على صدر صفحتها الأولى لموقعها الإلكترونى، نشرت المصرى اليوم الاثنين 21 ديسمبر الماضى صورة لطابور ممتد من المواطنين "ناكرى الجميل" وهم يقفون فى انتظار أن يحل عليهم "الدور" ليحصلوا على أنبوبة بوتاجاز فى هذا الشتاء "الجميل" !!!
وفى التفاصيل، فإن المواطنين فى بعض المحافظات طاردوا سيارات توزيع اسطوانات الغاز.. ولعلك عزيزى القارئ تسأل نفسك لماذا يفعل المواطن "الجشع" فى نفسه هكذا؟ ولماذا يهين نفسه ويجرى وراء سيارة الغاز! كما كنا نجرى ونحن صغار خلف سيارة رش الطرق "الله يرحم زمان"؟
وربما تفعل مثلما يفعل بعض رجال الحكومة "الأبرار"، حين يقف أحدهم أمام الكاميرا ليقول لك وبكل "وقاحة" لا توجد أزمة اسطوانات غاز ولا حاجة ... "الناس طماعين شويتين". وربما يخرج وزير البترول أو التضامن أو كلاهما ليعلنا البيان التالى:
بعد فحص الصور التى نشرتها صحيفة المصرى اليوم.. تبين ما يلى:
1- هذه الصور قديمة وليست حديثة، والدليل أن أحدهم كان لابس لبس "صيفى" وزى ما احنا عارفين اليومين دول شتاء قارص!
2- هذه الصور رغم أنها قديمة إلا أنها أيضا لا تخص طوابير "الغاز" بل طوابير "العيش" لأن كما يعلم الجميع طوابير الغاز خط "مستقيم" أما طوابير العيش ف "ملفوفة" و"متعرجة" لأن الناس تحب تخطف من بعضها لذلك أحيانا تخرج عن "الخط".
3- هذه الصور ليست للمحافظات المذكورة لأن الزى الوطنى للمحافظات التى ورد ذكرها فى التقرير لا يطابق الصور بأى حال من الأحوال.
4- الخبر يتحدث عن ثلاث محافظات، مع أن الصورة واحدة وهذا يعنى تضارب فى المحافظات، ويعنى أيضا أن المحرر قام بتلفيق الموضوع "ايش جاب المنيا للدقهلية للسويس – عايز أعرف".
5- رقم السيارة التى وردت فى التقرير ليس لسيارة نقل بل لسيارة أحد القيادات الحزبية، وهذا يعنى أن من حرر الخبر أراد أن يورط "الحزب" فى الموضوع، وهذا أسلوب "رخيص" فى التشهير بخلق الله.
6- أما بالنسبة لقضية العجز فى عدد الاسطوانات "الأنابيب" فالموضوع بسيط للغاية، وهو أن المصانع التى تقوم بالتعبئة كانت واخذة إجازة رأس السنة الهجرية ودى إجازة رسمية للأخوة المسلمين ولكل أبناء الوطن.. فنحن شعب واحد مسلمين وأقباط.
7- أقسم لكم بشرفى أن العجز كان على الجميع وأنه لا توجد محسوبية ولا واسطة فى التوزيع، "نصف الكمية" تم توزيعها بالضبط على المواطنين والنصف الثانى تم توزيعه على المسئولين بالعدل والقسطاس المستقيم بينهم.
8- وأحب أن أزف إليكم خبر وصول الغاز الطبيعى لكل محافظات الصعيد باستثناء "المنيا وكام محافظة" إن شاء نعمل جاهدين على توصيل الغاز لها، كما ذكرنا فى تقرير إنجازات الحكومة لعام 2009.
9- وأيضا نحب أن نؤكد على دور وزارة الداخلية فى حفظ الأمن أثناء التوزيع، وهناك خطة قريبا للتوزيع عبر أقسام الشرطة أو منافذ البيع التابعة لمعسكرات الأمن المركزى، وذلك بهدف تخفيف العبء على "الموزعين".
10- ندين وبشدة أى محاولة للنيل من إنجازات الحكومة التى لا ينكرها إلا "أعمى" و"ضلالى" و"حاقد" و"عميل"، أما الشرفاء فيلمسون بأم أعينهم الإنجازات كل يوم وكل ساعة.
11- نهيب بالصحفيين الشرفاء أن ينشروا "الإنجازات" وأن يغضوا الطرف عن "الإخفاقات"، فقد أمر الله بـ "غض البصر عن العورات"، وكما تعلمون فلا يوجد بلد بلا مشكلات.. والحمد لله نحن ليس لدينا أى مشكلات!!
انتهى البيان "المفترض"، وسواء صدر البيان أو لم يصدر، فهذا هو لسان حال الحكومة خصوصا فى الأزمات.. ولدينا كليشيهات محفوظة فى الإدارة المصرية تبدأ بـ "لا تعليق" و"محصلش" و"فيه مبالغة فى الموضوع" و"بسيطة" و"ربنا يسهل" و"قدر ولطف".
الهروب للأمام هو السيناريو المفترض فى مثل هذه الحالات وعليه نتوقع أن تحدث أزمة جديدة مختلفة يتم إلهاء الناس بها لـ "حين ميسرة".
آخر السطر:
الحكومة اللى تصدر الغاز للعدو
وبتحرم منه ناسها
تبقى إيه شرعيتها قولوا لى
يا ناس
أيه أساسها
دى تبقى حكومة ولا مؤاخذة " "
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة