أكرم القصاص - علا الشافعي

عمرو جاد

حج غير مبرور

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010 01:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس عدلا أن يفسد المرء شهية الناس فى يوم مبارك مثل هذا بكل ما يتعب المعدة و يثير القرف من تصريحات سياسية و ألاعيب انتخابية وخدع حكومية، لكن القدر أقوى منا جميعا فهو الذى أراد لعيد الأضحى هذا العام أن يتزامن مع ذروة موسم الانتخابات، فلا تتعجب إذا شعرت أن الروحانية التى تنتابك كل عام فى مثل هذا الوقت لم تعد موجودة، عذرا يا صديقى فالهواء من حولك ملىء بالكذب والأرض من تحتك تموج بالخداع ..نعم ضاعت بهجة العيد ولم يعد كالسابق ..لكن من المسئول عن هذا ؟لا أحد يعرف.

أعتقد أنك الآن مع ضياع بهجة العيد عليك أن تطمئن تماما على مستقبل أبنائك، ولكى تستريح من البحث عمن أفسدوا هذا العيد، وأضاعوا ذلك المستقبل سأخبرك عنهم أنهم الآن فى مكان واحد بين يدى الواحد القهار، جميعهم الآن عائدون من مزدلفة بعد أن قضوا يوم أمس بجبل عرفات، وجميعهم يرجون رحمة ربى، كأنى أراهم وهم يتضرعون إليه طلبا للغفران، وأنا قلبى يأكله التساؤل: هل ستقبل يا ربى دعوات هؤلاء؟ ذلك الحاكم الظالم الذى قتل المئات من شعبه مقابل عام آخر من الحكم أم ذلك المسئول الكبير الذى كذب آلاف المرات من أجل منصبه ومستعد للعودة بعد الحج لمواصلة الكذب، وأنت أعلم منى بذلك، وهذا الضابط الذى يمارس جبروته على الغلابة والمقهورين من أبناء هذا الشعب، وذلك التافه الذى لا عمل له سوى إفساد الأذواق والعقول، وهذا المرشح الذى يحلف بأغلظ الإيمان أنه رشح نفسه لخدمة أهالى الدائرة ، وهو يعلم أنه كاذب من رأسه حتى قدميه أم هؤلاء المتشددون المتنطعون الذين أفسدوا علينا وديننا وخلطوا حلاله بحرامه أم أنه ذلك الموظف الذى سافر للحج بعد أن قضى أعواما يجمع أموالا من الرشوة أو حتى أن حجته هذه جاءت على سبيل الرشوة.

أعلم يا رب أنك غفور رحيم وأن رحمتك وسعت كل شىء، لكن ما أخشاه ويؤلمنى هو أن تغلبهم الطبيعة البشرية بالغفلة والتجبر، ويعود كل منهم كيوم ولدته أمه ليمارسوا علينا ظلمهم حتى يجعلونا فقراء كما ولدتنا أمهاتنا، أخشى ألا تصفى نفوسهم وتذهب عنهم هزة الإيمان وتنتهى من قلوبهم شحنة الخوف منك، ويعودون إلى ماضيهم كاذبين منافقين، ونظل نحن كما كنا مخدوعين ومغلوبين ومطحونين وراضين بالظلم.. نعم نجن لا نستطيع أن نقسم رحمتك يارب كما نعلم أنك قادر على كل شىء وندعوك أن تغفر لهم جميعا، وندعوك أيضا أن تهديهم وترحمنا مما نحن فيه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة