تمكن "البامبو" بصلابته من مقاومة التغير والاندثار واستطاع كل من الكرسى والمنضدة "البامبو" من تطوير نفسه ليواكب الموضة والتغيير، بل وينافس أقوى موديلات الأثاث الخشبى، واستطاع صناع وتجار أثاث "البامبو" صناعة معظم قطع الأثاث والديكور منه.
بدأت صناعة "البامبو" فى مصر فى منتصف الستينات من القرن الماضى على يد "سركيس مسروبيان" صاحب أول ورشة لصناعة أثاث البامبو فى مص ، وتوارث أولاده وأحفاده هذه الحرفة وتوسعوا فى صناعتها حتى انتشرت صناعة "البامبو" فى جميع أنحاء مصر، ليصل عدد المصانع العاملة بها إلى حوالى 12 مصنعا كبيرا وعشرات الورش الصغيرة، بالإضافة إلى مئات المحلات التى تعمل فى بيع أثاث "البامبو" المحلى والمستورد، وتتركز فى منطقة غمرة بالقاهرة.
يقول "أنترانيك مسروبيان" وشهرته "مسيو أنتو" أحد أبناء سركيس مسروبيان الذى يعمل فى هذا المجال منذ 57 عاما: "إن هذه الصناعة من الصناعات الفنية الرفيعة التى تحتاج لذوق ومهارة وإبداع الحرفى، لتعدد أشكالها النابع عن اختلاف الموضات والأذواق، يتعلمها الطفل فى عمر 5 – 13 عاما، وتعتمد على الموهبة والإبداع، وإذا تمكن منها وأصبع عاملا ماهرا تجاوز أجره 300 جنيه فى الأسبوع، وتخطفه الورش والمصانع، فالعامل الماهر فى هذه المهنة عملة نادرة نبحث عنها.
ويقول الحاج عبد الله أحمد مسعود، صاحب معرض لأثاث البامبو: "يكثر استخدام أثاث البامبو فى الأماكن المفتوحة مثل الحدائق والنوادى، لأنه يتحمل درجات الحرارة المرتفعة والأمطار ولا يتأثر بأشعة الشمس القوية أو ينقلها للجالس عليه، فهو أفضل من الأثاث المصنوع من البلاستيك أو المعدن".
وعن مشاكل المهنة يقول: "تعانى صناعة البامبو كغيرها من الحرف والمهن اليدوية نقص العمالة والأيدى المدربة، وعدم وجود مراكز لتأهيلها للعمل فى هذه الصناع ، هذا بالإضافة إلى منافسة البامبو المستورد من دول إندونيسيا وسنغافورة، خاصة أنها تتمتع بذوق عال وأشكال مختلفة عما يتم تصنيعه فى مصر التى لا تزال تصر على تصنيع الكرسى والمنضدة "البامبو" بشكلها التقليدى، ومع ذلك يقبل الزبون المصرى على "البامبو" المحلى ،لأنه أقل ثمنًا من المستورد، بالإضافة إلى إمكانية صيانته وتجديده فى الورش التابعة للمحلات".
ويقول أحمد عبد الغنى، تاجر يقبل على شراء الكراسى والمناضد البامبو النوادى، والكافيتريات، والحدائق، والشاليهات، والفنادق، والقرى السياحية، وذلك لقدرتها على تحمل الرطوبة العالية وارتفاع الحرارة، بالإضافة إلى سهولة تنظيفها وخفة وزنها، ويصل سعر كرسى "البامبو" أضعاف سعر مثيله المصنع من البلاستيك، وعمره الافتراضى من 10 إلى 15 عاما، ويمكن صيانته فيطول عمره أكثر وأكثر".
أما باقى أثاث "البامبو" مثل غرف النوم والسفرة والأنتريه وقطع الديكور من "البامبو"، فزبونها ضعيف نسبيا نظر لارتفاع ثمنها، وعادة ما يتم اختيارها من كتالوجات عالمية، ولكنها تصنع فى مصر.
أثاث البامبو ديكور لكل عصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة