هيه دنيا!
فبعد أن كان البرلمان المصرى يعرف ذات يوم بأنه مجلس الأمة ثم تحول إلى مجلس الشعب، أصبحنا على مشارف عصر جديد يمكن أن تكون المنافسة بين اسمين جديدين: الفولاذى أو الموازى!.
والبرلمان الفولاذى ليس كما قد يفهم البعض، أنه إشارة إلى حديد عز ولكن إشارة إلى طبيعة البرلمان الجيد الذى جاء بإرادة حديدية وبالطبع من جاء به سيتحكم فيه بإرادة فولاذية نتوقع معها أن تخشع الأصوات وتسكن الحركات وأن يدار عن بعد بالريموت أو عن قرب بالإشارات.
البرلمان الجديد ليس برلمانيا حقيقيا، لأن عدد الطعون على صحته وصلت 1500 طعن تقريبا، وهو رقم يشكل ثلاثة أضعاف عدد النواب تقريبا، وقد يقول قائل كبر حجمه أو صغر شأنه أن المجلس سيد قراره ولكن المسألة لا تحسب هكذا والقضية ليست عددية بل هى كمية ونوعية فى المقام الأول فما معنى أن يحكم القضاء ببطلان انتخابات ويأتى آخرون يقولون نعم! نحن نحترم القضاء ونعلم أن المجلس أو الانتخابات باطلة وسنعوض من حرموا المقاعد لكننا لن نعيد الانتخابات ولن نحضر إلى المجلس إلا من توافق معنا وبالبلدى:
"من حبنا حبيناه وصار متاعنا متاعه.. ومن كرهنا طردناه ولو كان الكرسى بتاعه".
إذن البرلمان الجديد محكوم عليه بالبطلان ومحكوم علينا نحن بأن يظل هذا البرلمان هو ممثلنا غصب عن عين أبونا.. هذه هى القبضة الحديدية أو الفولاذية التى كانت تحكم الشيوعية فى الزمان الغابر ولكنها تحكمنا فى الزمان الحاضر ببعض الديكورات الديمقراطية المزيفة.
ما علينا من البرلمان الفولاذى لأنه يمكن أن "يسيح" مع حرارة المعارضة وسخونة الأجواء فى ساحات القضاء كما توعد أعضاء البرلمان الموازى!.
البرلمان الموازى هو إفراز لمرحلة التزييف والفساد وقتل الروح المعنوية وفرض شعار "ما نريده سينجح ومن لا نريده لن يدخل البرلمان"، هذا كلام يدين مرحلة الحكم بأسرها ويجعل منها فترة غير مضيئة على الإطلاق وإلا لماذا يخرج أناس عن المألوف ويشكلون كيانات موازية؟
هل هم مجانين؟ أم لديهم رغبة فى الكراسى!
أبدا المسألة هى أن التجاوزات فاقت كل الحدود، والسلطة سدت كل سبل التغيير والإصلاح فلا هى أصلحت نفسها، ولا هى راغبة فى التعاون مع الآخرين، ولا هى تريد الرحيل فى صمت!
ماذا يفعل هؤلاء إذن!
تفكيك الدولة وتفتيت السلطة خيار ليس فى مصلحة أحد لا الناس ولا السياسيين ولا الوطن بطبيعة الحال ولكن قبل أن نسأل من يثور التوقف عن الصراخ أرجوكم ارفعوا الصخرة التى وضعتموها على قدميه أو فوق صدره لأنها سبب الصراخ.
آخر السطر
لما الزمن علينا مال
معاه ملنا
ولما زاد الألم
صبرنا وما تألمنا
لكن يا بن عمى
للصبر حدود
واللى بتعلموا فينا ما يحتمل
و احنا عشان العشرة
تحملنا
سكتنا سنين غصب عنا
اليوم جا وقت الكلام الصعب
اللى لازم تسمعوا منا!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة