ختام فعاليات مؤتمر الشباب وظاهرة العنف بمكتبة الإسكندرية

الجمعة، 17 ديسمبر 2010 09:58 ص
ختام فعاليات مؤتمر الشباب وظاهرة العنف بمكتبة الإسكندرية الأمير الحسن بن طلال
الإسكندرية ـ جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختتمت بمكتبة الإسكندرية أول أمس، الأربعاء، فعاليات مؤتمر "الشباب وظاهرة العنف"، والذى نظمته المكتبة، ومنتدى الفكر العربى، برعاية الأمير الحسن بن طلال، وبمشاركة أكثر من 10 دول عربية.

وأوضح الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، فى كلمته، أهمية قضية العنف لدى الشباب ونبّه إلى ضرورة معالجتها، مشيراً إلى أن الشباب يمرون بخمسة تحولات متزامنة قد تدفعهم إلى العزوف عن العمل العام وتدمير الذات والاتجاه إلى العنف.

وأضاف أن تلك المراحل تبدأ بالتحول من الطفولة إلى سن الرشد؛ حيث يتجه فيها الشباب إلى الاستقلالية، فى حين تتعلق المرحلة الثانية بالتحول من التعليم المدرسى إلى الجامعى، والتى يتعرض فيها الطفل إلى أنماط مختلفة وقيم جديدة يكتسبها تختلف عن تلك التى مارسها خلال طفولته.

ويعد تحول الطفل إلى مواطن ذو فكر سياسى هو ثالث تلك المراحل؛ حيث تتطور عقلية الطفل خلال فترة الجامعة ويسعى إلى تكوين آراء وميول سياسية، وهى المرحلة الأهم التى يتشكل فيها الفكر السياسى لدى الشباب، ليصبحوا فيما بعد مواطنين صالحين ناشطين، أو ليعزفوا عن الحياة السياسية، أو أن يختاروا أفكارا ووسائل ثورية ومتطرفة لتطوير المجتمع.

وشدد سراج الدين على أن المرحلة الرابعة لا تقل أهمية عن سابقتها؛ إذ يتخذ الشباب فى تلك المرحلة قراراتهم المصيرية دون الاعتماد على أحد، بينما يواجه الشباب فى آخر تلك المراحل التى يمرون بها الأوضاع المجتمعية السائدة والتى قد تؤدى إلى زيادة مشاعر الغضب الذى قد يولد عنفا، نظراً لمعدلات البطالة المرتفعة وتأخر سن الزواج وغيرها، وأشار إلى أن المجتمع يقع على عاتقه مسئولية تسهيل وتيسير تلك المراحل الخمس، والعمل على تذليل العقبات التى يواجهها الشباب.

من جانبه، أكد الدكتور همام غصيب أمين عام منتدى الفكر العربى، على ضرورة تفعيل التوصيات التى توصل إليها المشاركون فى المؤتمر من خلال آليات تنفيذ ولجان متابعة، ونوّه إلى أهمية تبنى الحوار لمعالجة قضية العنف لدى الشباب، مطالبا إياهم بالحديث مع المسئولين وتقويمهم بالحوار وليس باستخدام العنف.

وفى سياق متصل، عرض مقررو جلسات المؤتمر النقاش الذى دار فى كل محور من المحاور والتوصيات التى تم التوصل إليها، وفى المحور الأول الذى بحث العنف الأسرى، قال مروان معايطة من الأردن إن من أهم أسباب ذلك النوع من العنف هو عدم قيام الأسرة بواجباتها والقسوة فى معاملة الأبناء وعدم مراعاة غرس القيم الدينية. وأضاف أن المشاركين توصلوا إلى أن الحوار هو العلاج الأمثل للعنف، وأنه ينبغى توفير مراكز لمعالجة المعنفين والاهتمام بهم ومعالجتهم نفسيا، وترسيخ فرص للعمل اليدوى لمعالجة البطالة، وضرورة توفير بيئة قانونية لحماية الأقليات.

وجاء المحور الثانى بعنوان "المخدرات والمسكرات والتدخين والأمراض الجنسية"؛ حيث أشارت رومينة مصطفى من اليمن إلى أن العامل النفسى لدى الشباب يعد من أهم أسباب التدخين والإقبال على المخدرات، إضافة إلى العامل الاجتماعى المتمثل فى التنشئة الأسرية السيئة وغياب الوعى، والعامل الاقتصادى كالبطالة، والعوامل الدينية كالتشدد وضعف الوازع الدينى ولفتت إلى أن الزواج المبكر والتحرش وختان الإناث من العوامل المؤدية إلى الأمراض الجنسية.

وفى سبيل وضع حلول ومقترحات لتلك الظاهرة، شددت على أهمية تحسين الدور الأسري، وضرورة توفير طبيب نفسى فى المدارس، والاهتمام بالأنشطة الرياضية فى الأبنية التعليمية، وتوجيه الإعلام للعمل على الحد من المشاهد المحرضة على التدخين والإدمان بشتى صوره، إلى جانب نشر القيم الدينية المعتدلة وتوجيه المجتمع لثقافة لوم الجانى وليس المجنى عليه.

وأضافت تقية النجار من البحرين، خلال حديثها عن المحور الثالث بعنوان "الصحة النفسية وثقافة الخوف"، أن الخوف ظاهرة طبيعية، ولكن تظهر المشكلة عندما يزداد الخوف مما يدور فى المجتمع. وبينت أن من أسبابه لدى الشباب زيادة البطالة لدى المتعلمين والخوف من المستقبل والجريمة والعنف ضد المرأة. وألمحت إلى أنه ينبغى معالجة تلك الثقافة من خلال الحث على غرس الأمن الداخلى والنفسى لدى الشباب، وترسيخ الحكومات لمبادئ العدالة والمساواة، ودعم المشاركة التطوعية، والتمرد الإيجابى على الواقع، والتربية السليمة وتعليم قيم التسامح، وتطبيق ثقافة السلم والأمن التى يحض عليها الدين الإسلامى.

وأكد محمود سرحان من مصر فى حديثه عن المحور الرابع بعنوان "التمكين التكنولوجى وتوظيفه لمحاربه العنف، وأهمية التواصل والتشبيك والتوعية الإعلامية"، أن من أسباب العنف من الجانب التكنولوجي: الكبت الإعلامى، وتقليد المواقع الالكترونية الهدامة، وهو ما أدى إلى وجود ما يمكن تسميته بـ"المجتمع الرقمي"؛ حيث لجأ الشباب لخلق مجتمع افتراضى على الإنترنت هروباً مما يلقاه من عنف.

وأشار إلى أن معالجة تلك الظاهرة تكمن فى وضع إطار قانونى للملكية الفكرية، وتطوير وسائل التقييم، والانتقال من مرحلة الاستهلاك الإلكترونى إلى الإنتاج.

وتضمن المحور الخامس قضية "الشباب والمواطنة والهوية الثقافية"؛ حيث عرضت عبير دويلة من الكويت أهم ملامح محاربة تلك الظاهرة والتى تتمثل فى: السعى لتفعيل دور الشباب ومؤسسات المجتمع المدنى، وتدعيم الحس الوطنى، وإيجاد قنوات تواصل شرعية مع صناع القرار، وضرورة الاستفادة من الخبرات الشبابية من خلال الإعلام واللغة، وتفعيل النصوص الدستورية والقانونية فى ذلك الصدد، إلى جانب وضع منهاج عربى للشباب لكى يدركوا واقعهم العربى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة