على الرغم من قدر الحرية الذى يتمتع به الأشخاص الآن بعد أن تحول الإنترنت
لوسيلة جديدة يتم التعبير فيها عن آرائهم فى الموضوعات المختلفة التى تطرح على الساحة السياسية، طرحنا عدة تساؤلات حول مدى قدرة الشباب على التحدث فى الموضوعات السياسية على المواقع الإلكترونية وهل الموضوعات التى يتم مناقشتها تأتى بالأساس عن علم بها أم أنها فقط تعبر عن حالة من البوح والفضفضة.
تقول الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع إن الفيس بوك أتاح هامشا ومساحة من الحرية لم تكن موجودة من قبل، فأصبح الفرد قادرا على التعبير عن رأيه
وأكدت أن هذه التعليقات التى يستخدمها الشباب لا تعبر عن عمق سياسى حقيقى وتفهم واضح للمشكلات من حولهم، ولكنها فقط مجرد تعليقات انفعالية تشبه تعليقاتهم على مباريات كرة القدم.
وأرجعت هدى هذا إلى انخفاض درجة وعيهم السياسية واستخدامهم للأحكام السريعة وتعاملهم مع القضايا بدرجة كبيرة من السطحية.
وأضافت أن الفيس بوك جعل كبار السن من أكثر الفئات اختلاطا بالمجتمع لأن أمراض الشيخوخة وقلة الحركة والتعامل مع الإنترنت، لا يحتاج للنزول من المنزل لكى يعرف أخبار الناس من حوله وأصبح "الفيس بوك "مثل مقهى اجتماعى.
وأضاف الدكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع جامعه حلوان أن كل جيل له شئ مميز وهذا الجيل التكنولوجيا هى التى تفرض وجودها واستخدامها له والآن الطفل يستخدم الإنترنت والكمبيوتر بمهارة عن كبار السن.
وأكد أن هذا ما يميز طفل اليوم عن الأمس حيث أصبحت التكنولوجيا تدرس للأطفال فى كافة المراحل التعليمية المختلفة وأصبحت المواقع الاجتماعية مثل الفيس بوك التى يتردد عليها الملايين مهمة جدا بالنسبة للكثير من الناس.
ودعا عبد الباسط المؤسسات المختلفة من الأسرة والمؤسسات التعليمية والإعلامية إلى التنشئة الاجتماعية الصحيحة للأفراد ابتداءً من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشيخوخة.
حيث أصبح الفرد يستقى من الإنترنت العديد من الأشياء التى من الممكن أن تؤثر علية بالسلب والإيجاب فلابد من توفير الحماية الكافية للأشخاص عن طريق المؤسسات التى سبق ذكرها.
وأشار إلى أن المواقع الاجتماعية أتاحت الفرصة للكثير من الأشخاص فى الاحتكاك بالواقع بمختلف مجالاته.
