طلاب تجارة يحاربون البطالة بمحاكاة الشركات قبل التخرج

اعتدنا على سماع شكاوى الطلاب من الفجوة بين الدراسة وسوق العمل فى مختلف المجالات، وهناك من استسلم للروتين وتخرج من كرسى الطالب إلى كنبة البطالة التى تحمل الآلاف من الشباب دون أى استفادة من طاقاتهم، لكن هناك من قال لنفسه " أكيد فيه حل ؟ " ونظر إلى المسألة بأنها " من الأفضل تأهيلا لسوق العمل! "، ومن هنا انطلقت مشروعات المحاكاة الطلابية فى السنوات الأخيرة على مستوى الكليات بمختلف الجامعات المصرية.

ومن كلية التجارة وتحديدًا فى 2006، جلس مجموعة من الطلبة يفكرون فى مستقبلهم، أدركوا أن التميز لن يأتى من فراغ وإنما نتاج مجهود وتدريب وخبرة، بدأوا يبحثون ويخططون حتى نظموا " abc " لمحاكاة الشركات فى إدارة الأعمال والتجارة الإلكترونية والتمويل والمصارف والتأمين، ومع بداية العام الدراسى الجديد يمر العام الرابع عليهم بعد أن وصلوا إلى أكثر من 300 مشارك و150 منظماً.

تقول عليا محمد – إحدى مسئولى النشاط – " يعتمد abc على تزويد الطلاب بمهارات التخطيط والقيادة والعرض والبحث فى المواد العملية وغيرها من المهارات التى يحتاجها فى سوق العمل.. بالإضافة إلى مواجهته بالتحديات والمشكلات والضغوط التى سيقابلها فى بيئة العمل الحقيقية، ونحاكى فى النموذج أقسام الشركات المختلفة من تنظيم وإدارة وتنمية موارد بشرية ".

وتضيف " نتوجه إلى جميع شباب الجامعات لأننا نهدف إلى إعداد جيل من الشباب القادر على التنمية الاقتصادية وتوعيته بمفاهيم العمل، وبشكل أساسى اكتشاف قدراتهم الداخلية وسد الفجوة بين النظرى والعملى وهى المشكلة التى تقابل معظم الخريجين".


وتؤكد أن الثقة بالنفس والابتكار والتميز والإخلاص أحد أهم القيم، التى يعتمد عليها الشباب فى النموذج، لأنهم كما يقولون لا يهدفون إلى أن يكون النشاط فرديًا وإنما يصلون به إلى الآخرين " لمساعدتهم على اكتساب الخبرة التى تؤدى إلى النجاح ".

نشاط الشباب " المصرى " يؤكد عدم الاستهانة بهؤلاء الطلاب الذين وضعوا " تنمية الاقتصاد المصرى " رؤية أمامهم، بل لم يكتفوا بالتوجه إلى طلاب الجامعات وإنما ينظمون " abc juniors " ينزلون من خلاله إلى طلاب المدارس لإكسابهم نفس المهارات فى العام الدراسى والعطلة الصيفية.

النموذج الذى اعتمده مركز الأبحاث والدراسات التجارية بكلية التجارة جامعة القاهرة أصبح أهم الأنشطة التى أصبح الطلاب يلجأون إليها ساعين إلى اكتساب ما يبعدهم عن شبح البطالة.