نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، على الصفحة الرئيسية لموقعها الإلكترونى، تحقيقاً مطولاً عن المعاناة التى يواجهها مرضى الجذام فى مصر وإصرار الكثير ممن تم علاجهم على عدم مغادرة مستشفى أو مستعمرة الجذام بمنطقة أبو زعبل.
تستهل الصحيفة تقرير مراسلها فى القاهرة جاك شينيكر، بقصة أحمد على، الذى تم جره من منزله قبل 59 عاماً على يد قوات الأمن وتم وضعه فى سيارة غير معروفة.
ويقول على إنه لا يزال يتذكر بوضوح شديد ذلك اليوم حيث اتصل أحد جيرانه بالسلطات المسئولة وأخبرهم أنه يعانى من الجذام وفى هذا الوقت لم يكن الأمر يتطلب أكثر من ذلك.
ويقول إنه كان مشوشاً ومرعوباً، وليس لديه فكرة عن المكان الذى سيأخذونه إليه، وكانت وجهة على هو مستشفى أبو زعبل الوحيدة الباقية فى مصر لعلاج مرض الجذام، وقد كانت هذه المنطقة فى الخمسينيات من القرن الماضى معزولة فى أعماق الصحراء ويحرسها ليلا ونهاراً رجال شرطة على ظهر جمال.
والآن وبعد التقدم الطبى الكبير والتغييرات الاجتماعية الهائلة تجاه مرض الجذام، فإن أبواب أبو زعبل فتحت على مصرعيها مرة أخرى، لكن على الرغم من الحرية الجديدة، إلا أن المرضى يرفضون مغادرة المستشفى ويقولون إنه أشبه بالجنة فلماذا يتركونه.
وتمضى الجارديان فى القول إن مستقبل المستشفى أصبح الآن محل نقاش وجدل بشأن الكيفية التى يمكن من خلالها إدماج الذين يعانون من هذا المرض الأكثر وصماً فى المجتمع.
وتنقل الصحيفة عن د. نبيل عبد النبى رئيس برنامج الجذام بوزارة الصحة قوله إن المستشفيات الخاصة بهذا المرض تم بنائها منذ عهد قديم حيث كان العلاج الوحيد للجذام هو الحجر الصحى الشامل، ولم يعد الأمر كذلك الآن.
مع انتشار العيادات الخارجية التخصصية الموجودة فى كل محافظة فى البلاد، فمن المفترض أن تكون الحاجة لعزل مرضى الجذام قد انتهت، غير أن الجهود الرسمية لإنهاء الأيام التى كانت فيها منطقة أبو زعبل منطقة معزولة، تواجه مقاومة شرسة من المرضى أنفسهم.
استعرضت الصحيفة تاريخ إنشاء مستشفى أبو زعبل لعلاج الجذام، والتى تعد الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط، والتحسينات الكبيرة التى طرأت عليها خلال العقد الماضى ويوجد بها 6 آلاف شخص ثلاثة أرباعهم مرضى جذام سابقين يعتمدون على المستشفى فى الحصول على العلاج المستمر، الكثير منهم تزوج وأنجب أطفالا، ورغم ذلك، لا يزالوان يعتمدون على المستشفى.
الجارديان: مرضى الجذام فى مصر يترددون فى مواجهة المجتمع
الإثنين، 11 أكتوبر 2010 03:21 م