فى الحلقة الثانية من مذكراته..

الحلقة الثانية.. أحمد فؤاد نجم: فى مبنى ماسبيرو اكتشفت إن كله بيكدب على كله!! الشيخ إمام قال لى: الأستاذ رجاء كتر خيره عمل اللى عليه لكن إحنا ولاد كلب مجانين ما بنسترش

الجمعة، 29 يناير 2010 11:36 م
الحلقة الثانية.. أحمد فؤاد نجم: فى مبنى ماسبيرو اكتشفت إن كله بيكدب على كله!! الشيخ إمام قال لى: الأستاذ رجاء كتر خيره عمل اللى عليه لكن إحنا ولاد كلب مجانين ما بنسترش أحمد فؤاد نجم
تصوير- ياسر عبدالله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄فى منزل شاهندة مقلد.. إدانى عبد الرحمن الأبنودى ضهره أنا والشيخ إمام وسأل: «مين اللى جاب دول هنا؟»

الحلقة الثانية
فى الحلقة الأولى للجزء الثالث من مذكرات الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم «الفاجومى»، تحدث نجم عن بدايات عام 1968 معه والشيخ إمام، بعد أن كونا ثنائياً غنائياً، خرج من حوش قدم، ومع مرور الأيام واتساع المريدين لهما، خرجا إلى العالم بفضل الفنان التشكيلى عدلى رزق الله.
وتحدث نجم عن بداية تعرفه فى شقة بالعجوزة بالشاعر محمد جاد الرب، وكان ذلك فى أجواء تعافى الشعب المصرى من نكسة عام 1967 ورفع عبدالناصر لشعار: «ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة»، وكان من مظاهر هذا التعافى ظهور فرقة «أولاد الأرض» فى السويس، كما تحدث نجم عن ميلاد لحن «ميكى» الذى كتبه عن الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، وكانت القصيدة رداً على عبارة هيكل: «مانقدرش ننطح أمريكا» والتى يقول فيها:
بصراحة يا أستاذ ميكى
إنك رجعى وتشكيكى
قاعد لامؤاخذة تهلفط
وكلامك رومانتيكى
عن دور الحل السلمى
واستعماله التكتيكى
انتهت مغامرتنا فى أدغال الإعلام الرسمى بالفشل الباهر بعد توقف برنامج «مع ألحان الشيخ إمام»، الذى كان يقدمه الأستاذ رجاء النقاش رحمة الله عليه وكان يمكن أن يستمر تقديم البرنامج وتطويره وأنا كنت ناوى على كده لكن لما تعاملت مع مطبخ الإعلام الرسمى نفضت دماعى من أحلام التطوير والتحوير بعد ما اكتشفت بشاعة الوضع فى المطبخ الإعلامى.. كله بيكدب على كله وكله بيحقد على كله.. والأهم من دا إن كله بيخاف من كله فتمشى سيادتك فى طرقات مبنى ماسبيرو وكأنك ماشى فى الأدغال.. طيب بذمة النبى أنا ولا الشيخ إمام نقدر نعيش فى الجو ده؟ قلت للشيخ إمام:
- كده يبقى بارك الله فيما رزق هو خير الرازقين.
- ضحك وقال لى:
خربتها وقعدت على تلها يا أبوالنجوم
- قلت له:
حصل والحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه. لكن رحلة مش بطالة برضه.
- قال لى:
شفت شعبان البقال وهو بيحلل ويتفلسف.
«محلوظة: شعبان البقال هو المذيع الفلحوط المعجبانى اللى يروح يرسم على فنانة نص كم ويتجوزها على سنة الله ورسوله وعلى مذهب الإمام الأعظم أبوحنيفة النعمان، ودا شأنه وهو حر فيه إنما يبتدى يتعامل مع نفسه على أساس أنه من أهل الفن ويفرض عليك إنك تعامله باعتباره فنان؟ هى دى القضية اللى عرضناها فى أغنية شعبان البقال اللى إتجوز فنانة واتعين فنان».. ضحكت وقلت له:
- بس نشن ونشانه رشق.
وفوجئت بالشيخ إمام يسألنى:
الناس دول مركزين قوى هما مابيناموش؟
قلت له:
مساكين متعلقين فىالساقية والغمة على عنيهم، وشى.. طلع ميّه.
- قال لى:
بس دا اختيارهم يا أبوالنجوم.
- قلت له:
كده حندخل فى قضية فلسفية ودول ما يستاهلوش.
- قال لى:
ماقلتلكش.. الأستاذ رجاء كلمنى أمبارح كلام غريب.
- قلت له:
غريب إزاى يعنى؟ مش م البلدى يعنى؟
- قال لى:
لا يا أبوالنجوم أنا حسيت من نبرة صوته إن الحنان والمودة القديمة خلاص فنيتو.
- قلت له:
فينشون على رأى عم بديع وعم الشيخ سيد الله يرحم الجميع.
- قال لى:
الراجل كتر خيره عمل اللى عليه واتحمل مسئوليتنا وإحنا ولاد كلب مجانين مابنسترش ودا برضه يا أبوالنجوم موظف عند الدولة.
ولأنى عارف الشيخ إمام كان بيحب الأستاذ رجاء قد إيه قلت:
وكمان دا نجم كبير فى مجال الأدب والنقد وأحد المكونات الأساسية فى المشهد الثقافى فى مصر المحروسة فى المرحلة الناصرية.
- فأكمل الشيخ إمام:
وكمان ماتنساش يا أبوالنجوم دا راجل صاحب بيت.
- قلت له:
صاحب فيللا تقصد.
- فضحك قائلاً:
يعنى وبعدين معاك.
- قلت له:
لا والنبى.. ولا قبلين بس يعنى الدنيا ماخربتش ولا حاجة.
- قالى وهو يضحك:
أنا أموت وأعرف إنت جايب كل هذا التفاؤل منين؟ أنت ما بتيأسش أبداً؟
- قلت له:
وأيأس ليه؟ أنا أصلى مش مستعجل ولسة فى ودانى صوت أمى هانم وهى بتقول لعبدالعزيز أخويا: يا واد يا عبيط طول ما الولادة بتجيب إرمى حمولك على بكره.
- قال لى:
لكن واحنا فى مكتب الأستاذ عروق كان مين موجود.
- قلت له:
فضلة خيرك كان موجود صاحب الفرح اللى هو الأستاذ عروق نفسه وكان موجود الأستاذ رجاء النقاش وكان موجود الأستاذ جلال معوض.
- قال لى:
طيب والأستاذ أحمد سعيد ماجاش ليه؟
- قلت له:
-معتكف حبتين
قال لى
- أما الاستاذ وجدى الحكيم أنا بيتهيألى أنى سمعت صوته فى الطرقة لكن ماكانش فى المكتب
-قلت له
حصل.
- قال لى:
طيب مادخلش المكتب ويانا ليه؟
- قلت له:
ما أنا قلت لك كان فى الطرقة.
- ضحك وقال لى:
هى دى بقى حتته؟
- قلت له:
لأ دى حدوده والله أعلم.
- قال لى:
أفادك الله.
وضحكنا.
>>>
نفس السيرك اللى شفناه فى المطبخ الإعلامى فى مبنى ماسبيرو المطل على النيل رجعنا شفناه فى النسخة الفلاحى فى قرية كمشيش المدهشة قرية الإقطاع والفلاحين وعائلة الفقى الإقطاعية فى جانب وفى الجانب الآخر يصطف الفلاحون خلف مناضلهم وابنهم النجيب صلاح حسن الذى اغتاله الإقطاع وإحنا فى عهد جمال عبدالناصر زعيم ثورة 23 يوليو الأعظم وأمير الفقراء كما سماه بعض الكتاب الماركسيين إبان مجده السياسى الذى انتهى عمره الافتراضى يوم 5 يونيو 1967، وكعادة الفلاحين فى مصر المحروسة قرر فلاحو كمشيش تخليد ذكرى شهيدهم العزيز الغالى صلاح حسن بإقامة مهرجان سياسى خطابى فى ذكرى استشهاد صلاح حسن برعاية جمال عبدالناصر الذى أناب عنه السيد شعراوى جمعة نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية وأمين عام الاتحاد الاشتراكى العربى والتنظيم الطليعى السرى، وفى هذا العام وصلتنا دعوة لحضور المهرجان السياسى، وعلى الفور لبينا الدعوة، وفى الموعد المحدد وفى طريقنا إلى كمشيش تداخلت الخطوط وارتبك السير فوجدنا أنفسنا الشيخ إمام وأنا فى العراء، ولكن تدبير ربك ساق لنا الدكتور على الجنجيهى من شارع قصر النيل، فبادر إلى اصطحابنا فى سيارة أجرة إلى كمشيش، وحين وصلنا إلى مكان الاحتفال وهو ساحة واسعة خلف منزل الشهيد صلاح حسن كان الحضور بالآلاف، وكانوا يستمعون إلى كلمة أمين الفلاحين، وكان ضخماً متكوراً، وكانت موضة هذا الزمان هى القفوات العريضة وكان سيادة الأمين يرتدى «جلابية حلق كنيف» فظهر قفاه ولامؤاخذة يشبه البطخية اللى من غير قشر وبمجرد وصولنا إلى موقع الاحتفال حصل هرج ومرج ضاع فيه صوت الأمين فراح نازل من على المنصة واتجه إلى حيث نقف أنا والشيخ إمام وقال بعلو صوته «من اللى جاب دول هنا».
- قلت له:
بسلامته أمين الفلاحين.
- قال لى:
أنهو فلاحين.
- قلت له:
أى فلاحين.. ماتفرقش. أتارى عبارة من جاب دول هنا كانت هى الشعار المعد لاستقبالنا لأنى سمعتها تانى بعد أمين الفلاحين من واحد ماشفتوش ولما مدحت أخو شاهندة اصطحبنا إلى داخل المنزل لقيت الشاعر عبدالرحمن الأبنودى مدينى ضهره وبيسأل شاهندة من اللى جاب دول هنا؟
قلت فى عقل بالى مابدهاش والله ياولاد الصرمة مناماشى من هنا إلا بمصيبة وشجعنى على هذا الاتجاه المقابلة الرائعة التى استقبلتنا بها الست أم ناجى شاهندة مقلد التى أحبها رفاق صلاح حسن وتلاميذه من الفلاحين والتفوا حولها رفاق طريق، وسارت هى بهم ومعهم على الطريق التى حددها لهم أبوناجى صلاح حسن، وقاتلت شاهندة بشجاعة وشرف ودخلت السجن أكثر من مرة، ومازالت حتى اليوم فى موقعها! الذى حدده لها ومعها أستاذها وحبيبها وزوجها أبو أبنائها ناجى ووسيم وبسمة الشهيد صلاح حسن.
قابلتنا بابتسامة فرح وامتنان واتجهت نحونا وهى تقول «أهلاً يا مولانا أهلاً يا أستاذ نجم وسحبتنا إلى داخل البيت وأجلستنا وغابت عنا حوالى ثلاث دقائق وعادت بعدها تحمل صينية الطعام فأكلنا- أنا كنت واقع من الجوع- ثم جاء مدحت ليدعونا إلى المسرح وحين صعدنا قال مذيع الحفل.
- وبمناسبة تشريف السيدين سفير فيتنام وسفير كوبا نقدم لكم أغنية «جيفارا مات».
- وقلت للشيخ إمام:
نقول جرب الشعب وبعدين جيفارا.
وبعد أن غنى الشيخ إمام الأغنيتين قلت فى الميكروفون اللى عايز يسمع الشيخ إمام ييجى ورانا.
وفوجئ الحضور بانسحاب الشباب من الاحتفال ليلحق بنا.
شوف بقى سعادتك الجرائم اللى ارتكبناها فى اليوم المذكور.. أولاً.. اقتحمنا الحفل بدون استئذان أو حتى بموافقة شفهية من مباحث أمن الدولة.
وثانياً: سحبنا الجمهور بتاع الاحتفال ولحقونا فى الغيط وقعدنا نغنى بعدما قمت بطرد الخفراء الذين لحقونا بحجة تنظيم الناس!
وأثناء جلوسنا فى الهواء طلعوا علينا جوز أفندية شكلهم مريب وقدموا لنا أنفسهم باعتبارهم تجار جلود من الإسكندرية! أنا هرشتهم لكن ماحبيتش أخوف الشيخ إمام أو أوتره فيخرج من الحالة الجميلة اللى كان عليها وهو يغنى فى مصر الفلاحين، وعند عودتنا لحوش قدم سقطت من الإعياء، ويظهر أنى نمت كتير، وفى المساء فوجئت بتلاتة أفندية شكلهم ضباط مباحث دخلوا علينا وقالوا لى:
قوم إلبس.
الناس اللى فى الشارع أفتكروهم جايين يقبضوا علينا ومحمد على والشيخ إمام سمعوهم بيقولو لى قوم إلبس أتارى دول بقى مين يا سيدى الدكتور رزق عبدالمسيح، والدكتور يسرى هاشم سمعوا بمرضى وهما كانوا فى مستشفى المبرة بمصر القديمة فقرروا القبض على وإيداعى المستشفى فوراً وقد كان.. أتارى دخولى المستشفى كان نقطة تحول فى حياتى.. إزاى؟
صلى على حضرة النبى كون الدكتور رزق عبدالمسيح يهتم بصحتى وينقلنى للمسشفى دا موقف سياسى فقط باعتبارى رفيق دربه أحمل نفس أفكاره وأنتمى للفقراء المسحوقين الذين يدافع عنهم رزق عبدالمسيح من خلال منظمة شيوعية انتمى إليها. رزق عبدالمسيح ضمن مئات من شباب الجامعات المصرية الذين آمنوا بحق الفقراء فى الحياة الكريمة على ضفاف النيل صانع الحضارة الإنسانية منذ فجر التاريخ أو منذ فجر الضمير كما يقول هنرى بريستيد فى كتابه الرائع الذى يحمل نفس الاسم «فجر الضمير».
>>>
اكتشفت أن رزق عبدالمسيح توصل إلى اتفاق غير مكتوب مع الممرضين والتمرجية بعدم المساس بعلاج وغذاء المرضى وسألته:
- وصلت للاتفاق ده إزاى؟
- ضحك وقال لى:
قرأت مرة للشاعر مصطفى الطائر رباعية تقول:
محروم يا ناس م المعاملة وشكلها اللامع
والرزق لما أندهه يعمل ماهوش سامع
يا رازق الكلب ارزقنى برزق حلال
أحسن ودين النبى أسرق من الجامع
>>>
ففكرت فى الممرضين والتمرجية اللى مرتباتهم مابتكفيش قوت عيالهم وتأكدت أنهم لازم حيسرقوا وإن المتاح أمامهم هو غذاء وعلاج المرضى فعقدت معهم اتفاقا، أبحت لهم من خلاله تحصيل الأموال من الزوار فى شكل بقشيش وإكراميات.
- قلت له:
والتزموا بالاتفاق؟
- قال لى:
لغاية دلوقتى آه وأرجو أنك أثناء وجودك فى العنبر تراقب لى المسألة دى.
- قلت له:
أنا عايز أعرف أولاً أنا وجودى هنا بصفتى مريض ولا بصفتى مخبر لسيادتك؟
- ضحك وقال لى:
الاتنين.. عندك مانع؟
- قلت له:
الاتنين.. وماعنديش مانع







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة