د.حمزة زوبع

كذاب يا "بوش"

الأربعاء، 17 نوفمبر 2010 02:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زودها جدا الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش بنشره الفضائح المتعلقة بدور إخواننا الحكام العرب فى غزو العراق. صحيح أن بعض هذه الفضائح نشرها بوب وودورد فى كتابيه "خطة الهجوم" و"بوش فى حرب"، إلا أنها حين تأتى من الرئيس نفسه فمعنى ذلك أن الرجل لم يبق على أحد وأراد أن يفجر الطائرة بمن فيها ويكشف للشعوب العربية أن زعماءهم المعارضين جهرا ما هم إلا مؤيدون وبشدة سرا.

بوش وكما يرى البعض يواصل أكاذيبه، والحقيقة أن بوش ليس كذابا وليس بوسعه أن يكون كذلك لأن خلفه ألف واحد ممكن يراجعونه ويعارضونه ويقدمونه للمحاكمة بتهمة الكذب، أما قادتنا فهم عادة ما يلوذون بالصمت ويستترون خلف تصريحات باهتة للمتحدثين الرسميين، ينفون فيها كل ما قيل جملة وتفصيلا وكأن شيئا لم يكن.

ويمكننى تخيل المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أو القصر الملكى فى بلد من البلدان التى جاء بوش على ذكرها وهو يصرح "بالطبع الرئيس بوش من حقه أن يعبر عن رأيه فكما تعلمون نحن نشجع الرأى والرأى الآخر، ولكن ما يتعلق ببلدنا فهو بطبيعة الحال بعيد كل البعد عن الحقيقة، وستثبت الأيام أن موقف القيادة كان سليما وقوميا ومستقبليا أيضا ولا تنسوا أن صدام هو الذى أهان شعبه ودخل فى حروب لا طائل من ورائها"..

وفى حال سمح للمراسلين بأن يسألوه عن الحقيقة إذا كان ما ذكره بوش مجافيا للحقيقة ربما يقول صاحبنا "الحقيقة أن القيادة تدرك وتعى دورها ومسئوليتها التاريخية فى حفظ أمن الوطن والمواطن ونحن مطمئنون لكل ما تقوم به القيادة من أقوال وأفعال لصالح الوطن والمواطنين، ونعتقد أن المواطن فى بلدنا يشعر بذلك وهو سعيد بالقيادة ومطمئن لصحة قراراتها".

طبعا السيد المتحدث لم ولن يكذب ما جاء على لسان بوش لأنه يعلم أن ما قاله الرئيس أو الملك للرئيس بوش هو بالضبط ما ذكره الرئيس بوش فى مذكراته لا أكثر ولا أقل.

عيب القيادات العربية أنها أصبحت بلا ظهر يحميها سوى مجموعة صحف وثلة من رؤساء التحرير ومذيعى البرامج الحوارية التى تخصص جل وقتها للدفاع عن قرارات خاطئة، بل وكارثية أحيانا دون أن يظهر الزعماء أو القادة، فالبركة فى الإعلام ورجاله الأوفياء.

الجميع يعلم أن بوش كان يفرض كلمته على الجميع عبر رسله ومندوبيه الذين وكما جاء فى كتاب "خطة الهجوم" لبوب وورورد (كانوا يذهبون لمقابلة الرؤساء والملوك العرب ويقدمون إليهم قائمة بالمطالب التى يجب أن تنفذ)، وبالطبع كل طلبات بوش ورجاله كانت أوامر، وأتحدى أن يخرج زعيم عربى واحد ممن جاء ذكرهم فى كتب بوب وودورد أو كتاب بوش الأخير ليكذب بوش ولو فى جملة واحدة مما جاء وخصصوا ما ذكر عن الأمير بندر بن سلطان الذى نشر له بوب وودوورد صورة وهو يجلس فى مكتب بوش، وبوش يقف خلف مقعد الأمير والأخير يلح عليه بالسؤال "نريد أن نتخلص من صدام ولكننا لا نعرف إذا كنتم جادين فى ذلك أم لا، نريد أن نساعدكم سيدى الرئيس، متى هو الموعد".

لا جديد تحت الشمس سوى أننا أدمنا نفى حكامنا وشجعناهم على المزيد من التورط لصالح أجندات غربية، كما أنهم أدمنوا فن الصمت وترك مهمة الرد لمن يجيد أداء هذا الدور.. وبمهارة.


آخر السطر

يبدو أن هناك من يريد أن يصنف كل من يتناول الحزب الوطنى بكلمة أو نقد بأنه معاد للسامية .... يا مرحبا بالحرية!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة