سمعت من مرشحين تقدموا بأوراقهم إلى المجمع الانتخابى للحزب الوطنى أنهم لا يناموا الليل، والسبب يأتى من المجمعات الانتخابية التى يشعر المرشحون أن مصيرهم أصبح معلقا بها، وذلك على خلفية التصريحات التى يؤكد من خلالها قيادات الحزب أنه لن يتم تزييف إرادة الناخبين الذين هم أعضاء المجمع، وأن كلمتهم ستحسم اختيار المرشحين.
المفارقة فى أنه رغم أن النوم يجافى هؤلاء المرشحين بسبب المجمع، لكنهم موزعون بين شيئين، الأول شكوكهم بأن اختيارات الحزب محسومة، وأن أسماء المرشحين معدة سلفا، ودليلهم على ذلك يأتى من أن هناك شخصيات تقدمت بأوراقها إلى المجمع رغم أنه علاقتها معدومة بالدائرة التى تقدمت عنها، وهى الظاهرة التى عرفت باسم «مرشحو الباراشوت» وهناك مرشحون آخرون كانوا نوابا ثم سقطوا سقوطا ذريعا فى الانتخابات الأخيرة، ومع ذلك يتحدث مرشحو «الباراشوت» والنواب السابقون الفاشلون بثقة أنهم هم القادمون وأنهم حصلوا على وعد بذلك، وبالتالى فإن ما قام به الحزب من استطلاعات لقياس شعبية المرشحين وكذلك قصة المجمع الانتخابى ما هو إلا خطاب إعلامى «مزيف» لإقناع الرأى العام بأن الحزب لا يختار مرشحيه إلا بعد امتحانات ديمقراطية صعبة.
الشىء الثانى يأتى من أنه فى نفس الوقت الذى يعتقد فيه قطاع واسع من المرشحين للمجمع بأن كل شىء معد سلفا، يذهب هؤلاء المرشحون فى مشاوير ليلية ونهارية لأعضاء المجمع، وبعضهم عقد عزومات احتوت على أشهى المأكولات لعلها تؤدى إلى ضمان الأصوات، فمن أين جاء هذا التناقض؟
يأتى التناقض من سيرة سابقة للحزب فى عملية اختيار مرشحيه والتى كانت تتم بمعايير، أدت إلى أن نرى بين صفوفه نوابا للقروض ونائبا للنقوط، ونائبا للمحمول، ونوابا للعلاج على نفقة الدولة، وهو ما أدى إلى الاعتقاد بأن الاختيارات لن تتم طبقا للنزاهة والسؤال كيف يخرج الحزب الوطنى من هذا المأزق؟
الاجابة تأتى من تجربة حزب الوفد بالاستعانة بخبراء مستقلين للاشراف على انتخاب رئيسه، فلماذا لا يستعين «الوطنى» بخبراء مستقلين لمراقبة انتخابات المجمعات الانتخابية لمرشحى الحزب، حتى يتأكد الجميع أن الاختيارات ليست محسومة مسبقا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة