس مال بلغ مليارى دولار، تم تلقى مليار و300 مليون دولار منها، إلى جانب تكليف شركات إيطالية لتنفيذ الدراسة الخاصة بالربط السككى بين الدول العربية.
وفى الشق السياسى تناول الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قضايا فلسطين والسودان والعراق والصومال ولبنان، بجانب موضوع رابطة دول الجوار العربى، وتطوير منظومة العمل العربى المشترك.
وفيما يخص القضية الفلسطينية، استعرض موسى الإنجازات التى حققتها الجامعة على مدار العام الجارى، مشددا على أن العرب جادون فى التوجه لمجلس الأمن لطرح موضوع الاستيطان.
وأوضح أن عملية السلام تواجه أزمة كبيرة نتيجة فقدانها قوة الدفع، وعدم الاقتناع الذى تبلور لدى الكثيرين بأنها يمكن أن تقدم شيئا فى ظل الوضع الراهن، واستمرار إسرائيل بالاستيطان.
وأكد أن العرب والفلسطينيين استفادوا كثيرا من تجربة 20 عاما من المفاوضات، ومن هنا صمموا على ضرورة رفض التفاوض فى ظل الاستيطان.وتساءل موسى "هل نمشى بنفس الدوائر ونجرى مفاوضات من أجل التقاط الصور، وإسرائيل تواصل الاستيطان ؟، مجيبا "بالتأكيد لا، لأن الحكومة الإسرائيلية بإجراءاتها الأحادية لا تعمل على تمكين الشعب الفلسطينى من إقامة دولته المستقلة".. وأثنى موسى على النضال الفلسطينى، وصمود الشعب الفلسطينى على أرضه ومواجهته الاحتلال الإسرائيلى.. وقال "الشعب الفلسطينى موجود على أرضه وصامد وصابر، لكنه يعانى الكثير بسبب الاحتلال وإجراءاته القمعية".
وأضاف "نحن نتحدث عن دولة حقيقية، وليست شكلية، دولة مكتملة الأركان، فالشعب موجود، ولكن الأرض تتآكل بسبب الاستيطان، ومن هنا اتخذت لجنة مبادرة السلام العربية خلال اجتماعها الأخير قرارا برفض التفاوض فى ظل الوضع الراهن".
وردا على من يدعون بأن الجامعة العربية ولجنة مبادرة السلام عملت على تكبيل الحركة بسبب قراراتها الصادرة فى الاجتماع الأخير للجنة المتابعة، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى "بالعكس نحن نريد تسيير الحركة، وليس وقفها، لكن نريد أن تسير الأمور بطريقة سليمة، ولا نريد التفاوض من أجل التفاوض، إننا نريد شيئا ملموسا على الأرض، وتقدم يشعر به المواطن العربى والفلسطينى".
وعقب الأمين العام للجامعة العربية على ما يقولون بأنه تم اختصار القضية الفلسطينية بموضوع الاستيطان بقوله "الحقيقة أن القضية لم تختصر بالاستيطان، لكنها تتأثر كثيرا بالسياسات التوسعية الإسرائيلية، وعنصر السيادة والأرض شيء أساسى لقيام الدولة، والاستيطان يقضى على الأرض والاحتلال يواصل ضم الأراضى".
وأردف "نحن ندرك وجود ملفات أخرى مثل اللاجئين والمياه والحدود والأمن، وكل قضية يتم بحثها تباعا، ولكن الاستيطان يعتبر موضوعا خطيرا لأنه يعنى تغيير التركيبة السكانية للأراضى المحتلة، ويعنى ضم الأراضى للاحتلال، وكل هذا يتنافى مع القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة".
وأضاف "التفاوض فى ظل الاستيطان هو خديعة كبرى، وكيف نتفاوض على أرض تتآكل"، وتساءل ، فإذا فشلت واشنطن فى التوصل إلى وقف مؤقت للاستيطان، فهل توجد إمكانية لإحداث اختراق فى ملفات القدس والحدود؟!.
وتطرق الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى مواقف الرئيس الأمريكى بارك أوباما المهمة والمعلنة بشأن رفض الاستيطان، وبخصوص عملية السلام، معربا عن أمله أن تدعم الولايات المتحدة إدانة الاستيطان فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وأشاد فى هذا الصدد بدور الرئيس الأمريكى أوباما لجهوده فى وقف الاستيطان، رغم فشله فى تحقيق ذلك، وقال "حقيقة أن أوباما حاول، ويجب أن نحييه على ذلك، فرأيه "أى أوباما" معروف فى عدم شرعية الاستيطان، وهو أمر يجب أن يدعموه وألا يتخلوا عنه".
وأكد على وجود تصميم من قبل القيادة الفلسطينية وبدعم عربى كامل بالتوجه لمجلس الأمن الدولى لإدانة الاستيطان، مشيرا إلى أن العمل العربى الراهن بشأن عملية السلام ينطلق من قرارات لجنة المتابعة العربية فى اجتماعها الأخير فى الرابع عشر من الشهر الجارى.
وفى الشأن العراقى أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن القمة العربية المقبلة ستعقد فى بغداد نهاية شهر مارس المقبل، وأن الاتجاه العام هو قبول ذلك، وقال إنه سيزور بغداد بعد أسبوعين من الآن، مشيدا بتجربة الانتخابات العراقية الأخيرة، التى أظهرت توجهها عراقيا جديدا فى رفض الطائفية والتوجه نحو التوافق، مؤكدا أن العراق يسير نحو عراق جديد.وفى الشأن اللبنانى، أكد موسى أن لبنان فيه الكثير من اللغط على كل كبيرة
وصغيرة.
وأضاف "اللبنانيون يدركون تطورات الأوضاع، فهمها كان هذا اللغط الذى أصبح ثمة، لن يلقى لبنان بنفسه إلى التهلكة، فالكل يعرف أنه فى قارب واحد"، معربا عن أمله ألا يكون لبنان جزء من لعبة فى المنطقة.
وفى الشأن السودانى، قال موسى إن الجامعة كان لها نشاط كبير فى السودان، حيث كانت أول منظمة إقليمية ودولية ترسل لجنة تقصى حقائق الى دارفور، وكان تقريريها هو الذى اعتمد عليه الأمم المتحدة، كما شاركت فى مفاوضات ابوجبا بشأن دارفور، وكانت شاهدا وموقعا على اتفاق نيفاشا للسلام فى جنوب السودان 2005، وشاركت فى جهود اعمار جنوب السودان.
وفى الشأن الصومالى ، قال موسى إن الصومال تمثل مشكلة كبرى، وتكاد تصبح لا حل لها، واردف "كلما تقدمنا فى جهة نعود إلى الوراء من جهة أخرى".
موسى يرفض انتقاد الجامعة العربية بأنها تركز فقط على الملف الفلسطينى
الإثنين، 27 ديسمبر 2010 04:13 م