أكرم القصاص - علا الشافعي

علاء صادق

ظلال وأضواء

غياب الثقافة وراء انتشار السباب على الشاشات

الخميس، 28 أكتوبر 2010 08:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يمكن لأى عاقل من متابعى البرامج الرياضية أن يصدق حجم السباب المتبادل بين عدد من مقدمى البرامج على شاشات القنوات الخاصة.

ولا يمكن لأى محترم أن يصدق مدى سلبية المسؤولين أو أصحاب تلك القنوات فى مواجهة الخارجين عن الأخلاق والآداب للحيلولة دون التدنى. وصل الأمر إلى حد القذف العلنى. أحدهم يصف الثانى أنه مخنث وليس برجل. والثانى يطالب المجتمع بإعدام الأول رميا بالجزم.
وما أقذر الألفاظ الأخرى التى لا يسمح أى قانون أو نص بنشرها على الصفحات فى أى مطبوعة فى العالم.
ولعلنى أختلف مع الكثيرين من المحللين حول الأسباب التى أدت لانحدارنا إلى ذلك الدرك السحيق أخلاقيا فى الإعلام الرياضى فى السنوات الأخيرة.
وأرى أن فقر الثقافة وغياب القراءة هما السببان الرئيسيان وراء حالة التردى، لأن الشخص المثقف فى أى مكان فى العالم يمتلك دائما قدرا كبيرا من المعلومات والمفردات والأفكار.. وهو الأمر الذى يجنبه أساسا الدخول فى صراعات ومهاترات مع الآخرين، ويمكنه ثانيا من استخدام أفضل وأرقى الكلمات، وأنظف الجمل والعبارات وأرقى التعبيرات لنقد الآخرين، أو كشف أخطائهم وعيوبهم فى إطار من اللغة السليمة.
والمذيع المثقف يحرص دائما على البحث والتنقيب والوصول إلى أحدث الأخبار والموضوعات وتنفيذ أهم التحقيقات واستطلاعات الرأى، ولا يهبط أبدا إلى هاوية السباب، وتبادل الشتائم، وإلقاء التهم على الآخرين.
والسنوات الخمسون الأخيرة شهدت انحسارا فظيعا للقراءة فى مصر، وبات نادرا أن يذهب شخص إلى المكتبات لشراء كتاب جديد للاستمتاع بقراءته، ولا تبيع المكتبات مؤخرا إلا الكتب المطلوبة للدراسة المدرسية أو الجامعية، أو لأسباب مهنية أخرى، أو أن تبيع الكتب للأجانب.
ولا أبالغ إذا أكدت أن صحفيا واحدا من بين كل مائة صحفى فى مصر الآن هو الذى يحرص على القراءة بتركيز وعمق واهتمام وشغف.
ولابديل للمسؤولين عن المؤسسات الصحفية والقنوات التليفزيونية وكل الجهات الإعلامية من تنفيذ حملة جماعية موحدة وجادة للتشجيع على القراءة بين العاملين فيها لرفع مستواهم الثقافى.. واقترح أن تخصم المؤسسة مبلغا ضئيلا من راتب أو مكافأة كل شخص من العاملين فى مجال الإعلام أو الصحافة، تماما كما يخصم منه جانب لأسباب ضريبية.. وتطرح المؤسسة على العاملين فيها كوبونات لشراء الكتب من عدد من المكتبات العملاقة والمحترمة حتى لا تتحول تلك الكوبونات إلى فرصة لشراء ألعاب الكمبيوتر وشرائط الأغانى والفيديو أو أجهزة المحمول.
المهم لا تكتفى المؤسسة بخصم جزء ثابت من راتب الشخص، ولا بمنحه كوبون الشراء للكتب، ولا بالاطلاع على الكتب المشتراة.. ولكن الأمر يمتد بشكل كامل الجدية إلى عمل ملف لكل شخص فى المؤسسة بأسماء الكتب التى اشتراها واقتناها.. ويتقدم الشخص شهريا بتقرير لمؤسسته عن الكتب التى اشتراها ومحتواها، وما يمكن أن يفيد به الصحيفة أو الشاشة.
ويزداد الأمر نضوجا بعمل مسابقات شهرية بين العاملين فى المؤسسات مع وضع مكافآت كبيرة وجادة وحقيقية ومشجعة للأشخاص الأكثر قراءة وفهما واستفادة من الكتب التى اشتروها، والذين يقدمون منها لصحفهم أو برامجهم القسط الأكبر من الأخبار أو المعلومات أو التحقيقات أو الدراسات والأبحاث لتنتقل الفائدة منهم إلى ملايين من القراء والمشاهدين.
المسألة سهلة جدا، وواضحة المعالم، وميسرة فى التنفيذ، ولا تحتاج إلى أموال إضافية، ولا ميزانيات خاصة، ولا لجان أو أقسام جديدة، ولا شؤون إدارية أو مالية.. ولو اكتفينا بخصم نسبة واحد بالمائة فقط من راتب أو مكافأة أى شخص سيمكن لأصغر الأشخاص الذى لا يزيد مرتبه على خمسمائة جنيه أن يشترى كتابا قيمته خمسة جنيهات بشكل شهرى، أو كتابا بعشرين جنيها كل أربعة أشهر.
أعلم يقينا أن عددا من الرؤوساء والمسؤولين فى المؤسسات الإعلامية لا تروقهم تلك الفكرة، ربما لأنهم لا يمارسون أساسا القراءة، ويكتفون فقط بالكتابة، أو لأنهم يفضلون دائما أن تأتى الأفكار الجديدة من جانبهم أو من مرؤوسيهم.. ولكننا مطالبون اليوم بإلقاء تلك النظرات القاصرة والشخصية خلف ظهورنا، وأن نعمل معا لإصلاح بيتنا ومجتمعنا.
المستقبل الإعلامى فى مصر يستوجب أن نتحرك كلنا بوحدة وجدية ورغبة صادقة لإعادة الإعلام المصرى أولا إلى مكانه النظيف بعيدا عن قذارة السباب والردح المتبادل.. وأن نحاول جاهدين تنقية الصفحات والشاشات من الألفاظ والعبارات غير اللائقة وغير السليمة لغويا لنعيد للغتنا العربية مكانتها.. ومن يدرى فقد تستعيد الصحافة والشاشة المصرية مكانتيهما الأولى عربيا.
صدق أو لا تصدق
الاتحاد الدولى لكرة القدم، الفيفا، أوقف رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الأفريقى لكرة القدم لمخالفته لوائح وقوانين الفيفا الخاصة بالشفافية، ووجود عدد من المخالفات فى الأمور المالية.
لا تندهشوا مما فعله الحكم الغانى لامبتى فى مباراة الترجى والأهلى أو مما فعله الحكم التوجولى كوكو فى مباراة شبيبة القبائل والأهلى.
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا.. فشيمة أهل البيت كله الرقص.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة