أثارت الفتوى الأخيرة التى أصدرها أحد الشيوخ بأن مرض أنفلونزا الخنازير ليس من الأمراض التى تدعو للطلاق إثر قيام رجل بتطليق زوجته لأنها مريضة به، جدلا حول أشهر الحجج الواهية التى يتذرع بها الرجل ليطلق زوجته، بالإضافة إلى أهم الأمراض النفسية التى تدعو الزوج لذلك، وأيضا الأمراض التى يستحيل معها الحياة.
تقول د. سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: "نستطيع أن نطلق على العام الماضى عام "حصاد الشيطان" فالأزواج والزوجات تركوا تعاليم الله واستجابوا لشهواتهم" وتوضح صالح أن الأصل فى الطلاق يكون لأسباب نفسية، فربما لا يستطيع الزوج أن يشبع رغباته مع زوجته، بسب برود جنسى أو عدم قدرته على الوفاء باحتياجاتها أو سوء العلاقة بينه وبين أهل الزوجة أو أن تكون الزوجة غير مطيعة لأوامره، فيبدأ هنا فى استخدام حجج واهية تدعوه لتطليقها على الرغم من أن الدين يدعو صراحة إلى المعاشرة بالمعروف بينهما حتى فى حالة الكراهية.
وتوضح أستاذة الفقه المقارن أن مفهوم القوامة يتركز على أن الرجل يتحمل مسئوليات أكبر من المرأة، وعليه أن يتحمل الأعباء المختلفة للحياة الزوجية، فإذا مرضت الزوجة عليه أن يرعاها، وعن الأمراض التى تستحيل معها الحياة الزوجية، تؤكد صالح أنها فقط الأمراض التى تنقل العدوى بين الطرفين مثل الإيدز والأمراض التى تعوق المعاشرة الزوجية.
ومن جانبه يقول د. محمد المهدى أستاذ الطب النفسى إن الرجل الذى ينفصل عن زوجته لأسباب واهية يكون فى الأساس متخذا قرارا بذلك ويبحث فقط عن طريقة لتنفيذه، وتصرفاته دائما تفصح عن ذلك مثل تكرار استخدام لفظ الطلاق لأى سبب، ويبدأ فى منع الزوجة من الخروج، أو أن يطلقها لأنها مصابة بمرض حتى إن لم يكن خطيرا مثل مرض أنفلونزا الخنازير.
ويؤكد أستاذ الطب النفسى أن الأفراد الذين يفعلون ذلك يكون لديهم انتفاعية فى السلوك واضطراب حاد فى الشخصية وتقلبات انفعالية شديدة، فى أعمالهم وعلاقاتهم الشخصية فطول الوقت يذهبون لعمل ثم يتركونه ويتزوجون من امرأة ويتركونها.
ويوضح د. المهدى أن الأمراض التى تؤدى للانفصال بين الطرفين تكون فى الغالب نفسية وتمثل خطرا فى الحياة الزوجية، مثل "البرانويا"، الذى تصنع ضلالات لدى الزوج بأن الزوجة تخونه أو أن تذهب بدون علمه إلى الكثير من الأماكن.
وترى د. فاطمة الشناوى خبيرة فى العلاقات الزوجية أن أشهر الحجج الواهية الذى يستخدمها الرجل ليترك زوجته هى أنها أحدثت خطأ فى تقديم الطعام أو خرجت من المنزل بدون علمه. وتؤكد فاطمة أن حالات الطلاق لأسباب واهية زادت فى الفترة الأخيرة بسبب الضغوط المادية والاقتصادية، ففى الماضى كان الرجل يحتفظ بزوجته ويحافظ على حياتهم الزوجية تحت أى ضغوط.
وتضيف الشناوى أن العلاقة بين الطرفين أصبحت مادية وليست إنسانية فكل منهما يتصيد الأخطاء للآخر، وتوضح فاطمة أن انتشار وسائل الاتصال الحديثة لها دور فى نشر التوتر بينهم والأمراض أيضا التى يصاب بها الزوج مثل الاضطراب النفسى والاكتئاب.
واختلف معها د. علاء مرسى خبير العلاقات الزوجية فيؤكد أن الحجج الواهية التى يستخدمها الزوج تكون لأسباب نفسية لديه بأنه يبحث دائما عن السعادة لدى الطرف الآخر، ولا يبحث عنها بداخله ومن جانب آخر يكون الزوج استغلالى يريد فقط أن يحصل على ما يريد من الزوجة دون أن يعطى أى شىء، والغريب أن المجتمع يساعده على ذلك من خلال إعطائه دائما الأسباب مثل الحالة الاقتصادية السيئة والضغوط الاجتماعية.
بعد تطليق أحدهم زوجته بسبب أنفلونزا الخنازير
أشهر "تلاكيك" الرجل لتطليق زوجته
الإثنين، 04 يناير 2010 07:20 م