◄◄ نؤيد إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة فى مصر
◄◄ الفرصة المتاحة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تضيق كل يوم.. امتلاك إيران التكنولوجيا النووية سيشعل سباقاً بين بعض الدول الأخرى فى المنطقة
«الانتخابات المصرية المقبلة، والسيناريوهات الخاصة بالتوريث. والآلية التى ستدار بها للتأكد من نزاهتها، وموقف الحكومة البريطانية منها فى الوقت الذى تتعالى فيه الدعوات الخارجية والداخلية بتعميم الديمقراطية».. كلها نقاط طرحت فى أسئلة قراء «اليوم السابع» لـ«وليام هيح» وزير خارجية بريطانيا اختارها هيج من بين الصحف المصرية جميعا، مؤكداً أن بلاده تأمل أن ترى مصر آمنة وديمقراطية ومستقرة، مشددا على أنه يقع على عاتق ومسؤولية الشعب المصرى أن يختار مستقبله وأن يبنى نظاما قابلا للاستمرارية وديمقراطيا، «ونرى أنه فى كل الدول تكون العملية الانتخابية الحرة مفتاحا لخلق أمة ومجتمع قوانين».
وأكد هيج أن حكومة بلاده تؤيد إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة فى مصر، معرباً عن تشجيعها للحكومة المصرية على ضمان تماشى العملية مع المعايير الدولية والتزامات مصر الدولية، بما يشمل تلك المبينة فى اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبى ومصر، وقال هيج: «سوف نستمر فى دعوة الحكومة المصرية للسماح للمراقبين المحليين والدوليين بمتابعة الانتخابات وتكملة عمل المجموعات المحلية»، مستشهداً بموقف بريطانيا من عملية المراقبة بما حدث فى الانتخابات البريطانية التى عقدت فى مايو الماضى حيث استعانت بريطانيا بمراقبين دوليين لمتابعة الانتخابات.
كما اغتنم القراء الفرصة للتعرف على آراء السياسة الخارجية البريطانية فيما يتعلق بالوضع فى السودان خاصة فى الفترة التى تسبق إجراء الاستفتاء المقرر فى يناير 2011 حول الانفصال المحتمل لجنوب السودان، وما يمكن أن ينتج عن هذا القرار، حيث وصف هيج الوقت الحالى بالنسبة للسودان بـ«الحرج»، مؤكداً أن بريطانيا تبذل جهوداً نشطة بشأن هذا الأمر، وقال: «نبذل كل ما فى وسعنا لضمان تحقيق نتائج حرة وعادلة وسلمية من الاستفتاء، بالعمل مع الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة والولايات المتحدة والشركاء الإقليميين بما فيهم مصر»، وأوضح هيج أنه سيترأس جلسة خاصة حول السودان فى الأمم المتحدة يوم 16 نوفمبر، حيث ستكون المملكة المتحدة رئيساً لمجلس الأمن حينئذ، مشيراً إلى أن بلاده تعهدت بمبلغ 250 مليون جنيه إسترلينى لبعثات حفظ السلام والتنمية فى السودان، كما أكد فى الوقت نفسه أن بريطانيا ستستمر فى دعم عمل المحكمة الجنائية الدولية كجهاز قضائى مستقل حيث لا ترى مبررا لإيقافه.
وفيما يتعلق بعملية السلام والوضع الحالى فى المنطقة قال هيج إن تحقيق سلام دائم فى الشرق الأوسط هدف شديد الأهمية لبريطانيا، وحذر من أنه مع مرور كل يوم تضيق الفرصة المتاحة للسلام، مؤكدا أن بلاده تحاول بذل ما فى وسعها لدعم الجهود التى تبذل للوصول إلى دولة إسرائيلية آمنة تعيش بجانب دولة فلسطينية ذات سيادة، وقادرة على الحياة والنمو، ومتصلة الأراضى، وقائمة على أساس حدود عام 1967 مع وجود القدس كعاصمة مشتركة.
ورداً على سؤال حول الانتهاكات التى كشف موقع ويكيليكس عن حدوثها من جانب القوات البريطانية أثناء حرب العراق، قال هيج إن المملكة المتحدة ملتزمة بالتمسك بأعلى المعايير الأخلاقية وضمان الشفافية والمساءلة، وأضاف: «لقد أجرينا بالفعل تحقيقا مستقلا حول حرب العراق وسوف يصدر تقرير فى وقت مبكر من عام 2011 كما كون وزير الدفاع مؤخراً وحدة للتحقيق فى سلوك القوات البريطانية».
وفيما يتعلق بالملف النووى الإيرانى والمقارنات التى تتم بينه وبين الأسلحة النووية التى تمتلكها إسرائيل بالمنطقة دون وجود أى مواجهات معها، على عكس ما تواجهه إيران فى المجتمع الدولى، قال هيج: «لقد أوضحنا دائما أنه ليس لدينا مانع من سعى إيران لإقامة برنامج نووى مدنى، إن هذا حقها، ولكن ما يقلقنا بعمق هو محاولات إيران للحصول على السلاح النووى، فهذا الطموح يتجاهل ستة قرارات من مجلس الأمن، ويسبب قلقاً كبيراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية نفسها، ويشكل تهديداً للمنطقة بأسرها، بما فى ذلك مصر». وأضاف هيج أنه إذا امتلكت إيران التكنولوجيا النووية العسكرية، فسوف تشعل سباقاً بين بعض الدول الأخرى فى المنطقة، وقد يؤدى هذا إلى انحلال نظام منع انتشار الأسلحة النووية فى أكثر منطقة حساسة فى العالم.
وأشار إلى أنه لذلك كانت المملكة المتحدة تتصدر الجهود التى تبذل لتكثيف الضغط على إيران للعودة إلى المحادثات وقال: «لكننا ملتزمون بأسلوب المسارين المتلازمين وهما الضغط والمناقشة»، من المهم الآن أن تتجاوب طهران مباشرة وتوافق على العودة للمحادثات المتعلقة ببرنامجها النووى بأكمله، «ومازلنا نؤمن بأن أفضل طريق للسير قدما هو من خلال التفاوض متعدد الأطراف».
العديد من الأسئلة التى تلقاها هيج من قراء «اليوم السابع» أظهرت اهتماما بأوضاع المسلمين البريطانيين والجاليات الإسلامية التى تعيش بالمملكة المتحدة، الأمر الذى دعا هيج إلى التأكيد على أمر هام وهو أن تعرض المسلمين فى المملكة المتحدة للتمييز «أمر غير وارد على الإطلاق»، معرباً عن شعور بلاده بالفخر لكونها متعددة الثقافات وترحب بقدرة الناس من جميع الأديان على ممارسة دينهم بحرية.
كما أشار هيج إلى أن الإسلام يعد الدين الأسرع نمواً فى المملكة المتحدة، حيث هناك حوالى 3 % من تعداد البريطانيين مسلمون، وفى لندن يقترب الرقم من 8 %، كما يوجد أكثر من 1000 مسجد فى بريطانيا وأكثر من 100 مدرسة إسلامية بعضها ممولة من الدولة، وفى كل عام يذهب حوالى 25000 مسلم بريطانى إلى الحج ويوجد لدى وزارة الخارجية البريطانية فريق خاص يتوجه إلى مكة لتوفير المساعدة الطبية والقنصلية لهولاء الحجاج.