عادة ما يحزن الأبناء على وفاة آبائهم ويكاد يكون حزنهم أكثر من فقدان الأم، لأن الأبناء تشعر دائما بالحماية فى وجود الأب، فحينما يذهب، يذهب اطمئنانهم معه، لكن هناك حالات نادرة لا تحزن على فقدان الأب، المدهش حاليا أن هذه النماذج لا تحزن فقط، بل تسعد على رحيل الأب من حياتهم، معتبرين الأمر مشكلة وتم حلها، فهل ضغوط الحياة ومتاعبها جعلت الأبناء متبلدى الإحساس يسعدون عند وفاة آبائهم؟
تقول دكتور عزة كريم، أخصائى علم الاجتماع، هناك آباء متشددون مع أبنائهم خوفا على مصالحهم، لكن ربما يستاء الابن من ذلك التشدد، وهناك آباء أصحاب قلوب قاسية على أبنائهم ويحرمونهم من بعض حقوقهم، فيخلق ذلك التعامل نوعا من الفتور تمهيدا لتدمير العلاقة الأسرية.
وعندما قمنا بعمل دراسات مع أطفال الشوارع اكتشفنا أن معظم الأطفال تركوا بيوتهم بسبب معاملة آبائهم لهم، لذلك لا يهتم الطفل بوفاة والده إطلاقا، وعند وفاته يشعر بانفراج المشكلة.
هناك حالة أخرى يسعد فيها الأبناء عند وفاة آبائهم البخلاء ولديهم الكثير من الأموال، ولكنهم يبخلون على أبنائهم، فمع تطور النظرة المادية للشباب وزيادة تطلعاتهم للمستقبل، يتمنون وفاتهم اليوم قبل الغد، وحينما يموتون لا يحزن الأبناء وربما يسعدون بالميراث الذى تركه لهم الأب.
أضافت دكتورة عزة أن العلاقات الأسرية فى المجتمع المصرى أصبحت علاقة مريضة، مما يهدد المجتمع بالخطر فإنه إذا خربت الأسرة خرب المجتمع وهذا ما نواجهه حاليا بسبب الضغوط الاقتصادية والمادية وانتشار الفساد فى كل مكان.
دكتور عزة كريم أخصائى علم الاجتماع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة