ذكرى سليمان خاطر المجند الذى قتل 7 إسرائيليين

الأربعاء، 06 أكتوبر 2010 12:47 م
ذكرى سليمان خاطر المجند الذى قتل 7 إسرائيليين الشهيد المصرى سليمان خاطر
كتبت آية نبيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه فهو قضاء الله وقدره، لكنى أخشى أن يؤثر الحكم على زملائى ويصيبهم بالخوف ويقتل فيهم وطنيتهم"..هذه آخر الكلمات التى وجهها سليمان خاطر المجند المصرى أثناء محاكمته فى 28 ديسمبر 1985، بعد 84 يوما من الحادث الذى جعل سليمان محمد عبد الحميد خاطر - الشاب الشرقاوى – ذو الـ 24 عاما محط أنظار المصريين ووسائل الإعلام. لم يعش كثيرا ليسمع الأصوات الممجدة له ولم ينتظر ليشهد حلم حياته برحيل العدو عن تراب وطنه، فمع صباح يوم 7 يناير 1986 فارقت روح سليمان بلده وتحررت من سجنه ذاهبا إلى ربه، فاتحا مسارا جديدا للخلاف بين وصفه بشهيد ومريض نفسى انتحر.

والمفارقة أن يصبح اليوم ذكرى المصرى الذى قتل 7 إسرائيليين كانوا يريدون تجاوز الحدود المصرية، سابقا لذكرى نصر أكتوبر الذى لم تستطع مفاوضاتها أن تسترد حقوق المصريين الذى راحوا شهداء لرصاص العدو الغاشم، ولم يتذكروا 49 مصريا مدنيا مثل الإسرائيليون بجثثهم فى المحاجر، أو 250 أسيرا مصريا فى حرب 67 قامت القوات الإسرائيلية بدفنهم أحياء وأموات و150 آخرين دهستهم الدبابات بلا رحمة.

بدأت الأحداث مع مناوبة سليمان الليلية فى رأس برجة بجنوب سيناء، حيث كان يقضى خدمته العسكرية، وفى الظلام شاهد المجند 7 من الإسرائيليين الذين يقتربون من الحدود، صاعدين الهضبة التى تعد موقعا عسكريا تضم أسلحة الجيش المصرى، كان الإسرائيليون يرتدون ملابس سياح، وبصوت مسموع نادى "ممنوع المرور" لم يستجيبوا " no passing" استمروا فى الصعود، أطلق رصاصاته فى الهواء لم يهتموا.

لم يتجاوز المشهد دقائق، لم يتحدث سليمان عن هذا اليوم بعد تسليم نفسه سوى ما قاله فى المحاكمة، إنه خاف أن يتكرر حادث أخير اخترقت فيه امرأة إسرائيلية الحدود وحصلت على ترددات إشارة لأجهزة خاصة، خاف سليمان من أن يتخطى أحد حدود وطنه، وكان أبرز ما قاله للمحقق " أمال انتم قلتم ممنوع ليه ..قولولنا نسيبهم وإحنا نسيبهم".

سليمان الذى شاهد بعينيه أطفالا تقصفهم الطائرات الإسرائيلية فى أبشع جرائمها بمدرسة بحر البقر ولم يكن تجاوز 9 سنوات، رآهم وعاد مفزوعا ، وكان وصف التقرير النفسى الذى صدر بعد الحادث لسليمان بأنه " مختل نفسيا " وأن " الظلام يحول مخاوفه إلى أشكال أسطورية خرافية مرعبة تجعله يقفز من الفراش فى فزع".

أكد عزازى محمد عزازى الكاتب المصرى فى الفيديو الذى سجلته معه قناة الجزيرة أن سليمان الذى ربطته به علاقة صداقة لم يكن من المناهضين لاتفاقية كامب ديفيد، بل كان يحلم ألا تقدم مصر أى تنازلات، مؤكدا أن قربه من الحدود الإسرائيلية جعله يرى ما لم يدركه من قبل.

فى جميع الأحوال كان الحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة " ظلما" كما يراه أهل سليمان الذين انتظروا الإفراج فلم يأت.

انتحر سليمان على حد قول الطب الشرعى والصحف القومية التى اختلفت فى هذا الوقت على أداة انتحاره، ما بين ملاءة السرير وقطعة قماش تستخدمها الصاعقة، وفجر رفض الحكومة لإعادة تشريح جثته بناء على طلب أسرته المظاهرات فى الجامعات المصرية، ليصفوا سليمان حتى الآن بالشهيد المصرى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة