شهد اليوم الأربعاء، فى ذكرى نصر أكتوبر المجيد، تنفيذ قرار العفو الرئاسى على نزلاء السجون، ممن ينطبق عليهم شروط العفو، وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد السادس من أكتوبر، حيث قام اللواء عمر الفرماوى، مدير الإدارة العامة للسجون بالمنطقة المركزية واللواء محمد الشرقاوى مدير مباحث القطاع، بتنفيذ قرار اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية، بالعفو وتهنئة أسر المسجونين، والاطمئنان على خروج جميع النزلاء الذين شملهم القرار الرئاسى بالعفو والإفراج.
جاء ذلك وفقاً لتوجيهات الرئيس حسنى مبارك رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالإفراج عن عدد 402 من نزلاء السجون، وذلك بعد انطباق شروط قرار العفو الرئاسى عليهم، وذلك فى ضوء مواكبة الفكر الحديث للتنفيذ العقابى، من خلال منظور شامل وبُعد واعٍ يتخذ من التأهيل والرعاية سبيلا، والإصلاح والتقويم هدفا.
وبمناسبة الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد، لهذا العام، قام قطاع السجون بتشكيل اللجان على مستوى جميع السجون لفحص ملفات النزلاء، وتحديد مستحق الإفراج بالعفو عن باقى مدة العقوبة، مما ينطبق عليه شروط العفو من قضاء نصف المدة، وحسن السير والسلوك، وسداد الالتزامات المالية المحكوم بها عليه، طبقا للأحكام التى صدرت بشأن العفو عن باقى مدة العقوبة المحكوم بها عليه.
وأسفرت أعمال اللجان المحلية عن العرض لعدد 470 نزيلا تم فحصهم باللجنة الفنية والقانونية المركزية بالقطاع، وقد انتهت أعمال اللجان إلى انطباق القرار على عدد 402 نزيل، ممن يستحقون الإفراج عنهم بحلول هذه المناسبة، التى روعى فيها المقتضيات الأمنية، وسوف يتم الإفراج عن 152 حالة، من بوابات سجون طره، التى أشرف على تنفيذها العميد حاتم أبو زيد، مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام، بينما تم الإفراج عن 250 حالة من خلال مديريات الأمن.
ومن الفحص تبين توقف الإفراج عن عدد 25 حالة لمسجون ومسجونة ممن ينطبق عليهم جميع الشروط السابقة للعفو بنصف المدة، لعدم سدادهم الالتزامات المقررة عليهم قانوناً من غرامات مالية ومصروفات، وذلك لتعسرهم فى سدادها، وعدم وجود من ينوب عنهم فى إنهاء هذه الإجراءات.
وقرر وزير الداخلية شمول جميع النزلاء فى قرار العفو الرئاسى، وتكليف قطاع السجون بسداد هذه الغرامات المالية والمصروفات، وذلك لعدم اتهامهم فى قضايا مخلة بالشرف، ولتعسرهم المالى، وحسن سيرهم وسلوكهم داخل السجون، خلال فترة تنفيذهم العقوبات المحكوم بها عليهم، مساهمة واستمراراً من وزارة الداخلية فى الاهتمام بالرعاية الاجتماعية للسجناء، وأسرهم التى تعد أحد أهم أوجه الرعاية المقدمة للنزلاء.
فى المقابل، وعلى أنغام الموسيقى العسكرية التى عزفت الأغانى الوطنية بمناسبة ذكرى النصر؛ سادت حالة من الفرح والسعادة أسر المساجين الذين احتشدوا أمام بوابات السجن انتظاراً لتنفيذ قرار العفو وخروج ذويهم الذى طال انتظارهم، ووقف الآباء والأمهات والأبناء والأشقاء والأقارب يترقبون فتح بوابات السجن، لتسود حالة من الفرح تصاحبها الزغاريد والدعاء للسلطات للاهتمام بهم وخروج ذويهم.
ومن داخل أسوار السجن استعد المفرج عنهم لقرار العفو بعد أن أبلغتهم وزارة الداخلية وإدارة السجن بصدور القرار الجمهورى بالعفو عنهم، وقاموا بجمع متعلقاتهم وتوديع أصدقائهم وزملائهم ووعدوهم بزيارتهم، داعين الله لهم بالخروج واللحاق بهم، بينما حمّلوهم بالرسائل لتوصيلها إلى ذويهم.
ورصد اليوم السابع تلك الحالة الحميمية بين المفرج عنهم وذويهم؛ فخارج أسوار السجون، وقفت عجوز فى السبعين من عمرها تنتظر خروج نجلها الوحيد وعائلها بعد وفاة زوجها وبمجرد رؤيته بدأت الدموع تنهمر من عينيها، ورقصت فرحاً بخروج نجلها حتى احتضنها ورفعها بين ذراعيه فى مشهد يخطف القلوب، كما وقفت فتاة فى العشرين من عمرها تنتظر خروج زوجها الذى لم تقض معه إلا أياماً معدودات قبل القبض عليه، وبرفقتها طفلته ذات الخمس سنوات التى رآها لأول مرة فى ذلك العفو.
ومن جانب آخر، قال سمير الشتشتاوى رئيس المنظمة المصرية للدفاع عن الشرطة والمواطن، إن ما تقوم به وزارة الداخلية هو ترسيخ لحقوق الإنسان، حيث إن رئيس الجمهورية وقراره بالعفو عن المساجين هو أبسط مبادئ الحقوق الشخصية المفروضة للمواطنين، وأنه فى عهد اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية اهتم جهاز الشرطة بمبادئ حقوق الإنسان، وأصبح المواطن فى قسم الشرطة يشعر بآدميته المفروضة له.
من جانبها قالت وزارة الداخلية، إن هذا العام شهد تخصيص أتوبيسات مكيفة لنقل المساجين الذين تقع مساكنهم خارج القاهرة، ثم بدأ "الطفطف" الأصفر اللون فى تحميل المساجين وحقائبهم وأقاربهم، لنقلهم إلى خارج الأسوار الخارجية للسجن، وأخذ مسئولو قطاع مصلحة السجون والعساكر والمكلفين بالحراسة يهنئونهم بالإفراج، وردد المفرج عنهم الأغانى الوطنية والهتافات التى تعبر عن فرحتهم وسعادتهم بالخروج من السجن، وعلى الجانبين الخيول الشرفية لقطاع السجون، وقادوهم حتى البوابة الرئيسية، وودّعوا الحراس ولوّحوا بأيديهم لأصدقائهم وزملائهم داخل السجن، وارتفعت أصوات الزغاريد والهتافات، بعد أن قاموا بالجرى إلى خارج البوابة الرئيسية لاستنشاق عبير الحرية والاستمتاع بالعودة إلى الحياة الطبيعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة