823 عاما تفصلنا عن استرداد صلاح الدين الأيوبى للقدس العربية، يشهد اليوم ذكرى خروج الصليبيين أو الفرنجة من القدس عقب هزيمتهم على أيدى جيش المسلمين، وفّى فيها المسلمون بعهدهم لخروج الفرنجة من القدس سالمين مقابل 10 دينار للرجل و5 للمرأة و2 للصبى، يومها رد صلاح الدين على المتشككين من نوايا الصليبيين فى حفظ المعاهدة بأن "الإسلام لا يعرف الغدر، وقد أمنا وعلينا الوفاء".
حتى الآن لا ننسى صلاح الدين نستشهد به كلما رأينا مآسى أهالى القدس بين أيدى الإسرائيليين منذ أكثر من 63 عاما تحت الاحتلال، فهل يعيد التاريخ نفسه؟.
دخل الصليبيون القدس عام 1099 بعد 5 قرون من الحكم الإسلامى، اتجهوا إليها بعدما أسسوا إمارتهم الثانية فى الشام، بعد أنطاكية الإمارة الأولى، لم يستطع جيش الفاطميين الصمود أمام 40 ألف مقاتل، بعد حصار دام شهرا كامل، ودخلوها تحديدا فى 15 يوليو 1099، استباحوا فيها القتل والتدمير وصل قتلاهم إلى 70 ألفا من المسلمين .
جاء الصليبيون إلى الشرق بهدف استرداد أراضى الإمبراطورية البيزنطية – كما كانوا يزعموا – بعد هزيمة الروم على أيدى المسلمين، استطاعوا استغلال الصراعات على السلطة بين السلاجقة والفاطميين فكانوا حصن ضعيف لم يستطيعوا الحفاظ على أراضيهم .
ومنذ وقوع القدس فى أيدى الصليبيين التى يعود تاريخها لأكثر من 5 أعوام، أقدم المدن العربية والعالم، شب نور الدين محمود حاكم ولاية حلب لتحريرها وصد خطر الصليبيين ليستكمل المعركة التى بدأها والده عماد الدين زنكى والذى استطاع استرداد "الرها" والتى كانوا يعدوها عاصمة لهم.
اعتبر نور الدين استرداد القدس هدفه استعد له منذ توليه الحكم فى 1146، كان الصليبييون وقتها قد استفحلوا قوتهم فى أركانها، عرف أن دخول مصر - التى يحكمها الفاطميين- مرحلة ضرورية فى الطريق إلى القدس، فالصليبيون يضعوا نصب أعينهم عليها، والفاطميون فى حالة ضعف يرثى لها، وبمجرد علمه بتحرك الصليبيين بالفعل نحو مصر 1164 م، جهز نور الدين جيشا تحت قيادة "أسد الدين شيركوة"، لكن شاور – الوزير الذى عينه نور الدين لحكم مصر – خانه بعدما اتفق مع الصليبيين، ولم يجد شيركوة من بد إلا ليعود مرة أخرى إلى مصر ويدخل فى مواجهة أمام الصليبيين انتهت بخروج الاثنين من مصر، لكن نور الدين لم يهدأ وأعاد دخلوها مرة أخرى عام 1167م.
وظهر لأول مرة صلاح الدين الأيوبى – ابن أخ أسد الدين شيركوة – حيث نصبه على الإسكندرية يدافع عنها أمام هجمات الصليبيين، أظهر فيها مهاراته فى إدارة المعارك واستمد منها خبرة كبيرة كانت خير عون له فيما بعد، خرج جيش نور الدين من مصر للمرة الثانية بعد اتفاق مع الصليبيين للجلاء سويا، لكن كعادتهم نقض الصليبيون العهد ودخلوا مصر مرة أخرى، وهنا استنجد الخليفة الفاطمى بنور الدين ليرسل جيوشه للمرة الثالثة عام 1169 م بقيادة شيركوة وصلاح الدين اللذان انتصرا، وفى نفس العام تولى صلاح الدين رئاسة وزراء مصر بعد وفاة عمه شيركوة.
بعد 5 سنوات أى فى 1174 توفى نور الدين والخليفة الفاطمى، فأعلن صلاح الدين الدولة الأيوبية ومنها بدأ الاتساع، لم يغب حلم استرداد القدس عن أعينه مثلما لم يغب عن نور الدين محمود، كان يتمتع صلاح الدين بالشخصية القوية والحنكة فى إدارة المعارك أمام خصومه، وكان ذلك يرهبهم، وفى 1187 كان موعد انطلاق جيوش المسلمين تحت قيادته، انتصر صلاح الدين فى معركة حطين، استرد بعدها طبرية وعكا والناصرية وقيسارية وحيفا وصيدا وبيروت، ولم يعد أمامه سوى القدس.
وفى 2 أكتوبر 1187 استرد صلاح الدين القدس وخرج الصليبيون منها، وحرر صلاح المواطنين مقابل الفدية، أمَن رجالهم وأطفالهم ونساءهم، وأوفى بعهده موحدا ولاياته، مدافعا عن عروبية القدس.
فى مثل هذا اليوم.. استرد صلاح الدين الأيوبى مدينة القدس
السبت، 02 أكتوبر 2010 04:42 م
مدينة القدس - صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة