د.حمزة زوبع

وفد الحريات مر من هنا!

السبت، 30 يناير 2010 07:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى لمح البصر وقبل أن تنتهى التحقيقات فى حادثة نجع حمادى الإجرامية المؤسفة، وصل وفد لجنة الحريات الدينية الأمريكى إلى مصر وراح يصول ويجول فى أراضيها طولا وعرضا، شمالا وجنوبا، يستجوب من يشاء ويستفتى من يشاء، يطرح الأسئلة ويفرض الإجابات على الجميع بالتساوى ودون تفرقة عنصرية بين مسئول ومسئول.

فتح له الأزهر الشريف أبوابه المتعددة والتقاه شيخه الأكبر الذى تم استجوابه على مدار ساعتين متواصلتين، تماما كما فعل وزير الأوقاف المنفتح جدا الدكتور حمدى زقزوق ثم سافر تحرسه العناية الإلهية إلى نجع حمادى دون أن تعترضه كمائن الشرطة المنتشرة ولا أن يستوقفه أحد من المخبرين السريين الذين لا يرون بالعين المجردة.
الوفد مر من هنا، ثم من هنا ثم من هناك..!
لم يعترضه أحد، لم يعتقله أحد رغم أنه جاء متدخلا فى أخص خصوصياتنا!

لم يطالب رؤساء تحرير الأهرام ولا الأخبار ولا الجمهورية بطرد الوفد الذى سمح لنفسه بالتدخل فى أخص خصوصيات مصر... حتى سيادة الرئيس لم يعلق على زيارة الوفد فى خطابه يوم عيد الشرطة!

وأتعجب من مفكرى السلطة ومثقفيها الذين لم نسمع لهم صوتا، وكأن فى حلوقهم ماء.. لماذا لم يقولوا لأصدقائهم الأمريكان إن ما يقومون به هو إلحاق الضرر بمصر وليس فى صالح أحد؟!

لماذا لم نسمع لأحد من رجال لجنة السياسات المنتشرين فى الفضائيات انتشار النار فى الهشيم؟ لماذا اختفوا ودخلوا الجحور..

خشعت الأصوات للمعونات، وسكتت الأبواق فى وجه الدولارات.. وبقى الحديث عن الحزم والقوة فى مواجهة الفتنة قاصرا على المصريين، أما من يثيرونها ويغذونها ويقومون بزيارة مصر خصيصا من أجل إذكائها، فهؤلاء أصدقاؤنا وحلفاؤنا الاستراتيجيين ولا يجوز بالطبع أن يتخلى الحليف عن حليفه..!!

هذا الوفد المشئوم مر من بلاد كثيرة على مقربة منا ولم يدعها تفلت من العقوبة؟ فأى عقوبة تنتظرنا! وأى مصيبة ستحل بدارنا قريبا أو بعد حين!

هذا الوفد اللعين مر بباكستان والصومال والسودان واليمن والجزائر وكم مر بالعراق قبل الاحتلال وبعده، ولا يحتاج الأمر إلى المزيد من التعليق فالصور تشرح نفسها بنفسها!

لم أكن أدرى أن السلطة فى مصر بهذه السذاجة لكى تسمح لوفد بغيض مثل هذا بالدخول إلى مصر فى هذا التوقيت بالذات، ولا يمكننى قبول فكرة أن هذه زيارة روتينية معتادة بل أراها زيارة (كيدية) رتب لها بليل. فلماذا لم تتحرك السلطة وتطلب تأجيل الزيارة وهى التى تدعى أن لها علاقات مميزة مع أمريكا الحليف الإستراتيجى؟ أم أن هنا فقط يترك الحليف حليفه ويخلى الصديق لصديقه داره ليعيث فيها تجسسا وتصنتا واستماعا!

الغريب أن إخوتنا المسحيين استبقوا الزيارة بمظاهرات فى الداخل والخارج، وحين يتظاهر إخوتنا المسيحيين اعتراضا على الظلم، فلا أحد ينكر عليهم ذلك، ولكن حين ينقل برنامج العاشرة مساء صور المتظاهرين وقد ظهر عليها الصليب والمسدس فإن القصة لم تتوقف عند حق الاعتراض بل تعدته إلى ما هو أبعد!!

اللجوء للخارج لن يحمى ظهر مسيحى ولا مسلم، ولجنة الحريات الدينية الأمريكية لن تتحرك لإنقاذ مظلوم أو إغاثة ملهوف بل هدفها الأول والأخير الوطن.. الأرض ولا شىء يهم بعد ذلك.. هكذا يتحدث الجميع فى أمريكا عن الجائزة الكبرى.. بعد العراق.. إنها مصر!
فهل تعنى هذه الكلمة لبعض أبناء هذا الوطن شيئا..

آخر السطر
من هنا مر
وفد الشؤم والعدم
ليته ما مر!
فلم تشرق من بعد زيارته
شمس الأخوة
ولا أطل فى ليلنا المظلم قمر
ليته ما مر!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة