"الأب موافق والأم معارضة أو العكس" هذا هو حال الأسر المصرية بعد وصول إقرار التطعيم بمصل الأنفلونزا لأولياء الأمور، فبيوت عديدة شهدت مشاحنات وخلافات بين الآباء والأمهات بشأن اتخاذ قرار التطعيم، اليوم السابع دخلت عدداً من هذه البيوت للتعرف عن آثار هذا القرار على الأسرة المصرية.
يقول المهندس إبراهيم محروس وهو ولى أمر لثلاثة من الأبناء فى مختلف المراحل الدراسية: أنا كنت موافق على تطعيم ولادى، خاصة أن البرامج التى تذاع على الفضائيات ووسائل الإعلام تؤكد سلامة المصل وأن آثاره الجانبية مثل أى تطعيم آخر ولا داعى لأى مخاوف، ولكن موافقتى على التطعيم تعارضت بشكل كبير مع زوجتى التى رأت أن التطعيم مصدر قلق وأصرت على ألا يذهب الأبناء إلى المدرسة تجنبا لأى ضغوط فى المدرسة، ولكن بعد ما حدث مؤخرا للطفلة حبيبة التى أصيبت بشلل وعمى بعد التطعيم، تراجعت عن موقفى، حيث وافقت الأم فى قلقها خاصة أن جدة الأولاد اتصلت ترجونى أن لا أطعم أحد منهم.
وتؤكد أميرة مصطفى مدرسة أن جميع العاملين بالمدرسة يرفضون تطعيم أبنائهم وإذ لزم الأمر فإنهم سوف "يغيبونهم عن الدراسة عمدا"، وإذا صادف فى اليوم الذى يذهب فيه أحد الأبناء إلى المدرسة لتأدية الامتحان وكان هناك تطعيم، عليهم أن يرفضوا بشدة وإذا أجبرهم أحد لابد أن يتصلوا بها فى الحال، وكفى ما تتناقله وسائل الإعلام من حدوث شلل وعمى لما يقرب من 160 حالة أخذت التطعيم فى كندا، بالإضافة إلى ما يتردد بين المعارف والجيران من أن هناك 4000 جرعة من التطعيم صالحة وهى للصفوة والمسئولين وباقى الجرعات إما أنها منتهية الصلاحية أو أنها غير صالحة للتداول أساسا.
أما منى (ربة منزل) فتقول: بنتى فى الصف الخامس الابتدائى وأوافق على إعطاءها المصل، لكن ابنى الأكبر يعارضنى بشدة، وقال لى لن نطعمها لأن المصل يسبب الشلل، وأخاف أخته كثيرا قائلا لها عندما تأخذى المصل بدلا من أن تمشى إلى الأمام سوف تمشى إلى الخلف!وعندما سألناها من الذى سيتخذ القرار؟ قالت: سوف ينفذ رأيه بالطبع، لأن والده دائما يقتنع بكلامه، ويعتبرنى لا أفهم وأسبب لهم مصائب!
"أم عبد الله 35 سنة، أم وربة منزل تقول: "ابنى فى الصف السادس الابتدائى ولم أسمع عن هذا التطعيم أصلاً، ومش معقولة الحكومة تكون عارفة أنه خطر ويعطوه للأطفال"، وهنا تحدث عبد الله قائلاً: "المصل بيصيب شلل ومش ح آخده"، وعندما سألنا أم عبد الله عن موقف والد عبد الله قالت: "أنا لم أخبره وهو لم يعلم شىء حتى الآن، لأن غالبا المدرسة كلها لن تأخذ المصل، أما وفاء زاهر (40 عاما) فقد قالت: "زوجى يريد تطعيم الأولاد فهو يعمل موظف فى مستشفى حكومى ويقول لى إن الأطباء أكدوا له أن التطعم آمن، وأنه يشاهد بنفسه الحالات التى تصاب بالفيروس وبالتالى التطعيم للولاد أفضل، ولكن أنا رفضت وقلت له، أنت عاوز تضحى بالعيال وأنا مش ح أطعمهم مهما حصل".
هناك حالات أخرى كان القرار فيها للأم بتفويض من الأب، تقول مها عادل 44 سنة:" أخدت قرار بعدم تطعيم ابنتى وأبوها قال لى اعملى اللى إنتى عايزاه ، وكل صديقاتى فى العمل على هذا الحال، وعلى النقيض تماماً قالت فاتن سيد (35 عاما):" أنا عن نفسى تركت له القرار، لأنه المسئول عن توقيع الإقرار أنا ماليش دعوه!).
مشدات كلامية بين نجلاء ووائل بسبب التطعيم، فقد وافقت نجلاء حسن على تطعيم ابنها، ولكن زوجها وائل محمد رفض خوفا عليه من التطعيم وارجع فكرة وجود تقرير يوقع عليه ولى الأمر، ليصبح هو المسئول عن أى تداعيات ناتجة عن التطعيم خاصة إذا حدث أى مكروه لابنه إلى أن الوزارة تريد أن ترفع يدها عن إضرار التطعيم، وقام وائل بإقناع نجلاء بعدم تطعيم ابنهما وبعد مشادات كلامية تم الاستعانة برأى مدرسة محمد فى المدرسة والتى وافقت وائل فى رأيه على عدم تطعيم محمد.
أما خالد حسن وميرفت محمد فقد اتفقا على تطعيم أولادهما محمد وحسن، ولكن بعد التعديل الوزارى وخروج وزير التعليم يسرى الجمل بعد التطعيم مباشرة شكت ميرفت فى الأمر وقالت لزوجها إن التطعيم به أضرار، وأن هناك أقاويل وشائعات تؤكد أن الوزير قد أصيب بسبب التطعيم، لكن خالد أكد لميرفت أن هناك أشخاص كثيرة أخذت التطعيم ولم يصيبوا بضرر وأن الولاد ح يتطعموا، وكان هذا كفيلاً باستمرار المشادات بينهما، وتخشى ميرفت أن يؤدى هذا التمسك إلى مشاكل بينها وبين زوجها، ولذلك سوف ترسل لوالده الذى يرفض التطعيم لكى يشهد عليه!
أما سهير أحمد فقد رفضت تطعيم ابنتها "فرح" لأنها تسمع أن المصل به أضرار تظهر بعد فترة، ولكن زوجها الذى يعمل فى السعودية اتصل بها، وأكد عليها بضرورة تطعيم فرح، وعندما أخذت تشرح له كل ما يدور حول المصل، وتنقل له كل الأقاويل التى تشير إلى وجود أضرار منه رد عليه بعنف قائلاً: "مش كويس إزاى، الناس كلها فى أوروبا بتاخده مش كويس إزاى "وأقسم عليها بالطلاق لكى يجبرها على تطعيم فرح، لأنه غير موجود فى مصر، ويخشى ألا تقوم بالموافقة على تطعيمها، خوفا من هدم بيتها وقعت سهير على الإقرار بالموافقة، ولكنها خائفة جدا من الذى سوف يحدث فى المستقبل لابنتها وفقا لما تسمعه!".
