أكد بدر الدين عبد الخالق، المستشار القانونى لمجموعة طلال أبو غزالة، أن قانون الاستثمار فى مصر أزال العديد من المعوقات أمام الشباب المقبلين على بدء مشروعاتهم الصغيرة، موضحا أنهم لا يحتاجون سوى 200 جنيه كحد أدنى لتسجيل عقد تأسيس الشركة التى تسمى "شركة أموال ذات مسئولية محدودة"، مضيفا أن مقر الشركة قد يكون "منزل معيشة" بشرط تقديم عقد إيجار لا يقل عن عام.
واعتبر بدر، خلال ورشة العمل التى نظمها فريق "عرب نت" بالجامعة الأمريكية فى مصر أمس الأربعاء، ضمن جولتهم حول 7 دول عربية، أن نقص تمويل المشاريع البحثية فى مصر انخفض أمام وعى بعض رجال الأعمال بأهمية الاستثمار فى الأفكار المبدعة، وقال: "المشكلة الرئيسية تنبع من أصحاب الأفكار أو المشروعات أنفسهم الذين لا يملكون جرأة بدء تأسيس مشروع صغير أو عمل دراسة جدوى اقتصادية محكمة لإقناع المستثمر بأهمية فكرته".
وقد شهدت الجلسة الثانية إجماع المستثمرين على أن "جدية الشاب وأخلاقه" الفيصل فى قبولهم تمويل مشروعه، فقد أوضح طارق أسعد، المدير الشريك فى ideavelopers، أن المستثمر مهما كان حجمه يحتاج إلى التأكد من طموح الشاب والتزامه وشغفه بالفكرة، وبذل أقصى جهده لتطويرها وتنميتها، وقال: "المبدع لا بد أن يكون مغامرا أكثر من صاحب رأس المال، ويكون قادرا على مواجهة الإعاقات الإدارية التى تعانيها مصر فى عدم وجود أى جهة لتنظيم التواصل بينه وبين رجال الأعمال".
وأكد وليد بكر، أحد المستثمرين، أن الشاب يجب أن يلجأ إلى أسرته وأصدقائه ومعارفه كخطوة أولى لبداية مشروعه الذى لا يجب أن يكون على نطاق كبير، وقال: "رأس المال لا يعرف العاطفة، فإذا وجد المستثمر الشاب أنه استنفد جميع السبل المتاحة أمامه، فذلك يزيد حماسه للشراكة، كما أن زيادة التمويل يرتبط بحجم الشركة".
وشبه أحمد الألفى، رئيس swari ventures، الشراكة بين رجل الأعمال والشباب بـ "علاقة زواج" يدعمها "الأخلاق"، قائلا: "المستثمر مش حصالة فلوس، لازم أتأكد أن شريكى أمين ومجتهد ومرن فى الأفكار، وقادر على التكيف مع تقلبات السوق، وإلا يفشل المشروع قبل بدايته"، وأضاف: "لو لم يكن الشاب متحمسا للفكرة أكثر منى ومستعد يسيب عمله ومياكلش ولا يشرب إلا حينما ينفذها".
كانت الورشة التى حضرها حوالى 500 شاب من جامعات مصر المختلفة قد استضافت عددا من أصحاب التجارب الناجحة فى إقامة مشروعاتهم الخاصة، مثل جمال سليم، مؤسس موقع مصراوى الذى أوضح أن إطلاق الموقع بدأ من غرفة أخيه بالشراكة مع صديقه إيهاب هيكل الذى كان يتولى النواحى التسويقية، بينما تولى هو الناحية التقنية، وقال: "لا يجب أن تكون بداية الشركة برأس مال ضخم، فبأقل تكلفة ممكنة تستطيع أن تستمر فترة أطول تتعرف فيها على احتياجات السوق وتتكيف معه، لدرجة أنك ممكن تحول فكرتك التى تعبت فيها لشكل مختلف".
من جانبه شدد زياد على، مؤسس موقع alzwad، على أهمية "الفشل" و"الهوس" فى بداية المشروعات التى وصفها بالناجحة. واستغرب كورتيلوس اودونيل، مدير عام شركة سارمادى، من بطالة الشباب، مؤكدا أن مصر تمتلك ثروة بشرية هائلة وعقولا إبداعية يجب أن تتجه إلى تقديم الأفكار التى تحل مشاكل المجتمع الصحية والتعليمية، وقال: "يتسع نطاق استخدامات التكنولوجيا فى مصر بشكل رهيب، وفى خلال 3 أعوام سيصبح الموبايل والإنترنت شيئا عاديا فى أيدى كل المصريين".
وأكد وائل الفخرانى، المدير الإقليمى لشركة جوجل بمصر وشمال إفريقيا، على تغير خريطة أولويات المجتمعات العربية مع دخول الإنترنت، معلناً عن ازدياد المحتوى العربى على "جوجل" بنسبة 6 آلاف %، الأمر الذى اعتبره فرصة لنهوض أصحاب الأفكار التكنولوجية لمجابهة التقدم الكبير الذى تسبقنا فيه الدول الصناعية، وقال: "أنا متأكد أن الشاب لو عنده فكرة كويسة يؤمن بها مش هينام ولا يروح سينما، وسيدخر كل قرش فى فلوسه لتنفيذها، وهذا الشاب هو من يبحث عنه المستثمر فى مصر".
عمر كريسيدس نائب مدير المجموعة الدولية المتحدة للأعمال منظمة المؤتمر
حضور كبير من شباب مختلف المحافظات
وليد بكر وطارق أسعد وأحمد الألفى أثناء حديثهم عن العلاقة بين المستثمر والشباب المبدع
كورتيلوس اودونيل ووائل الفخرانى وكريم خليفة يتحدثون عن مستقبل الشركات الكبيرة