د.عزازى على عزازى

كنيسة خاتم المرسلين

السبت، 27 نوفمبر 2010 07:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
(خاتم المرسلين) هو اسم الشارع الرئيسى، الذى يتوسط حى العمرانية بالجيزة، وتقع فيه كنيسة (العذراء)، التى أطلق الناس عليها (كنيسة خاتم المرسلين)!، ورغم ما تعكسه التسمية من مفارقة لفظية وعقائدية، إلا أنها تؤكد الرؤية المصرية الشعبية الوطنية، وكذلك الدينية، كتعبير خاص عن التماسك المذهل للنسيج المصرى، لذلك لم نندهش حينما انضم المسلمون للمسيحيين بعد أحداث العمرانية الأخيرة، وهتفوا معاً للوحدة الوطنية، دون أن تتدخل الدولة أو النخبة ودون كاميرات سابقة التجهيز، وهو ما رأيته بعينى وسمعته بأذنى، الشىء نفسه حدث فى نجع حمادى، فى أعقاب المذبحة الأخيرة حينما رأيت بنفسى توافد المسلمين للعزاء فى الضحايا المسيحيين، رغم حالة التوتر الطائفى الحادة بعد الكارثة، والنتيجة فى كل الحالات هى المزيد من التماسك، والتنافس فى تعميق الروابط والتعبير عن وحدة الجسد.. يحدث ذلك يومياً دون ضجيج أو نفاق استهلاكى وإعلامى سخيف، فالأمر يتعلق بطبيعة الشخصية المصرية، التى تستعصى على التفكك والانقسام، هذه العبقرية الخاصة، هى التى أبطلت كل الخطط والمؤامرات والاختراقات منذ عصر الانفتاح والسلام مع الصهاينة، حتى عصر تقارير لجنة الشئون الدينية بالخارجية الأمريكية، وضغوط أقباط المهجر، هذا بالإضافة للغياب شبه الكامل للدولة المصرية، واعتماد حكومات الفساد على المعالجات الأمنية للقضايا كبديل عن حلول ثقافية حضارية أو سياسية اجتماعية، فكل العوامل التى تخلق القابلية للحرائق الطائفية تمت صناعتها وصياغتها بإحكام، وبتكلفة مالية باهظة من قبل أجهزة ودول، ومرتزقة فى الداخل والخارج، ومع ذلك مازال الشعب يمارس طقوس تماسكه فى كل شارع وحارة، ضاعت الملايين والمليارات والجهود البحثية والمخابراتية، وتحطمت كل المخططات على صخرة القلب المصرى الواحد، ويكاد هؤلاء الكارهون يخبطون رؤوسهم فى الصخر على ضياع ما أنفقوه، ففى دول أخرى بذلوا مجهوداً أقل ودفعوا أموالاً أقل، ومع ذلك حدث الانهيار والتفتت، وصار التقسيم أمراً واقعاً، ويظل المصريون فى رباط إلى يوم الدين، سيتحدث البعض -بالتأكيد- عن مشكلات تمييز وطائفية، وعن تطرف فى الاتجاهين، ومظالم حقيقية يتعرض لها أشقاء الوطن، وكل ذلك حقيقى، لكن الحقيقة الأكبر، هى جدارة هذا الشعب بالحياة، سواء بجوار كنيسة خاتم المرسلين أو قريباً من مسجد بولس حنا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة