عشرة شياطين يراقبون بعضهم البعض بدلا من ملاك يمتلك السلطة المطلقة، هذه هى كلماته التى قالها فى الإضراب الشهير الذى أقامه مع عدد من المفكرين، لتعبر تلك الكلمات عن أفكار ومطالب طالما نادى بها أنه لياو تشياوبو، الذى أعلنت اللجنة الدولية لنوبل فوزه بجائزة للسلام.
بالرغم من أنه يقبع داخل السجن الآن وربما لا يعلم أنه فاز بهذه الجائزة إلا أن هذا الخبر يبدو مفاجئا للبعض، خاصة بعد إعلان فوزه وهو رجل سجين ومنشق عن حكومته ويعد شيابور ثانى صينى يحصل عليها بعد الدلاى لاما الحائز عليها 1989.
ولد لياو تشياوبو الأستاذ فى الأدب فى مدينة تشانشتغون الصينية فى ديسمبر1955، وحكم عليه بالسجن لمدة 11 عام 2009 بتهمة التحريض ضد سلطة الدولة بسبب نشاطاته المتعددة فى مجال حقوق الإنسان والإصلاح السياسى.
عمل لياو تشياوبو مدرسا فى كولومبيا بنيويورك حيث شارك وقتها فى إضراب عن الطعام بساحة بكين، وتم القبض عليه بعدها من قبل السلطات و قضى عام فى السجن وطرد من التدريس بالجامعة، كل هذا لم يجعله يتوقف عن كتاباته وأفكاره، ولكنه التحق بتجمع مستقل للكتاب، وعلى الرغم من منع نشر كتبه فى الصين إلا أنه قام بتوزيعها فى هونج كونج خاصة كتابه "الجنية النبيلة".
كان لياو تشياوبو ذو نشاط حقوقى قوى وهو أحد مؤلفى ما يعرف بميثاق 2008، الذى يدعو إلى احترام الحقوق الإنسانية والسياسية فى الصين، إلى جانب الدور الذى لعبه عام 1989 عندما كان أحد مستشارى الحركة الطلابية، التى نفذت اعتراضات ساحة تيانانمين الشهيرة.
شارك فى الإضراب عن الطعام الذى أعلنه الطلاب وقتها مبديين احتجاجهم على الفساد والفقر، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.
كان فوزه بجائزة نوبل متوقعا منذ فترة حيث إن العديد من المؤشرات أكدت وقوع الاختيار عليه، خاصة مع قيام 120 ناشط بحملة إلكترونية تدعو إلى فوزه بالجائزة.
ومن بين مائتين وسبعة وثلاثين مرشح نجح شيابور فى الفوز بها بالرغم من اعتراض الصين، التى وصفت منحه الجائزة بالانتهاك لمبادئ نوبل، بل أنها حجبت بث شبكة "سى إن إن" الإخبارية، ولم يكن هذا هو الموقف الأول للحكومة الصينية لرفض منح نوبل لمعارضيها حيث إنها استشاطت غضبا قبل ذلك عند منح الجائزة للدلاى لاما عام 1989.
ولم تستطع زوجته التى لم ينجب منها أبناء أن تتمالك مشاعرها عندما سمعت بالخبر حيث غمرتها سعادة شديدة كما عبرت عن هذا صراحة بعدد من وسائل الإعلام.
كانت كتابات لياو تشياوبو تدعو للسلام حتى أن البعض وصفها بأكبر رمز للصراع، بل اعتبرها كثيرون دعوة لديمقراطية تعددية تهدد هيمنة الحزب الشيوعى بالصين، وبمجرد إعلان فوزه بالجائزة ناشدت عدد من الدول الأوروبية الحكومة الصينية للإفراج عنه.
"تشياوبو" رجل السلام قضى عمره بالسجن دفاعًا عن آرائه
السبت، 09 أكتوبر 2010 01:18 م
الناضل الصينى السجين ليو شيابور الفائز بنوبل للسلام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة