لا أحد يختلف على السيدة العذراء مريم البتول من حيث المكانة والقيمة وإلا لم يكن الله عز وجل ليفرد لها سورة كاملة باسمها من فوق سبع سماوات وهذا الذى لم يحدث فى الإنجيل نفسه... لذا فلا أحد يزايد أو يستطيع أن يتكلم لها بعد كلام وتقدير ربنا عزوجل .. وأنا هنا لا أؤيد ولا أنكر ولكن فقط لأتساءل وأفكر:
1- لما ظهرت على الكنائس فقط والأرثوذكسية منها فقط ولم تظهر على المساجد أو الكنائس الإنجيلية أو حتى على البيوت؟؟ أم أن العذراء تؤمن بمذهب معين فقط أم تحض على الطائفية؟؟؟!!.
2- كيف تظهر فى عدة أماكن فى ليلة واحدة تصل لأربعين ظهورا وليست بزى واحد بل تختلف أشكالها وأحجامها وزيها أيضاً حسب شهادة الشهود الذين رأوا الظهورات؟؟
3- لمَ تظهر فى مصر بهذه الكثافة بينما لم تظهر مرة واحدة بنفس الفترة بفلسطين وفيها كنيسة المهد مكان الولادة ذاته؟؟؟؟
4- لمَ تتجلى السيدة العذراء بهذا الكم ولا يتجلى السيد المسيح ذاته ولو لمرة واحدة؟؟؟؟
5- ما الفائدة التى حلت على الشعب المصرى من الظهور سوى الخلافات والتراشق بالكلام حتى بين المسيحيين أنفسهم؟؟؟ هل زاد التدين فى مصر؟؟؟ هل انتهت الفتن الطائفية؟؟؟ هل تغير الدستور؟؟؟ هل انتشر الحب والمحبة بين الناس؟؟؟؟ فما الفائدة إذن؟ اللهم إلا للباعة الذين باعوا الصور والكراسى للناس بحفنة جنيهات وسواقى التاكسى والتوك توك...
أقول لكل أهل مصر .. أفيقوا من هذه الغيبوبة ولا تهربوا من الواقع بظهورات أو تجليات بغض النظر عن ظهورها من عدمه ولا تنتظروا التغيير من السماء على طبق من ذهب فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم... والله لا ينصر شعوباً تستكين وترضى بالهوان..
والغريب أن يتصادف هذا مع تجلى د/ البرادعى السياسى فى مصر... ولا أعرف إن كان التزامن مقصوداً أم لا ولكن رغم أنه "تجلى" واقعى
إلا أن هناك من تشكك فيه ووصفه بالاستعراضى تماماً مثل تجلى العذراء لا يسمن ولا يغنى من جوع ومنهم من وصفه بالمخلص وفارس التغيير .. فالرجل تقدم خطوتين ورجع خطوة وراهن على الشعب المصرى فى التغيير... ونسى أو تناسى أن الشعب يعيش بياتا شتويا و"ملهى" بالأهم ككرة القدم والأنفلونزا ولقمة العيش والدروس الخصوصية والضرائب العقارية و.... الخ .. أما الكماليات مثل تغيير الدستور وإلغاء قانون الطوارئ وإرساء الديمقراطية وتطبيق انتخابات نزيهة فهذا ليس فى أولوياته اللهم إلا النخبة التى ألهتها مشاكلها "النخبوية" هى الأخرى عن العمل لذاك...
وكأننا كنا ننتظر دعوة البرادعى للتغيير فنقوم صباحاً ونتغير.. فهل يمكن لتجلى البرادعى أن يغير حال المصريين أم أنه تماماً مثل تجلى العذراء البتول فقط لإرسال رسالة إلى المصريين بأن نحب بعضنا ونحاول أن نتغير؟؟!!!
أقول لكل أهل مصر الأعزاء إن لم توجد حركة تغيير شعبية جادة بمصر- وهذه ممكنة جداً- فلا فائدة ولو وُجد ألف برادعى.. أما إذا وجدت فسيولد آلاف البرادعى وزويل والباز وكفانا هواناً وانتظار حلول من السماء... وكل عام وأنتم بخير..
* صيدلى