دراسة عن العائد على المرأة والمجتمع من التعليم

ما العائد على المرأة والمجتمع من التعليم؟ سؤال حاولت دراسة لمركز شركاء التنمية الإجابة عليه، من خلال تحليل بيانات 2004 أسرة فى خمس محافظات، بلغت عينة الإناث فى المسح ٤٥١٦، موزعة بنسبة ٤٧ % فى الريف، و٥٣ % فى الحضر.

أشارت الدراسة إلى تحسن ظروف معيشة الإناث كلما تحسن المستوى التعليمى، فوفقا لبيانات حجم الأسرة ينخفض حجم الأسرة "عدد الأبناء" كلما ارتفع المستوى التعليمى، كما يختلف حجم الأسرة باختلاف نوع التعليم الحكومى والخاص.

وتؤكد بيانات التعليم على وجود ثمة عائد للتعليم على عمل المرأة، ولكنه يختلف باختلاف المستوى التعليمى، فتعرض بيانات نوع العمل الأساسى غالبية المتعلمات تعليما أقل من متوسط ينحصر فى الخدمات والزراعة والعمل الحرفى والمهن العادية، بينما يتحسن نوع العمل مع ارتفاع المستوى التعليمى، فهناك ما يفوق ٥٠ % من المتعلمات تعليما متوسطا يعملن فى مهن تخصصية وكتبة، بينما ترتفع هذه النسبة ٨٨ % تقريبا بين المتعلمات تعليما أعلى من متوسط.

ويبدو تأثير نوع التعليم أكثر وضوحا فى تحديد القطاع الذى تعمل به الإناث، فوفقا للمستوى التعليمى تبلغ نسبة العاملات فى القطاع العام ٧٨ % للمتعلمات تعليما حكوميا، بينما تخفض هذه النسبة انخفاضا شديدا إلى ٢٢,٥ % فقط بين المتعلمات تعليما خاصا، حيث يعمل غالبية المتعلمات تعليما خاصا بنسبة ٧٦ % تقريبا فى القطاع الخاص.

وتشير البيانات إلى وجود عائد من التعليم الأعلى من المتوسط على خفض سن زواج المرأة بشكل واضح، حيث تتزوج الفتيات ذوات التعليم الأقل من متوسط فى سن ١٦ سنة، بينما يرتفع السن إلى سن ٢١ سنة للمتعلمات تعليم فوق متوسط، كما يرتفع سن الزواج بين الحاصلات على تعليم خاص مقارنة بالحاصلات على تعليم حكومى.

وتكشف بيانات عن تراجع تأثير التعليم بمستوياته ونوعه فى إفراز ثقافية سياسية تميل نحو الديمقراطية، فعلى مستوى المشاركة السياسية تتراجع نسبة العضوية فى الأحزاب بشكل عام بين الإناث باختلاف مستوياتهن التعليمية، وباختلاف نوع التعليم.

كما يتراجع فى إبراز اتجاهات سياسية متميزة للنساء فى مصر، فعلى مستوى المشاركة السياسية تتراجع نسبة العضوية فى الأحزاب بشكل عام بين الإناث باختلاف مستوياتهن التعليمية، وباختلاف نوع التعليم، ولا تتجاوز فى الحدود القصوى نسبة ٤% تقريبا.

وتنتهى الدراسة إلى احتياج النظام التعليمى فى مصر لمراجعة بما يجعله متواكبا مع السياسات الاجتماعية فى المجتمع المصرى، ويعظم من مردوده الفردى والمجتمعى لاسيما على النساء.