تباينت آراء المثقفين من أعضاء المجلس الأعلى للثقافة، حول طلب وزير الثقافة فاروق حسنى من الدكتور عماد أبو غازى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، باستحداث لجنة دينية على أن يكون الهدف منها نشر فكر المواطنة وتقبل الآخر ونشر الثقافة الدينية الوسطية وذلك للتصدى للفكر السلفى، الذى انتشر فى مصر فى الآونة الأخيرة.
حيث أيد الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى رئيس لجنة الشعر بالمجلس فكرة وجود لجنة دينية بالمجلس، مشيرا إلى أنه من الواجب على هذه اللجنة أن تعمل على التصدى لأسباب الفتنة وترشيد الخطاب الدينى وإصلاحه.
وأضاف حجازى، أن الحديث عن الدين لا بد ألا يترك لمن يعتبرون أنفسهم أوصياء على الدين مؤكدا أنه على المثقفين أن يدخلوا هذا الميدان ليثبتوا للناس أخطائهم وتزمتهم.
ولم يعترض الروائى فؤاد قنديل على الفكرة قائلا: لا مانع من إنشاء هذه اللجنة بالمجلس، خاصة، وأن هناك دعوة منذ عدة أعوام من أعضاء المجلس، بإنشاء هذه اللجنة، لكنه أعرب فى الوقت نفسه عن اعتقاده بعدم جدوى هذه اللجنة، لأنها لا تمتلك أى سلطة لمقاومة القرارات التى يصدرها الأزهر أو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وغيرها من الكيانات التى يرى أنها تتصدى لحرية التفكير والإبداع، ومن ثم لن تستطيع التصدى للمد السلفى.
وتسأل قنديل كيف ستواجه هذه اللجنة الكم الهائل من القنوات الفضائية السلفية؟ خاصة وأن دورها سيقتصر على إقامة الندوات فقط من أجل أن يقال أن وزير الثقافة لم يبتعد عن الدخول فى الجانب الدينى.
بينما أبدى القاص والروائى سعيد الكفراوى عضو لجنة القصة بالمجلس عدم تأييده لفكرة إنشاء لجنة دينية، مشيرا إلى أن الدين علاقة بين العبد وربه ولا يجب تدخل الدين فى العمل الثقافى والإبداعى متسائلا كيف لوزارة الثقافة أن تقيم لجنة لتكون سيفا مسلطا على حرية الإبداع وتبدى رأيها فى فن الرواية والشعر والسينما والمسرح؟.
وأوضح الكفراوى، أن المجلس كثيرا ما يعقد ندوات تدعو للتنوير ويعرض لتجارب من سبقونا ممن مارسوا الثقافة الدينية بهدف التنوير وهم: عباس العقاد وطه حسين ومحمد حسين هيكل وعبد الرحمن الشرقاوى، وذلك تحت سؤال "كيف يشارك الدين بأفكاره وثقافته فى تطوير حياتنا المدنية والوصول لحياة مستنيرة"؟.
بينما يرى الدكتور فيصل يونس رئيس لجنة علم النفس بالمجلس الأعلى للثقافة، أنه على المؤسسات الحكومية أن تبعد عن الحديث فى الدين، خاصة وأنها تدعو لدولة مدنية داعيا المجلس إلى تحرى الدقة فى وضع أهداف هذه اللجنة وعدم الانجراف - بحسن نية - وراء معانى غير واضحة فى حالة إنشائها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة