نشاطركم الأحزان..

الحديث عن الطماطم والجيران وذكريات الجامعة فى عزاء السيدات

الخميس، 07 أكتوبر 2010 07:50 ص
الحديث عن الطماطم والجيران وذكريات الجامعة فى عزاء السيدات للسيدات فقط
كتبت انتصار سليمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
" تخيلى الطماطم وصلت 9 جنيهات... ياههه ماشفتيكش من يوم فرحك، أنت خلفتى ولا لسه!! ... لازم تروحى للدكتور اللى فى مصر الجديدة شاطر وهترتاحى معاه.. البكا ما بيرجعش اللى فات، لازم تاكلى هو اللى يموت له حد يموت عليه "..

أحاديث كثيرة تدور فى عزاء السيدات، كل ما تتخيله إلا الحديث عن المتوفى أو العظة من الموت.

حول ثقافة عزاء السيدات سالنا عدد منهن ، تقول سارة محمود 24 سنة العزاء واجب اجتماعى، رغم ثقله إلا أننى من الصعب عدم تقديم العزاء لأصدقائى أو أقاربى فى حالة – لو لا لقدر الله – توفى لهم أحد، أما أحاديث النساء فى العزاء فترجع إلى طبيعتهن، ومستواهن الاجتماعى والتعليمى.

وتضيف سارة من فترة علمت من إحدى صديقاتى بوفاة والد زميلة لنا فى الكلية، واتفقت معها على الذهاب وتقديم واجب العزاء لها، وبالفعل ذهبنا ووجدنا أغلب زملائنا فى الكلية بعد أن تفرقت بنا الحياة ، ودار بنا الحديث عن ذكريات الكلية وخرجنا من العزاء لنقضى اليوم مع بعض، وكانت مناسبة حلوة اتجمعنا فيها بعد سنوات.

أما سميرة عبد الجليل مدرسة، فتقول عندما ذهبت لتقديم واجب العزاء لزميلتنا فى المدرسة، كان الحديث عن الكادر وبداية العام الدراسى وأخبار الوزارة وتبادلنا أخبار المدرسين والمدارس، كان هذا هو محور كلامنا فى العزاء ثم انتقلنا للحديث عن مكأفاة الامتحانات وأسعار الذهب والطماطم.

"الميت لأصحابه" هكذا تقول شيرين عبده، موظفة، بمعنى أن أهل المتوفى هم فقط من يحزنون عليه، أما العزاء فهو واجب اجتماعى يحرص عليه الناس من باب التقاليد والعادات وليس من باب الحزن على المتوفى.

وتتذكر شيرين، وفاة أبيها عندما تجمع نساء العمارة والأقارب للعزاء، وكل منهن قالت البقاء لله.. شدى حيلك وتطرقن فى الحديث عن كل شىء إلا الحديث عن أبى، حتى من بكى لم يكن بكاؤه على أبى وإنما على قريبه المتوفى، فبعض النساء – خاصة المسنات – تفضل الذهاب إلى سرادق العزاء والبكاء بحرقة على من مات عندهم .

وتتذكر إيمان أحمد (27 عاما) عندما صرخت فى بعض الجيران، الذين جاءوا للعزاء فى أمها، عندما تناقلن أخبار العمارة والشارع كله، ثم انتقلن للحديث عن فرح إحدى الجيران والبذخ فى البوفيه وتكاليف الفرح، وقتها لم أتمالك نفسى فصرخت فيهم وحاولت طردهم من بيتى حتى اعتقدن أننى أصبت بصدمة عصبية بسبب وفاة أمى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة