صدر مؤخراً عن دار (أوراق) للنشر كتاب "طقوس السحر.. قراءة فى جذور الخرافة عند المصريين"، للزميل الصحفى محمد عبد الله، وهو محاوله لرصد طقوس السحر التى يمارسها الشعب المصرى، وكذلك معتقدات المصريين التى خرجت من رحم الأساطير والخرافات، وأصبحت جزءاً من التدين الشعبى، كما يحاول الكتاب أن يرصد أغرب المعتقدات المرتبطة بالجن والعفاريت وأصولها.
ويؤكد الكتاب أن أخطر ما فى الغزو الثقافى ضلوع اليهود والحركة الصهيونية العالمية فى نشر العديد من الخرافات فى المجتمع المصرى خصوصاً والعربى عموماً، ويقول نحن هنا لسنا متأثرين بفوبيا (الصهيونية) أو فكرة المؤامرة ولكن العديد من الدراسات والدلائل توضح السعى الجاد من جانب (الصهيونية) لنشر الخرافات فى المجتمعات العربية.
ويستشهد بأن الدكتور سيد عويس أثناء بحثه حول التمائم التى يعلقها الأطفال دفعًا للعين والحسد وجد (حجابًا) وبداخله ورقة داخل كيس القماش بها لفافة مرسوم عليها نجمة داوود ثلاث مرات، وعدد من المستطيلات المتداخلة مكتوب فيها آية الكرسى وأرقام كتبت بمنقوع الزعفران وبجوار الآية رسمت نجمة داوود أيضًا مرتين.
ويشير الكاتب إلى أن ارتباط (نجمة داود) بالسحر والخرافات ورد ذكره فى إحدى الموسوعات اليهودية تحت اسم (Magen David)، والتى تعنى درع داوود.. وهى تتحدث أيضًا عن (الخاتم السليمانى) الذى يستعمل فى السحر، ويتميز بأنه ذو خواص كثيرة ومنافع عظيمة.. وتؤكد الموسوعة أن (درع داوود) ظهر منذ العصر البرونزى كحلية أو زينة أو زخرف وربما كعلاقات سحرية.
ويذكر الكتاب أنه بسبب امتداد نفوذ الصهيونية وتصديرها للأفكار الخرافية، تم استبدال أسماء الله الحسنى أو بدايات سور القرآن التى كانت تستخدم فى بعض التمائم بحفر نجمة داوود على الخاتم السليمانى، كعلامة على سلطان سيدنا سليمان على الجان والعفريت.
وبحسب الكتاب توضح المصادر اليهودية أن الشكل السداسى الأضلاع ارتبط باسم سيدنا سليمان فى القرن السادس الميلادى، ووجد محفورًا على حجر مقبرة فى مدينة (تارينتو) فى جنوب إيطاليا، وفى خلال الفترة من 1300 ميلادية إلى 1700 ميلادية، وجد أن كل من درع داوود والخاتم السليمانى استعملا دون قيد فى كتب السحر.
ويرى الكتاب أن مما يعزز فكرة الغزو الخرافى الخارجى وجود نجمة داوود فى أغلب التمائم والأحجبة والتعاويذ السحرية التى يرى المصريون أن لها فعالية شديدة فى حياتهم، ويضيف أنه لتأكيد هذه الأفكار لجأ أصحابها إلى القرآن ليثبتوا وجهة نظرهم مستغلين ذكر سيرة نبى الله داوود ليؤكدوا أن نجمة داود لها فعالية شديدة فى النفع أو الضر.
ويسلط الكاتب الضوء على الحالة المصرية الفريدة التى استطاعت فيها المعتقدات السحرية الشعبية أن تصمد كل هذا التاريخ، وتظل على مصريتها رغم مرور آلاف السنين، ويوضح أن هذه المعتقدات ذابت مع طقوس الدين لتصبح جزءاً لا يتجزأ من العقيدة المصرية سواء كانت إسلامية أو مسيحية.
ويرى الكاتب أن عقيدة السحر سيطرت على المصريين القدماء مثل العقائد الدينية نفسها، فكانوا يستعينون به فى شئونهم الدينية والدنيوية معًا، كما كانوا يستخدمونه فى مختلف أحوال حياتهم، حيث مارس المصريون جميع أنواع السحر بمختلف صوره ابتداءً من التعاويذ والطلاسم وكتابة الأحجبة ومزاولة الطقوس السحرية والروحانية والرقى وسحر التمائم، كما مارسوا تحضير الأرواح بجانب ما اشتهروا به من الربط بين الفلك والسحر والتنجيم وقراءة الطالع والبروج السماوية وألواح المصير وقراءة الكف وكشف الغيب عن طريق وعاء حورس المقدس، وهو وعاء كان يملأ بالماء ويُغطى بطبقة من الزيت يتلو عليه الساحر تعاويذه الخاصة، فيظهر الإله حورس على شكل ضوء على سطح الزيت ويعكس على سطحه صور ما يسأل عنه من خبايا وأسرار، وهو ما يطلق عليه اليوم اسم "المندل".
ويوضح الكتاب أن الحضارة المصرية ساحرة لها من القوة والنفوذ ما يجعلها تسيطر على عاداتنا وتقاليدنا كل هذه السنوات الطويلة إلا أن المصريين مازالوا يؤمنون بالحسد وتعليق الأطباق فى المنازل، ولبس الخرز الأزرق اتقاء من الشر، كما أنهم مازالوا يعتقدون فى أيام سعيدة وأيام نحس ونعلق البصل ونأكل الفسيخ فى شم النسيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة